أعلنت الائتلافات المشاركة فى جمعة الغضب الثانية أن أهم المطالب التى لم تتحقق وتهدد بفشل الثورة هو ضرورة إقصاء أعضاء الحزب الوطني "المنحل" عن العمل السياسي فترة لا تقل عن 5 سنوات وقد تصل إلي 10 سنوات، خاصة مع عودة أعضاء الحزب الوطنى للتحرك السرى فى هيئة أحزاب جديدة ..
يأتى ذلك فى ظل وجود علامة استفهام كبيرة حول اختفاء أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطنى "المنحل"، وهل يمكن أن يعودوا للمشاركة فى الحياة السياسية و الاجتماعية مرة أخرى أم لا؟ فقد أشاع البعض أن هناك رموز سابقين فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى يحتلون مقدمة المشهد السياسى الآن وعلى رأسهم الدكتور عصام شرف نفسه، حيث نسبت إليه بعض مواقع الإنترنت تصريحاً صحفياً لجريدة "المصرى اليوم" فى أغسطس 2008 أعلن فيه أنه كان عضواً بالحزب الوطنى لكن اتضح من خلال البحث أن هذا التصريح كاذب وليس له أساس من الصحة..
وتكشف خريطة تأسيس الأحزاب الآن عن قيام أعضاء لجنة السياسات السابقين وقيادات من الوطنى "المنحل" بتجميع أنفسهم فى هيئة تكتلات سياسية صغيرة لتأسيس أحزاب سياسية تجاوز عددها الآن خمسة أحزاب منها ثلاثة أحزاب تم الإعلان عنها صراحة بخلاف حزب "مصر القومى" ومؤسسه طلعت السادات وهذه الأحزاب هى:
- "حزب المواطن المصرى" : انضم الدكتور محمد رجب الأمين العام الأخير للوطنى مع الدكتور نبيل لوقا بباوى والدكتور حمدى السيد والدكتور شريف عمر وأعلنوا عن تأسيس حزب المواطن المصري وهو - حسب تعريفهم له- يعد منبراً للمواطن البسيط في هذا الوطن من الوزير إلي عامل النظافة والجميع له الحق في حياة كريمة دون تمييز مواطن عن آخر مهما كانت عقيدته أو منصبه أو مستواه الاجتماعي فله كل الحقوق والواجبات، وفور الإعلان عنه تحمس للانضمام إليه عدد من رموز العمل السياسى السابقين على رأسهم الدكتور مصطفى السيد وزير الاقتصاد الأسبق والدكتور شريف عمر عميد معهد الأورام وخلال أيام قليلة من الاستعداد لتدشين الحزب تمكن قادته من توفير مقرين للحزب بالقاهرة وتوفير مقر له بكل محافظة كما تجاوز عدد أعضاءه الآلاف ويتمتع بتواجد فى أوساط الأرياف من قيادات الوطنى السابقين وتضم الهيئة التأسيسية للحزب وحدها نحو 250 عضواً..
"حزب مصر النهضة" : لم يختف الدكتور حسام بدراوى عن المشهد السياسى حيث يقوم حالياً بجولات فى المحافظات لتدشين حزبه الجديد تحت مسمى"حزب مصر النهضة" وقد التف حول الدكتور بدراوى عدد كبير من أعضاء الوطنى المنحل من أصحاب العائلات فى القرى والنجوع بعدد لا بأس به من المحافظات حتى استطاع أن يجمع مئات التوقيعات إلى الآن وكان هناك نحو ثلاثة آلاف من الشباب قد التفوا حول الدكتور بداروى لعمل تكتل ليبرالى يسعى للسلطة من خلال هذا الحزب الوليد الذى تحمس له حتى الآن عددا من نجوم المرحلة السابقة مثل المهندس أحمد الليثى وزير الزراعة الأسبق وحمدى الطحان وأحمد قورة واللواء فاروق المقرحى.
- " حزب الحرية": فلول الحزب الوطنى فى الصعيد انتظرت قليلا لترى ما ستسفر عنه الحياة السياسية ثم عادت للنشاط من جديد حيث التف المئات من بقايا الوطنى فى سوهاج وقنا وأعلنوا عن تدشين حزب "الحرية" برئاسة ممدوح محمد محمود صاحب شركات الأسمنت وعبد الرحيم الغول والنائب السابق عمر هريدى ويحظى هذا الحزب بدعم مالى كبير نظرا لدعمه من قبل رجال الأعمال ومن ضمن خططه إصدار صحيفة وتدشين محطة فضائية ومن الجدير بالذكر أن هذا الحزب قد أشيع من خلال عدة تقارير صحفية أنه تم بدعم من جمال مبارك وصفوت الشريف بعد إعلان استقالتهما من الوطنى وأنهما سعيا لتشجيع هذا الحزب أملاً فى العودة للحياة السياسية لكن الوقت لم يمهلمها لإكمال هذه الخطة نظرا لتنحى مبارك وإلقاء القبض عليهما.
وهناك عدة محاولات جارية من أعضاء الوطنى المنحل لتأسيس أحزاب جديدة والاستفادة من العصبيات والقبليات التى يتمتعون بها ففى حلوان جارى العمل لإنشاء حزب تقوده عدد من سيدات الوطنى المنحل وفى محافظات أخرى اتفق قيادات الحزب السابق على العودة للحياة السياسية عبر الانضمام لهذه الأحزاب التى يجمعها رابط واحد وهى أنها جميعها انشقت عن الحزب المنحل أو خرجت من عباءته ومن المحتمل أن تتجه للتكتل إذا ما وصلت للبرلمان ومن المحتمل أيضاً أن تحظى بأغلبية لما تتمتع به من عصبية وقبلية ولهذا بات الحل الأمثل الذى طالبت به جمعة الغضب الثانية هو تجميد أعضاء الوطنى من العمل السياسى أسوة بما فعلته الثورة التونسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق