الأربعاء، 31 أغسطس 2011

الثعبان المسكين



"حدثني بها أحد الشباب الذين جرى معهم هذا الموقف العجيب يقول محدثي : كنا جالسين في البر في إحدى الرحلات فإذا بنا نسمع صوت عصفور يستغيث فـتبعنا :
الصوت فإذا بنا نجد ثعباناً قد ابتلع هذا العصفور في الحال وفوراًً قمنا بقتل الثعبان واستخرجنا العصفور في الحال فإذا هو على قيد الحياة فنظفناه وأطعمناه وبعد فترة استعاد العصفور صحته وقوته بإذن الله وساعدناه على الطيران ففعل ثم طار..... ( لم تنته القصة بعد.. ) وبعد ما حلق فوقـنا أتى أحد الطيور الجارحة فصاده في الحال وأكله ...فسبحان مقسم الأرزاق ....( وفي السماء رزقكم وما توعدون )...

السبت، 27 أغسطس 2011

ثلاثة ارباع العالم يعترفون بدولة فلسطين

ثلاثة ارباع العالم يعترفون بدولة فلسطين

أعلنت 124 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة اعترافها بفلسطين الدولة و تشتمل هذه الدول على تسعة من أصل الدول العشر ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم .
و يعد إجمالي عدد السكان في هذه البلدان 124 المعترفة بالحق الفلسطيني في الامم المتحدة كدولة كاملة السيادة 5.2 مليار وهذا يشكل 75% من تعداد سكان العالم
و تؤكد مصادر الدبلوماسية الفلسطينية أن فلسطين تحقق تقدما مستمرا في سعيها لتوسيع رقعة الاعتراف وطلب العضوية في الامم المتحدة وخاصة ما دعت اليه مؤخرا وزيرة خارجية اسبانيا الدول الأوروبية الى دعم التوجه الفلسطيني في الامم المتحدة فيما لازالت اسرائيل تبدي احتجاجها الشديد من هذا التطور في الموقف الاسباني
وكان البرلمان الاسباني والبرلمان البلجيكي قد تبنيا قرارات تدعم فلسطين في طلب الاعتراف الدولي والعضوية في الأمم المتحدة كما قامت الكنيسة السلفادورية بإعلان تأييدها للطلب الفلسطيني منذ بضعة أيام.
كما علمت وكالة معا أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يقوم الان بزيارة في افريقيا سبقها سلسلة زيارات لدول أمريكا الوسطى والجنوبية
و أن عدة مبعوثين شخصيين للرئيس قاموا بزيارات عدة لدول محورية ومهمة وهذه الزيارات بدأت منذ فترة ومستمرة.
أسماء الدول 124 التي أكدت اعترافها بالحق الفلسطيني

أفغانستان

ألبانيا

الجزائر

أنغولا

الأرجنتين

بوتان

بوليفيا

أذربيجان

البحرين

بنغلادش

بيلاروسيا

بنين

البوسنة والهرسك

بوتسوانا

البرازيل

بروني

بلغاريا

بوركينا فاسو

بوروندي

كمبوديا

الرأس الأخضر

افريقيا الوسطى

تشاد

تشيلي

الصين الشعبية

جزر القمر

الكونغو الديمقراطية

الكونغو

كوستاريكا

ساحل العاج

كوبا

قبرص

التشيك

جيبوتي

الدومينيكان

اكوادور

مصر

اثيوبيا

غيانيا الاستوائية

الغابون

غامبيا

جورجيا

غانا

غينيا

غينيا بيساو

غويانا

المجر

الهند

اندونيسيا

ايران

العراق

الأردن

كازاخستان

كينيا

كوريا الشمالية

الكويت

قيرغيزستان

مالي

مالطا

موريتانيا

ماليزيا

موريشيوس

منغوليا

الجبل الأسود

المغرب

موزمبيق

ناميبيا

نيبال

نيكاراغوا

النيجر

نيجيريا

سلطنة عمان

باكستان

بابوا غينيا الجديدة

باراغواي

بيرو

بولندا

الفلبين

قطر

رومانيا

روسيا

رواندا

ساوتومي و برنسيبي

السعودية

السنغال

صربيا

سيشل

سيراليون

سلوفاكيا

الصومال

جنوب افريقيا

سريلانكا

السودان

سورينام

سوريا

تنزانيا

توغو

تونس

سوازيلاند

طاجيكستان

تيمور الشرقية

تركيا

تركمانستان

أوغندا

أوكرانيا

الامارات العربية

أورغواي

أوزبكستان

فانواتو

فنزويلا

فيتنام

اليمن

زامبيا

زمبابوي

السلفادور

هندوراس

     




الجمعة، 26 أغسطس 2011

أم الرشراش المصرية بين الاحتلال و التواطؤ

أم الرشراش.. شرارة الحرب النووية القادمة بين القاهرة وتل أبيب

عبدالناصر رفض استبدال أم الرشراش بكوبري استراتيجي والسادات فضل استعادة طابا ومبارك تجاهلها تحت ضغوط أمريكية

العصابات اليهودية نفذت مذبحة ضد 350 ضابطا وجنديا مصريا للاستيلاء علي أم الرشراش والليكود يخطط الآن لمنع تقديم القضية لمحكمة العدل الدولية

منذ رحيل مبارك ونظامه، وإسرائيل تختلق الاسباب لجر مصر إلي صراع ما، لإلهائها عن مكتسبات الثورة، وكأن رحيل مبارك أفقدها حليفا قويا لها في المنطقة وراعيا لمصالحها بدءا من الغاز المصري، مرورا باستقبال الفلسطينيين ومنحهم الجنسيات المصرية حتي لا يعودوا للأراضي المحتلة للمطالبة بحقوقهم، والتغاضي عن خنق سكان غزة ، وإغلاق المنافذ والحدود الي هذا القطاع ترضية لعيون اسرائيل لمنع المعونات والمساعدات، وصولا الي تجاهل حق مصر في قرية أم الرشراش المعروفة اسرائيليا باسم «إيلات».
يمثل ملف قرية أم الرشراش المصرية المحتلة أرقا وهاجسا إسرائيليا تاريخيا تجاه مصر، وشهدت العقود الماضية ارهاصات ومطالبات ظهرت علي استحياء لمطالبة اسرائيل بإعادة تلك البقعة من الارض الي حضن وطنها مصر، إلا أن تلك المحاولات كانت لا تلبث ان تختفي تحت الضغوط الامريكية والغربية عامة، خاصة في عهد مبارك، الأمر الذي دفع بمجموعة من المصريين الوطنيين، لتشكيل ما اطلق عليه باسم «الجبهة الشعبية لتحرير أم الرشراش عام 1997، وتضم الجبهة نخبة من الباحثين ورجالات القانون والجغرافيا، ممن لديهم قناعة ودلائل وثائقية تؤكد حق مصر التاريخي والقانوني في أم الرشراش، و يتولى أمانة الجبهة محمد الدريني، وعضوية الجبهة لكل الشعب الراغب في استعادة ارض مصر من ايدي محتليها، إلا ان الحكومات السابقة لم تعط بالا او اهتماما لتلك الجبهة، وتجاهلت القضية حتي لا تثير المشكلات مع إسرائيل.
غير انه بعد ان بدأت ثورتنا المصرية تجني ثمارها، تحرك ملف أم رشراش مجددا، وبادرت الجبهة الشعبية لاستعادة أم الرشراش بإرسال ملف وصور من وثائق هذه القضية الحساسة الي مرشحي الرئاسة المحتملين في المرحلة المقبلة، لجس نبضهم حول ما يمكن ان يقدمونه لهذه القضية من أجل استعادة قطعة استراتيجية مهمة من الأرض من ايادي اسرائيل، غير ان الجبهة لم ترسل الملف لعمرو موسي، واستثنته، لأن موسي لم يرحب من قبل بفتح قضية أم الرشراش إبان منصبه بالجامعة العربية، او حتي منصبه السابق كوزير لخارجية مصر  فقد كان يعتبر هذا الملف مصدر ازعاج، وأن الوقت لم يكن دوما يسمح من وجهة نظره لفتحه مع اسرائيل، وأثار فتح هذا الملف في الوقت الحالي المخاوف الإسرائيلية،  فبدأت جماعات الليكود المتشددة ومن خلفها عصابات المحافظين خدام مبدأ الحفاظ علي الارض المحتلة وعدم التنازل عن شبر منها، في وضع خطوط دفاعية وخطط لإزاحة هذا الملف للمرة الالف الي الوراء، وإبراز ملفات اخري تجتذب الاهتمام العالمي والساحة السياسة المصرية، وهي ملف سيناء، ومزاعم الفراغ الامني، وتصدير الارهاب من سيناء الي اسرائيل.
قبل حرب 1948 كانت تتواجد بأم الرشراش قوات مصرية قوامها 350 جنديا، ووقعت مصر اتفاقية هدنة «رودس» في 24 فبراير1949، لإنهاء الحرب، لكن كعادة اسرائيل في خرق اي هدنة او عهد، شنت عصابات يهودية في  مارس 1949 يقودها اسحاق رابين هجوما داميا علي أم الرشراش، ورغم ذلك التزمت القوات المصرية المتواجدة بأم الرشراش بالهدنة ولم تقابل الهجوم بإطلاق النيران، وتعرضت القوات المصرية لمذبحة بشعة حيث ابادتهم العصابة اليهودية، واحتلت بالتالي أم الرشراش لأهميتها الاستراتيجية، واقامت فوقها مدينة وميناء ايلات عام 1952، وكانت دوما ام الرشراش وسيلة ضغط وتهديد لقناة السويس، كما تسعي اسرائيل الآن لإقامة مطار السلام بالقرب منها، لإنهاء أي أمل مصري في استعادتها، فبموجب هذا المطار،  ستقسم اسرائيل المنطقة بما فيها أم الرشراش الي ايلات شرقية وغربية، لتضيع ملامح وحدود القرية، رغم عدم امتلاك اسرائيل لأي اوراق او مستندات يمكن ان تتخذها ذريعة لامتلاك ام الرشراش، ورغم حق مصر المثبت تاريخيا وحدوديا في هذه القرية، خاصة اذا ما طالبت مصر اسرائيل بالعودة لحدود 1947، وتنفيذ قرار التقسيم رقم 81، و الذي أصدرته الامم المتحدة.
ومر ملف ام الرشراش بالعديد من المنعطفات التاريخية، فعندما سعت امريكا من اجل عقد صلح بين العرب واسرائيل في عهد الرئيس السابق كيندي، وكان الاخير تربطه علاقة قوية بعبدالناصر، أثار عبدالناصر ملف قرية أم الرشراش وحق مصر بها، فاقترح كنيدي أن تتم اقامة  كوبري يمر فوق أم الرشراش، علي ان يكون الهدف منه الربط بين المشرق والمغرب العربي، بشرط ان تتناول مصر عن حقها التاريخي والقانوني في استعادة هذا المثلث الاستراتيجي، إلا أن عبد الناصر رفض العرض، رفض ان يستبدل قطعة من ارض مصر بكوبري يمكن ان تهدمه او تدمره اسرائيل في اي لحظة تحت اي علة، وعاد الملف خطوات الي الوراء.
وفي عهد السادات، تم التركيز علي طابا، وجاء ذكر ام الرشراش عرضا، فقد كانت طابا تمثل اهمية اكبر للسادات لاستعادتها، رغم ذلك ادرجت ضمن ملف التحكيم الدولي الذي رفعته مصر بشأن طابا، اما في عهد مبارك، فقد ظهرت عدة ارهاصات للمطالبة بأم الرشراش علي استحياء، إلا أن الضغوط الامريكية دوما ازاحت الملف من الواجهة، ورضخ مبارك حتي لا يغضب الأمريكان.
ويؤكد المستشار حسن عمر خبير القانون الدولي، والمهتم بدراسة ملف أم الرشراش،  أن مصر لم توقع أي اتفاق بخصوص أم الرشراش، لذا يبقي الباب القانوني مفتوحا للمطالبة بها، ومحاولات التضليل الاسرائيلي لإثبات حقوق ليس لها في  أم الرشراش.
فيما تحذر الجبهة الشعبية لأم الرشراش بدورها من خطورة استمرار بقائها تحت الاحتلال الاسرائيلي، خاصة مع امتلاك اسرائيل في الوقت الحالي غواصات الـ «دولفين» ذات الرؤوس النووية، وما يمثله ذلك من تهديد للأمن المصري والعربي عامة، بوصول اسرائيل الي قلب شواطئنا المصرية عبر هذا المثلث اذا ما نشبت حرب او ثار صراع، كالذي تحاول إسرائيل الآن جر مصر إليه عبر سيناء الآن، كما ان اسرائيل تعزز وجودها في البحر الاحمر والعربي والخليج بخطة تهدف الي شق قناة تربط ام الرشراش والبحر الميت.

من هو سليمان خاطر؟

 

من هو سليمان خاطر؟

 

سليمان محمد عبد الحميد خاطر. ولد في قرية أكياد بمحافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية. أحد عناصر قوات

الأمن المركزي المصري و كان يؤدي مدة تجنيده على الحدود المصرية مع إسرائيل عندما اصاب سبعة إسرائيليين فأرداهم قتلى في الخامس من تشرين الأول / أكتوبر العام 1985م. أودع سليمان السجن بعد محاكمة عسكرية حيث لقي حتفه و تدعي السلطات المصرية إنه انتحر شنقاً. و في خلال التحقيقات معه ادعى سليمان بأن أولئك الإسرائيليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، و أنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.

القصة بالتفصيل(المصدر جريدة الوفد): ففي يوم السبت 5/10/1985 وأثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ الجندي سليمان خاطر بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها قائلا: stop no passing إلا انهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التي توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة غير مسموح لأي إنسان الاطلاع عليها فما كان منه إلا أن أطلق عليهم الرصاص خاصة ان الشمس كانت قد غربت وأصبح من الصعب عليه تحديد لماذا صعد هؤلاء الأجانب وعددهم 12 شخصا الهضبة. ورغم أن سليمان خاطر نفذ الأوامر بأن أطلق النار في الهواء أولا للعمل علي منع أي شخص من دخول المنطقة المحظورة ولو بإطلاق النار عليهم إلا انه تمت محاكمته عسكريا وفي 28/12/1985 صدر الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما، وتم ترحيله الي السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة وبعدها بـ10 أيام تقريبا وتحديدا في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة!!
عن سليمان: سليمان محمد عبد الحميد خاطر من مواليد قرية أكياد في الشرقية، وهو أخر عنقود من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان.
ألتحق سليمان مثل غيره بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي.
وكان من الصعب على أحد أن يعرفه لولا ما حدث في أخر أيام خدمته في سيناء. ....
أخبروه ألا يترك أحد يصعد إلي مكان الخدمة لأنه ممنوع وعندما فعل..حاكموه !!، وقالوا عليه مجنون.
لأنه في سبيل حراسة الوطن قتل سليمان سبعة من الإسرائيليين، ولكن كان للحكومة رأى آخر ينصح بأن تهدر دماء سليمان في سلام.

ونترك سليمان يحكي لنا ما حدث يوم 5 أكتوبر 1985 من خلال أقواله في محضر التحقيق ..
"كنت علي نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى ..فقلت لهم "ستوب نوباسينج" بالإنجليزية...
ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي.
دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها.

(وذلك في إشارة منه إلى حادثة كانت مازالت حديثة حين استطاعت امرأة صهيونية أن تتحايل بالعري على أحد الجنود في سيناء، وتحصل منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزي هناك بعد أن ادخلها الشاليه المخصص للوحدة!!!)

وطبعاً ما حدش قال عليه مختل والحمد لله وإلا كان أثر على سمعة المختلين في البلد..
وقبل أن ينطق المحقق بأمر قال لهم أخيراً .." أمال انتم قلتم ممنوع ليه ..قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم" .
سأله المحقق سؤالين يحتاجا من أي مصري غير مختل توضيح، قال له ..
ـ لماذا يا سليمان تصر علي تعمير سلاحك؟
ـ وفى بساطة (ربنا يسامح اللي علمها له) قال .. لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه.
ـ بماذا تبرر حفظ رقم سلاحك.
ـ الإجابة من أوراق التحقيق .. لأني بحبه زى كلمة مصر تمام. التلخيص كان شابا يؤدي خدمته العسكرية في عام 1985 في طابا بعد تحريرها، وفي أحد الأيام كان يؤدي الصلاة، عندما مرت بجانبه حافلة تقل عدد من الإسرائيليين، فنزلوا إلى جواره وبدؤا يسخرون من طريقته في أداء الصلاة، وأراد بعضهم الدخول للحدود المصرية عنوة، ولكنه أبي فما كان منهم إلا أن سبوا مصر وبصقوا على العلم المصري، فقام سليمان خاطر بإطلاق نيرانه نحوهم فقتل سبعة منهم.
سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، وبدلا من أن يصدر قرار بمكافئته علي قيامه بعمله، صدر قرار جمهوري ـ مستغلا سلطاته بموجب قانون الطوارئ ـ بتحويل الشاب إلي محاكمة عسكرية، بدلا من أن يخضع على أكثر تقدير ـ لمحاكمة مدنية كما هو الحال مع رجال الشرطة بنص الدستور.
طعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وبالطبع تم رفض الطعن.
وصفته الصحف "القومية" بالمجنون، وقادت صحف العارضة حملة من اجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلا من المحكمة العسكرية ..مؤتمرات وندوات وبيانات و التماسات إلى رئيس الجمهورية ولا من مجيب.
قال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان "مختل نوعا ما ".
والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه".
وبناء على رأى أطباء وضباط وقضاة وكلاب الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التي تخيفه في الظلام اسمها صهيونية. مصر يا أمي
من السجن يعلمنا خاطر معني مصر هي أمي .. تلك الكلمة التي أشبعناها تريقة وشتيمة وكل شيء.
في رسالة من السجن كتب أنه عندما سأله أحد السجناء "بتفكر في إيه"؟
قال "أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين ..من ترابك ..ودمي من نيلك.
وحين ابكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل أجازة تأخذ راسي في صدرها الحنون، وتقولي ما تبكيش يا سليمان أنت فعلت كل ما كنت أن انتظر منك يا بني".
وفي المحكمة قال سليمان خاطر "أنا لا اخشي الموت ولا ارهبه ..انه قضاء الله وقدره، لكنني اخشي أن يكون بالحكم الذي سوف يصدر ضدي أثار سيئة علي زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم" .
وعندما صدر الحكم بحبسه 25 عاما من الأشغال الشاقة المؤبدة قال .. "أن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه" .. ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلا "روحوا واحرسوا سينا .. سليمان مش عايز حراسة" . سليمان مات
بعد أن صدر الحكم علي خاطر نقل إلي السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوي معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه مات سليمان خاطر.
مات لتخرج علينا الصحف القومية بمانشيتات التي تحمل إمضاء أمن الدولة وتقول .. "انتحر بعد أن شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار" .
قال تقرير الطب الشرعي انه انتحر، وقال أخوه لقد ربيت أخي جيدا واعرف مدي إيمانه وتدينه، انه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه لقد قتلوه في سجنه.
ويقول من شاهدوا الجثة أن الانتحار ليس هو الاحتمال الوحيد، وأن الجثة كان بها أثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع علي الرقبة، وكدمات علي الساق تشبه أثار جرجرة أو ضرب .
قالوا في البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير، وقال الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة.
وأمام كل ما قيل، تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك وأصبح القتل سيناريو اقرب من الانتحار.
وما أن شاع خبر موت سليمان خاطر حتى خرجت المظاهرات التي تندد بقتله ..طلاب الجامعات من القاهرة وعين شمس وجامعة الأزهر .. طلاب المدارس الثانوية.
وفي مشهد أخر في مكان ما، تسلم الإسرائيليون تعويضاً عن قتلاهم من الحكومة الرشيدة التي قالت عنها أم خاطر " ابني أتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل" .
لم يسمع سليمان هتافات الشارع، واللي قالت كتير ولسه مااتنساش.... سيبوا الشعب ياخد التار
الصهيوني ده غدار
المعقول المعقول
إن سليمان مات مقتول
سليمان خاطر قالها في سينا
قال مطالبنا وقال أمانينا
سليمان خاطر يا شرقاوي
دمك فينا هيفضل راوي
سليمان خاطر قالها قوية
الرصاص حل قضية
اللي خانك أنتي يا مصر
حيشنق نفسه في يوم النصر
وأجمل الهتافات .. سليمان خاطر مات مقتول ..مات عشان مقدرشيخون

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

من هو اللواء عمر سليمان ؟

تولى جميع مناصبه القيادية في عهد المخلوع الفاسد مبارك

حيث تولى  قائد الحرس الجمهوري لمبارك، و هي الوظيفة التي تجعله "شماشرجي" الهانم و حارس "الراجل" كما كان يلقب المخلوع و زوجته الخائنة و الانجال . و تكون مسئوليته هي تحضير الحراسات و الخدمات في الاماكن المرتقب زيارتها من قبل اسياده

عمل رئيسا للمخابرات الحربية مما يخالف اعراف القوات المسلحة حيث تختلف الشخصية المسؤولة عن الحراسة عن تلك التي مسؤولة عن المعلومات و التخابر و هو ما يدل على ان السبب الوحيد لتوليه هذا المنصب الرفيع هو ثقة المخلوع و اسرته في هذا الخادم الامين المطيع، و هي من الصفات الحميدة في حالة خدمة صاحب عزبة او مصنع. لا ان تكون قريبا من الفساد و مرتبط به و موافق عليه بما يخص دولة و شعب.

بعد ذلك عملا مديرا لجهاز الامن القومي او المخابرات العامة و ذلك كترقية من مبارك لثقته المتزايدة فيه و اعطائه اهم الملفات الشائكة للعمل عليها و هو الملف الفلسطيني الاسرائيلي، و كان ثمرة عمله هو انقصام الفلسطينيين على انفسهم مما اضعف المقاومة بشق الصفوف، ثم الجدار العازل و وصمة العار الدولية علينا كمصريين مشتركين في عزل قطاع غزة عن العالم، و بعدها ملف الغاز الطبيعي المصري، و هو شريك فاعل في هذه الصفقة الخائنة التى باعت خيرات البلاد بتراب الفلوس و لم تكن مصر حتى طرفا مستفيد فيه، بالإضافة الى الفساد الذى اوتى باستخدامه وظيفته للتربح بشكل غير مشروع بدلا من ان يكون رقيبا لمصر اصبح حاميا للصوصها، في ظل قوانين فاسدة حاكوها لأنفسهم.

معروف عنه السادية الشديدة و اشتراكه في التعذيب  بنفسه و هو  متواطئ في جرائم تعذيب دولية لصالح ادارة جورج بوش، حيث كان يستقبل المرسلين من الولايات المتحدة لتعذيبهم في مصر لكون التعذيب غير قانوني في الولايات المتحدة

مدنسا اسم مصر أرض السلام المذكورة باسمها في الكتب السماوية الثلاث، و ذكرت هذه التفاصيل في كتاب الطائرة الشبح و هي الطائرة المسئولة عن نقل المتهمين للتعذيب في مصر و كانت فضيحة مدوية لإدارة بوش في 2005 بعد عرضها في البرنامج التليفزيوني الشهير 60 دقيقة الامريكي .

و هو ما نوّه عنه في هذه المقالة


محمد حبيب معتقل جوانتانامو يقرر مقاضاة مبارك ونجله جمال وعمر سليمان

مبارك وسليمان

قرر محمد حبيب الناشط الإسلامي الذي كان معتقلا في معتقل جوانتانامو الأمريكي مقاضاة الرئيس السابق حسني مبارك ونجله جمال مبارك، ومدير المخابرات السابق اللواء عمر سليمان.
وكان حبيب قد تم القبض عليه في باكستان في أعقاب أحداث ١١ سبتمبر في أمريكا ثم تم نقله لمصر حيث تعرض للتعذيب ثم تم نقله بعد ذلك لمعتقل جوانتانامو في الولايات المتحدة، حتي عام ٢٠٠٥، ثم تم الإفراج عنه العام الماضي بدون توجيه أي تهم إليه.
وحبيب مولود في الإسكندرية حصل علي الجنسية الأسترالية وقد دفعت الحكومة الأسترالية مبلغا كبيرا من المال للإفراج عنه، بينما سحبت السلطات المصرية جواز سفره في عهد مبارك، وعاد حبيب لمصر الأسبوع الماضي وقام بزيارة قبر والديه في الإسكندرية.
وقال حبيب لجريدة الصن هيرالد الأسترالية إنه فوجئ بترحاب شديد من السلطات المصرية. وأضاف أنه كلف محاميه هشام محمود رمضان بتقديم كل الأدلة علي براءته للنائب العام العسكري علاء مرسي، ورفع قضية تعويض ضد رموز النظام السابق المسئول عن تعذيبه، وهم حسني مبارك وعمر سليمان وجمال مبارك من جراء عمليات التعذيب الشديدة التي تعرض لها.


اختاره مبارك ليكون نائبا للرئيس في عز الثورة نظرا لولائه الشديد لمبارك و اسرائيل.

وبينما كان شباب الثورة يقتل على ايدي "محبي مبارك"، دافع عن"محبي مبارك" او ما اصطلح عليه ب"البلطجية" بالإضافة لقوله ان الشعب المصري "غير جاهز للديموقراطية كما هو مذكور هنا بعض من تفاصيل الاحداث"


عمر سليمان لـ "إيه بى سى": مصر لن تكون تونس أبداً

نائب الرئيس المصرى عمر سليمان أجرت كريستيان أمانبور مراسلة شبكة "إيه بى سى" الأمريكية حواراً مع نائب الرئيس المصرى عمر سليمان بالقصر الرئاسى بعد حديثها مع الرئيس مبارك أمس الخميس.
وذكرت أن سليمان بعد حديثه للتليفزيون المصرى، وافق على إجراء حوار مع "إيه بى سى" ليكون أول حوار مع وسائل إعلام غربية. وبسؤال سليمان عن رأيه حول المحادثة التى أجرها مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما حول تنحى مبارك، رد قائلا "إن المكالمة كانت مع كلينتون، وناقشنا الأمر، ولم تطلب أن يتنحى مبارك، ولكنى أخبرتها أن هناك إجراءات تحدث وفى النهاية سيغادر مبارك".
وأضاف سليمان أن مبارك لا يسعى لإعادة الترشح للانتخابات مرة ثانية، عندما وجهت إليه سؤالا، هل شعر بأن الولايات المتحدة خانت رئيسه، فقال "ما أسمعه من الرئيس أوباما هو دعمه الشعب المصرى"، واصفا ًالرئيس مبارك بـ "الرجل الشجاع".
وعندما ذكرت أمانبور أنه فى الأسبوع الماضى احتشدت المظاهرات المشابهة فى تونس بصورة تصعيدية، وأدت إلى هروب الرئيس التونسى مع عائلته، فعقب سليمان بحديثه بعدها متعهداً أن هذا الأمر لن يحدث أبداً هنا، مشيرا إلى أن مبارك لا ينوى مغادرة بلده قائلا "لا إن مصر لم تكن مثل تونس بأى شكل من الأشكال، فالأمر مختلف فأنتِ تعرفين أن رئيسنا مقاتل عاش على أرض مصر وسيموت فى أراضيها".
وفى سؤال وجه إليه حول هل بإمكان مصر ذات العلاقات أن تظل حليفاً قوياً مع إسرائيل، وتدعم اتفاقية السلام بين البلدين، قال "نعم سيكون هناك اتفاقية سلام وسنحافظ عليها بشدة ولن ننتهكها أبداً".
وبسؤاله حول مهاجمة المتظاهرين المؤيدين لمبارك للمظاهرات المنددة بالحكم، أكد سليمان ما صرح به مبارك لها قائلا "إنه من السيئ أن ترى هذا، فإننا لم نعهد أمراً مثل ذلك من قبل، أما من الناحية العاطفية فإنهم اتجهوا إلى الشارع المصرى للتعبير عن مشاعرهم لمبارك، ولم نعرف لماذا اتجهوا إلى ميدان التحرير".
وأشارت أمانبور إلى أن وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط قد قال إن المظاهرات كانت نتيجة مؤامرة خارجية ضد الحكومة المصرية، ولكن سليمان ذكر شيئاً مختلفاً فقال "أعتقد أنهم من مجتمعنا، وليسوا أجانب، ولكن من المؤكد أن هؤلاء الناس مدعمون من أجانب".
ونفى سليمان مدافعا عن مؤيدى مبارك، أنه لم يكن هناك أحد متظاهرا أو غيره قتل بـ"بندقية أو قناصة". واستطرد قائلا "إن المجموعة المؤيدة لمبارك تصرفت على نحو لائق"، مضيفا "نعم، نحن نعتذر للشباب، ولكن فى الوقت نفسه يجب علينا أن نعرف من يقف خلف هذا الأمر بالضبط".
وأثناء الحديث، أكد سليمان مجدداً ما أذاعه الجيش المصرى منذ عدة أيام بأن الحكومة لا تستخدم الجيش ضد شعبها حتى أثناء اللحظات الساخنة، ذكراً "لن نستخدم العنف ضدهم ونطلب منهم العودة إلى منازلهم، ولكن لن ندفع بهم للعودة إلى منازلهم".
ورداً على الاتهامات الموجهة بتجاهل تلبية مطالب المتظاهرين المنددين بالحكم، أوضح أن خطاب مبارك يوم الثلاثاء كان محاولة إيجابية لتلبية المطالب فقال "إنه الشيء الوحيد الذى يمكن أن نقدمه لأن الوقت محدودا، فنحن لدينا 210 أيام حتى الانتخابات الرئاسية، ولا يمكن فعل أكثر من ذلك، كما إننا سنعمل على إصلاح الدستور الذى سيستغرق أكثر من ثلاثة أيام".
وأشار سليمان إلى أنه يعتقد أن جزءاً صغيراً فقط من الشعب المصرى يريدون رحيل مبارك على الفور، موضحاً "هناك عدد قليل من الناس يطالبون بذلك، وهذا شيء ضد ثقافتنا، فنحن دائما نحترم رئيسنا ونحترم أبانا ونحترم الشاب الذى يقدم أعمالا صالحة لبلده كما قدمها مبارك".
ونوه سليمان إلى أنه فى بلد تعتمد على السياحة مثل مصر، فإن هذه الاحتجاجات تضر بشدة شعب مصر واقتصاد البلد مقدراً أنه نحو مليون سائحا غادروا القاهرة منذ اندلاع المظاهرات فى الخامس والعشرين من يناير الماضى.


له في اسرائيل علاقات واسعة و استثمارات، و هو عميل اسرائيل الاول في مصر كما ذكرت العديد من صحف العالم و خاصة صحيفة

تورونتو صن الكندية في 25\4\2010،اي قبل قيام الثورة ب 9 أشهر، هو و أحمد شفيق             

اصدقاء اسرائيل المقربين و الاقرب للرئاسة بعد مبارك و هو ما ذكر هنا باللغة الانجليزية


Egypt a Ticking Time Bomb

The Arab world’s leading nation has become a political and cultural backwater — and that’s not good

As battered air travelers struggle to recover from Iceland's volcanic big bang, another explosion is building up.

This time, it's a political one that could rock the entire Mideast, where rumors of war involving the U.S., Syria, Israel and Iran are intensifying.

President Hosni Mubarak, the U.S.-supported strongman who has ruled Egypt with an iron hand for almost 30 years, is 81 and in frail health. He has no designated successor.

Mubarak, a general, was put into power with U.S. help after the 1981 assassination of President Anwar Sadat by nationalist soldiers. Sadat had been a CIA "asset" since 1952.

Egypt, with 82 million people, is the most populous and important Arab nation and Cairo the cultural center of the Arab world. It is also an overcrowded madhouse with eight million people whose population has tripled since I lived there as a boy.

Not counting North Africa, one in three Arabs is Egyptian.

Egypt was once the heart and soul of the Arab and Muslim world. Under Sadat's predecessor, the widely adored nationalist Gamal Abdel Nasser, Egypt led the Arab world. Egyptians despised Sadat as a corrupt western toady and sullenly accepted Mubarak.

After three decades under Mubarak, Egypt has become a political and cultural backwater. In a telling incident, Mubarak recently flew to Germany for gall bladder and colon surgery. After billions in U.S. aid, Mubarak could not even trust a local hospital in the Arab world's leading nation.

The U.S. gives Egypt $1.3 billion annually in military aid to keep the generals content and about $700 million in economic aid, not counting secret CIA stipends, and vast amounts of low-cost wheat.

Mubarak's Egypt is the cornerstone of America's Mideast Raj (dominion). Egypt's 469,000-man armed forces, 397,000 paramilitary police and ferocious secret police keep the regime in power and crush all dissent.

Though large, Egypt's military is starved by Washington of modern weapons, ammo and spare parts so it cannot wage war against Israel. Its sole function is keeping the U.S.-backed regime in power.

Mubarak has long been a key ally of Israel in battling Islamist and nationalist groups. Egypt and Israel collaborate on penning up Hamas-led Palestinians in Gaza.

Egypt is now building a new steel wall on the Gaza border with U.S. assistance. Mubarak's Wall, which will go down 12 meters, is designed to block tunnels through which Gaza Palestinians rely for supplies.

While Washington fulminates against Iran and China over human rights, it says nothing about client Egypt - where all elections are rigged, regime opponents brutally tortured and political opposition liquidated.

Washington could quickly impose real democracy to Egypt where it pulls all the strings, if it wanted.

Ayman Nour, the last man who dared run in an election against the eternal Mubarak - "pharaoh" to Islamist opponents - was arrested and tortured.

Now, as Mubarak's health fails, the U.S. and Israel are increasingly alarmed his death could produce a political eruption in long-repressed Egypt.

Mubarak has been trying to groom his son, Gamal, to succeed him. But Egyptians are deeply opposed. The powerful 72-year old intelligence chief, Gen. Omar Suleiman, an ally of the U.S. and Israel, is another possible strongman. CIA will also be grooming another army or air force general for the job.

Egypt's secular political opposition barely exists. The regime's real opponent remains the relatively moderate, highly popular Islamic Brotherhood. It would win a free election hands down. But its leadership is old and tired. Half of Egyptians are under 20.

Mohammed El-Baradai, the intelligent, principled, highly respected Egyptian former UN nuclear chief, is calling for real democracy in his homeland. He presents a very attractive candidate to lead post-Mubarak Egypt.

Washington hopes it can ease another compliant general into power and keep the security forces loyal before 30 years of pent-up fury at Mubarak's dictatorship, Egypt's political emasculation, thirst for change and dire poverty produce a volcanic eruption on the Nile.


يدير مصر منذ سقوط مبارك و يتحكم في الفتن الطائفية و توجيه البلطجية و القبض على الثوار و تعذيبهم و ارتفاع الاسعار و هو بذلك ينتقم لولي نعمته و يضع مصر في حالة عدم اتزان حتى يطبق عليها في الوقت المناسب بعد سرقة الثورة و تشويه صورة الثوار و هو ما بدأت تظهر ملامحه جليا الان  من خلال استفتاء غريب على صفحة المجلس العسكري للانتخابات الرئاسية، تم اضافة اسم عمر سليمان برغم عدم  اعلان نيته على الترشح للرئاسة، و بذلك يرشح نفسه بناء على مطلب شعبي. و المفاجأة انه يوم 22\7 كان هو المتفوق على "المرشحين" الاخرين كما في هذه المقالة


عمر سليمان يتصدر استطلاع "العسكري" في الانتخابات الرئاسية

عمر سليمان يتصدر استطلاع "العسكري" في الانتخابات الرئاسية

القاهرة..
تصدر اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، قائمة المتنافسين على الترشح لمنصب الرئيس في الاستطلاع الذي أجرته الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر .
وحصل سليمان، الذي أعلن قبل أيام عن نيته عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على المركز الأول بنسبة 33% من الأصوات المشاركة، ليصعد على نحو مفاجئ من المركز التاسع إلى المركز الرابع في الساعات الأخيرة، قبل أن يتخطى في نسبة التصويت عمرو موسى والفريق أحمد شفيق والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح .
وتصدر سليمان نتائج استطلاع رأي مباشر أجرته الجمعية المصرية لحقوق الإنسان، بنماذج تحاكي البطاقة الانتخابية المتوقع اعتمادها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث جاء في المرتبة الثانية عمرو موسى بنسبة تصويت 25%، والفريق أحمد شفيق بنسبة 15% والدكتور محمد البرادعي رابعاً بنسبة 6،5%، بينما حل الدكتور كمال الجنزوري في المركز الخامس بنسبة 6% والمستشار هشام بسطويسي في المركز السادس بنسبة 4،5%، وحصل الدكتور محمد العوا وحمدين صباحي والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح واللواء محمد بلال على المراكز التالية تباعاً، فيما لم يحصل باقي المرشحين على أية أصوات وأبرزهم الدكتور أيمن نور والفريق مجدي حتاتة والداعية حازم أبوإسماعيل .


تقدر ثروته و اسرته بالمليارات ،يجب القبض عليه فورا ووضعه تحت الاقامة الجبرية و أخذ أقواله فورا

فهو أخطر شخصية على مصرنا العزيزة و لديه جميع مفاتيح مبارك السرية

متوقع ان يشهد على فساد مبارك لكسب تعاطف الشعب، ثم يتم افساد القضايا من جهات اخرى للوجود الالاف من الثغرات في الادعاء و الاحراز و ما يخص الثورة و الشعب من قضايا تُتداول في المحاكم الان

هو من يدير مصر واضعا المجلس كواجهة

أفيقوا يا مصريين

لفضح منظومة المخابرات العامة الفاسدة


http://ow.ly/63L9N 


الأحد، 14 أغسطس 2011

نص وثيقة المبادئ الأساسية للدستور

نص وثيقة المبادئ الأساسية للدستور

نص وثيقة «المبادئ الأساسية للدستور» التى عرضها الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية، على ممثلى أحزاب الوفد والحرية والعدالة والنور خلال لقاء بهم السبت، وفيما يلى نص الوثيقة:

اعتزازاً بنضالنا عبر تاريخنا من أجل الحرية والعدل والمساواة والسيادة الوطنية وسلام البشرية، واستلهاماً لما قدمناه للحضارة الإنسانية، مدركين التحديات التى تواجهنا على طريق بناء وتحصين دولة القانون بمقوماتها المدنية الديمقراطية الحديثة، مؤكدين أن الشعب هو مصدر السلطات، ولا ينبغى بأى حال من الأحوال المصادرة على إرادته بوضع مبادئ فوق دستورية لا تتغير، ودونما الحاجة إلى إعلان دستورى بشأنها أو غيره، حيث تكفى إرادة الشعب. وضماناً لتحقيق أهداف الثورة المصرية فى الخامس والعشرين من يناير 2011 فى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، واستلهاماً لروح هذه الثورة التى توحد حولها المصريون بأطيافهم المتنوعة، واحتراماً ووفاءً لأرواح شهدائها وتضحيات ونضال شعبنا العظيم فى ثوراته المتعاقبة فإننا نعلن المبادئ الأساسية لدستور الدولة المصرية الحديثة، وذلك على النحو التالى:

أولا: المبادئ الأساسية:

1- جمهورية مصر العربية دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة وسيادة القانون، وتحترم التعددية، وتكفل الحرية والعدل والمساواة، وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون أى تمييز أو تفرقة، والشعب المصرى جزء من الأمة العربية، يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة.

2- الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، ولغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية وشؤونهم الدينية.

3- السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، يمارسها من خلال الاستفتاء والانتخابات النزيهة، تحت الإشراف القضائى، ووفقاً لنظام انتخابى يضمن عدالة التمثيل للمواطنين دون أى تمييز أو إقصاء.

4- النظام السياسى للدولة جمهورى ديمقراطى يقوم على التوازن بين السلطات، والتداول السلمى للسلطة، وتعدد الأحزاب السياسية وإنشائها بالإخطار، شريطة ألا تكون عضويتها على أساس دينى أو جغرافى أو عرقى أو طائفى أو فئوى أو أى مرجعية تتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة فى هذا الإعلان.

5- سيادة القانون أساس الحكم فى الدولة، وتخضع السلطات العامة والأشخاص الاعتبارية العامة والخاصة والمواطنون جميعاً للقانون دون أى تفرقة، واستقلال القضاء ضمانة أساسية لمبدأ خضوع الدولة ومؤسساتها للقانون وتحقيق العدالة للمواطنين جميعاً.

6- يقوم الاقتصاد الوطنى على التنمية الشاملة والمستدامة التى تهدف إلى تحقيق الرفاه الاجتماعى، وتلبية الحاجات الأساسية للمواطنين، وتشجيع الاستثمار، وحماية المنافسة الحرة ومنع الممارسات الاحتكارية الضارة، وحماية المستهلك، وكفالة عدالة توزيع عوائد التنمية على المواطنين، وتلتزم الدولة بحماية الملكية العامة لمرافقها القومية وسائر ثرواتها ومواردها الطبيعية وأراضيها ومقومات تراثها الوطنى المادى والمعنوى.

7- نهر النيل شريان الحياة على أرض مصر الكنانة، وتلتزم الدولة بحسن إدارته وحمياته من التلوث والتعديات، وتعظيم الانتفاع به والحفاظ على حقوق مصر التاريخية فيه.

8- مصر جزء من القارة الأفريقية وتعمل على نهضتها وتحقيق التعاون بين شعوبها وتكامل مصالحها، وهى جزء من العالم الإسلامى تدافع عن قضاياه وتعمل على تعزيز المصالح المشتركة لشعوبه، وتعتز بدورها الأصيل فى الحضارة الإنسانية وتساهم بإيجابية فى تحقيق السلام العالمى وتعزيز مبادئ العدالة وحقوق الإنسان والتعاون بين الدول والشعوب.

9- الدولة وحدها هى التى تنشئ القوات المسلحة، وهى ملك للشعب، ومهمتها حماية أمن الوطن واستقلاله والحفاظ على وحدته وسيادته على كامل أراضيه، ولا يجوز لأى هيئة أو جماعة أو حزب إنشاء تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية.

ثانياً: الحقوق والحريات العامة

10- الكرامة الإنسانية حق أصيل لكل إنسان، وجميع المواطنين المصريين أحرار ومتساوون أمام القانون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، ويحظر التمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو الثروة أو المكانة الاجتماعية أو الآراء السياسية أو الإعاقة أو غير ذلك، ويجوز تقرير بعض المزايا للفئات التى تستدعى الحماية.

11- تكفل الدولة حرية العقيدة، وتضمن حرية ممارسة العبادات والشعائر الدينية، وتحمى دور العبادة.

12- الجنسية المصرية حق أصيل لجميع المواطنين ولا يجوز إسقاط الجنسية أو إبعاد أى مواطن عن البلاد أو منعه من العودة إليها إلا بحكم قضائى مسبب.

13- حرية الرأى والتعبير وحرية الصحافة ووسائل الإعلام مكفولة، بما لا يمس حرمة الحياة الخاصة وحقوق الغير والمقومات الأساسية للمجتمع المصرى، ويحظر فرض الرقابة على وسائل الإعلام أو مصادرتها أو تعطيلها إلا بموجب حكم قضائى مسبب ولمدة محددة.

14- لكل إنسان الحق فى المعرفة وتداول المعلومات ونشرها وحق المشاركة فى الحياة الثقافية والفنية بمختلف أشكالها وتنوع أنشطتها، وتكفل الدولة الحريات الأكاديمية والبحث العلمى والإبداع والابتكار، وتضمن استقلال الجامعات ومراكز البحث العلمى.

15- لكل إنسان الحق فى التمتع بحرمة حياته الخاصة ومراسلاته ومحادثاته الهاتفية واتصالاته الإلكترونية والمعلوماتية وغيرها من وسائل الاتصال، ولا يجوز الاعتداء على حرمتها أو تقييدها أو مصادرتها إلا بأمر قضائى مسبب ولمدة محددة.

16- لكل مواطن حرية الإقامة والتنقل، ولا يجوز القبض عليه أو تفتيشه أو احتجازه أو حبسه أو تقييد حريته الشخصية إلا بأمر قضائى مسبق، ولا جريمة ولا عقوبة إلا بنص فى القانون والمتهم برئ حتى تثبت إدانته فى محاكمة عادلة أمام قاضيه الطبيعى، ولا يجوز محاكمة المدنيين أمام أى قضاء استثنائى أو القضاء العسكرى إلا فى الجرائم النظامية المتصلة بالقوات المسلحة.

17- الملكية الخاصة مصونة، ولا يجوز المساس بها إلا بحكم قضائى ومقابل تعويض عادل، وتساهم الملكية الخاصة مع الملكية العامة والتعاونية فى تنمية الاقتصاد الوطنى.

18- الحق فى العمل مكفول، وتعمل الدولة على توفير فرص العمل لكل مواطن بشروط عادلة دون تمييز، وتلتزم بوضع حد أدنى للأجور يكفل للمواطن مستوى من المعيشة يتناسب وكرامته الإنسانية، ولكل مواطن حق تولى الوظائف العامة، متى توافرت فيه شروط توليها.

19- لكل مواطن الحق فى حياة آمنة، وبيئة نظيفة خالية من التلوث، والحق فى الغذاء السليم والسكن والرعاية الصحية وممارسة الرياضة، والحق فى التأمين ضد البطالة والمرض والعجز والشيخوخة وفقاً لمقتضيات العدالة والتكافل الاجتماعى.

20- لكل مواطن الحق فى التعليم، وتلتزم الدولة بتوفير فرص التعليم فى مؤسساتها التعليمية بالمجان، وتعمل على ضمان جودته بهدف تعظيم الاستثمار فى الثورة البشرية، ويكون التعليم الأساسى على الأقل إلزامياً وتشرف الدولة على جميع المؤسسات التعليمية العامة والخاصة والأهلية، بما يضمن الحفاظ على الانتماء والهوية والثقافة والوطنية.

21- للمواطنين حق إنشاء النقابات والاتحادات والجمعيات والمؤسسات الأهلية، ولهم حق التجمع والتظاهر السلمى دون إخلال بحقوق الغير أو بالمبادئ والحقوق والحريات الأساسية الواردة فى هذا الإعلان.

تعليق المدونة:

"أعتقد أن هذا دستور متكامل و لا أعلم لماذا تعترض التيارات الاسلامية على هذه المبادئ"

الجمعة، 12 أغسطس 2011

الإنسان عدو ما يجهل

الإنسان عدو ما يجهل
يحتاج الانسان إلى المزيد من الوقت لاستيعاب الخوارق، في الحقيقة هو يحتاج إلى الكثير من الوقت، فلقد كان و ما زال الانسان عدو ما يجهل، تعودت الأمم و الشعوب دائما على أنماط من الحياة اخترعوها و ارتضوها لأنفسهم، و عادة ما يعلم هذا الحكام فيمعنون في بسط نفوذهم و تشعيب جذور سلطاتهم لتأصيل النمطية في حياة ما يحكمونهم، و غالبا ما ينجحون – ليس عن قوة منهم- و لكن لتمكين الشعوب لهؤلاء من مقدراتهم و حياتهم.
و هناك أمثلة صارخة ممتدة عبر التاريخ منذ عهود الفراعنة و الحكام الآلهة و أنصاف الآلهة عند الرومان و الإغريقيين، فلقد حكموا بسلطة إلاهية و ليس حكما يرضى عنه الجموع من الأمم، و كان من الكفر الخروج عن ما يراه الحاكم أو الإله.
و حدث هذا مع الأنبياء و المرسلين من الله لهداية البشر، و القديسين و المبشرين و الحواريين و الصحابة، كلهم تعرضوا للسب و القذف و الاتهامات من بين السحر و حتى الجنون.
و لماذا يفعل الانسان هذا، لماذا يكون له هذا الموقف الرافض من الجديد و من المدهش من الأفكار....؟
هل لأن الانسان بطبعه يكره أن يهدد أحد مسلماته الحياتية أم أنه يكره التغيير في حد ذاته.
على مرّ العصور جاء أناس مميزون في تاريخ البشرية بأفكار جديدة – غريبة- في وقتها، و كان أول ما حدث لهم عند طرح أفكارهم هو الرجم أو الحرق أو الاتهامات بالجنون، فكل العلماء و الأنبياء.
و في الثورات يحدث هذا و لكن بشكل آخر، في الثورات تنقسم الأمم – ليس بالضرورة لقسمين متساويين- و لكن يحدث الانقسام.....هناك من يقوم بالمهمة الأولى و هي إشعال الثورة، و هؤلاء هم المؤمنون بضرورة التغيير الجذري لنمط حياة استشرى فيه الفساد بكل أنواعه ( كما أرسل المرسلون و الأنبياء لإخراج الناس من عبادة الناس لعبادة رب الناس) أصبح هؤلاء بمثابة مشعلي شعلة التنوير لإخراج الأمم من حالة الخنوع للمفسدين لحالة التحرر من قيودهم المصنوعة بدقة، و لأن الانسان يركن دائما للثوابت التي يعتقد أن فيها خلاصه، فهو يعتبر الثورة في حد ذاتها فعل مكروه لأنه يحدث حالة من الهياج الجماعي و يؤدي في بعض الحالات للفوضى و هذا يكون في المجتمعات الأقل تحضرا، و تتحول حالة الرفض للفعل الثوري لحالة من الرفض لمن قاموا به، و من ثم تتحول لحالة هجوم على من قاموا بهذا الفعل و اعتبارهم أعداء الاستقرار و معطلي حركة الوطن الانتاجية و التقدمية إلخ...
و تتحول الثورة بعد وقت من هذه الفئات – إذا نجحت – إلى أعمال شغب و فوضى، و لكن إذا حرس الثوار ثورتهم و تفانوا في توصيل رسالتهم سيصلون بعد جهد جهيد و تضحيات كثيرة لما يريدون و هو التغيير الجذري و الخروج من حالة الاستسلام للذل لحالة التحرر و قيادة الذات.
و عبر العصور تفنن أعداء الثورات في إغاظة من قاموا بالثورة فيتعمدون إهانة رموزهم و قيمهم حتى و لو كانت صالحة، ليست لشيء إلا الرغبة الجامحة للعودة للثوابت التي تزلزلت و أركان المصالح التي هدمت، فإنك ستجد على مدار العصور أشرس المهاجمين للحركات الثورية هم اشد المنتفعين من بقاء الأوضاع على ما هي عليه, و دعواهم في هذا أن الحياة كانت تسير مع وجود الفساد و أن حياتهم قد تعثرت مع قدوم الثورة، و أن أموالهم أصبحت مهددة و أن أعراضهم أصبحت مهددة, فهم كانوا في واد آخر غير الذي يعيش فيه جموع أهل الوطن المطحون الواقع تحت القهر المباشر و المتضرر الأول من حالة الفساد و تمييع القيم و تزييف كل الأخلاقيات، فدائما أعداء الثورات هم الفاسدون بالتبعية و المنتفعون من حالة الفساد العام ماديا و معنويا.
و يكون في الغالب هناك أعداء للثورة أقل منهم ضراوة و ليس عندهم منافع تذكر مع الماضي و لا عندهم رأي أو فكر معين يدافعون عنه، و هؤلاء يكونون منساقون بحكم العادة، فلقد تعودوا على ما كان و الذي يمكن أن يكون ممتدا لعقود طويلة، فيكون هناك جيل أو أجيال بكاملها قد ولدوا و تربوا و ترعرعوا بل و شابوا في عهد لا يستطيعون في الحقيقة الحكم على كنهه، فهم بلا فكر معلن أو مبطن أو عندهم رؤية جلية لحياتهم، فهؤلاء هم المنساقون مع التيار، كما تريد الحياة تجدهم وراءها بحلوها و مرّها، و هؤلاء كثيرون في كل عصر و حين.
فلقد كان أشد المحاربين للرسل و الأنبياء هم أكثر الناس تضررا من سيادة الحق و الحرية، و لهذا كانت الحرب شرسة، و مع مرور الزمن تجد الجموع العريضة تتوافد لمعايشة الفكرة الجديدة أو الرسالة المنزلة في أول الأمر على استحياء، و مع مرور الوقت تجد الكل – إلا قليلا- قد انضوى تحت راية الرسالة أو الفكرة الجديدة، و مع مرور الأزمان و تراكم المفاسد التي تتسلل داخل جسد الأمم و الشعوب يألف الجمهور العريض هذا الفساد بل و يتعايشون معه باعتباره شر لابد منه و أن الحياة لن تستقيم بدونه حتى تأتيهم الفكرة الصادمة الجديدة و هي في الحقيقة ليست جديدة بل هي نفس الفكرة التي اعتنقوها في أول الأمر طواعية، و دائما هناك من يكون ضمير الأمة و محرك الراكد و الذي يعيد الجموع الضالة للحقيقة مرة أخرى.
فالثورات و الرسالات السماوية و جهد المجتهدين من المصلحين على مر العصور ما هي إلا نواقيس تدق من حين لآخر لتنبه الناس أن عقيدتهم أو نمط حياتهم قد أصبح فاسدا و وجب إعادة النظر و إصلاحه من جديد، و كان و لا تزال هذه هي سنة الله تعالى و التي لم و لن تتغير حتى يرث الله الأرض و من عليها.

الإنسان عدو ما يجهل

الإنسان عدو ما يجهل

يحتاج الانسان إلى المزيد من الوقت لاستيعاب الخوارق، في الحقيقة هو يحتاج إلى الكثير من الوقت، فلقد كان و ما زال الانسان عدو ما يجهل، تعودت الأمم و الشعوب دائما على أنماط من الحياة اخترعوها و ارتضوها لأنفسهم، و عادة ما يعلم هذا الحكام فيمعنون في بسط نفوذهم و تشعيب جذور سلطاتهم لتأصيل النمطية في حياة ما يحكمونهم، و غالبا ما ينجحون – ليس عن قوة منهم- و لكن لتمكين الشعوب لهؤلاء من مقدراتهم و حياتهم.

و هناك أمثلة صارخة ممتدة عبر التاريخ منذ عهود الفراعنة و الحكام الآلهة و أنصاف الآلهة عند الرومان و الإغريقيين، فلقد حكموا بسلطة إلاهية و ليس حكما يرضى عنه الجموع من الأمم، و كان من الكفر الخروج عن ما يراه الحاكم أو الإله.

و حدث هذا مع الأنبياء و المرسلين من الله لهداية البشر، و القديسين و المبشرين و الحواريين و الصحابة، كلهم تعرضوا للسب و القذف و الاتهامات من بين السحر و حتى الجنون.

و لماذا يفعل الانسان هذا، لماذا يكون له هذا الموقف الرافض من الجديد و من المدهش من الأفكار....؟

هل لأن الانسان بطبعه يكره أن يهدد أحد مسلماته الحياتية أم أنه يكره التغيير في حد ذاته.

على مرّ العصور جاء أناس مميزون في تاريخ البشرية بأفكار جديدة – غريبة- في وقتها، و كان أول ما حدث لهم عند طرح أفكارهم هو الرجم أو الحرق أو الاتهامات بالجنون، فكل العلماء و الأنبياء.

و في الثورات يحدث هذا و لكن بشكل آخر، في الثورات تنقسم الأمم – ليس بالضرورة لقسمين متساويين- و لكن يحدث الانقسام.....هناك من يقوم بالمهمة الأولى و هي إشعال الثورة، و هؤلاء هم المؤمنون بضرورة التغيير الجذري لنمط حياة استشرى فيه الفساد بكل أنواعه ( كما أرسل المرسلون و الأنبياء لإخراج الناس من عبادة الناس لعبادة رب الناس) أصبح هؤلاء بمثابة مشعلي شعلة التنوير لإخراج الأمم من حالة الخنوع للمفسدين لحالة التحرر من قيودهم المصنوعة بدقة، و لأن الانسان يركن دائما للثوابت التي يعتقد أن فيها خلاصه، فهو يعتبر الثورة في حد ذاتها فعل مكروه لأنه يحدث حالة من الهياج الجماعي و يؤدي في بعض الحالات للفوضى و هذا يكون في المجتمعات الأقل تحضرا، و تتحول حالة الرفض للفعل الثوري لحالة من الرفض لمن قاموا به، و من ثم تتحول لحالة هجوم على من قاموا بهذا الفعل و اعتبارهم أعداء الاستقرار و معطلي حركة الوطن الانتاجية و التقدمية إلخ...

و تتحول الثورة بعد وقت من هذه الفئات – إذا نجحت – إلى أعمال شغب و فوضى، و لكن إذا حرس الثوار ثورتهم و تفانوا في توصيل رسالتهم سيصلون بعد جهد جهيد و تضحيات كثيرة لما يريدون و هو التغيير الجذري و الخروج من حالة الاستسلام للذل لحالة التحرر و قيادة الذات.

و عبر العصور تفنن أعداء الثورات في إغاظة من قاموا بالثورة فيتعمدون إهانة رموزهم و قيمهم حتى و لو كانت صالحة، ليست لشيء إلا الرغبة الجامحة للعودة للثوابت التي تزلزلت و أركان المصالح التي هدمت، فإنك ستجد على مدار العصور أشرس المهاجمين للحركات الثورية هم اشد المنتفعين من بقاء الأوضاع على ما هي عليه, و دعواهم في هذا أن الحياة كانت تسير مع وجود الفساد و أن حياتهم قد تعثرت مع قدوم الثورة، و أن أموالهم أصبحت مهددة و أن أعراضهم أصبحت مهددة, فهم كانوا في واد آخر غير الذي يعيش فيه جموع أهل الوطن المطحون الواقع تحت القهر المباشر و المتضرر الأول من حالة الفساد و تمييع القيم و تزييف كل الأخلاقيات، فدائما أعداء الثورات هم الفاسدون بالتبعية و المنتفعون من حالة الفساد العام ماديا و معنويا.

و يكون في الغالب هناك أعداء للثورة أقل منهم ضراوة و ليس عندهم منافع تذكر مع الماضي و لا عندهم رأي أو فكر معين يدافعون عنه، و هؤلاء يكونون منساقون بحكم العادة، فلقد تعودوا على ما كان و الذي يمكن أن يكون ممتدا لعقود طويلة، فيكون هناك جيل أو أجيال بكاملها قد ولدوا و تربوا و ترعرعوا بل و شابوا في عهد لا يستطيعون في الحقيقة الحكم على كنهه، فهم بلا فكر معلن أو مبطن أو عندهم رؤية جلية لحياتهم، فهؤلاء هم المنساقون مع التيار، كما تريد الحياة تجدهم وراءها بحلوها و مرّها، و هؤلاء كثيرون في كل عصر و حين.

فلقد كان أشد المحاربين للرسل و الأنبياء هم أكثر الناس تضررا من سيادة الحق و الحرية، و لهذا كانت الحرب شرسة، و مع مرور الزمن تجد الجموع العريضة تتوافد لمعايشة الفكرة الجديدة أو الرسالة المنزلة في أول الأمر على استحياء، و مع مرور الوقت تجد الكل – إلا قليلا- قد انضوى تحت راية الرسالة أو الفكرة الجديدة، و مع مرور الأزمان و تراكم المفاسد التي تتسلل داخل جسد الأمم و الشعوب يألف الجمهور العريض هذا الفساد بل و يتعايشون معه باعتباره شر لابد منه و أن الحياة لن تستقيم بدونه حتى تأتيهم الفكرة الصادمة الجديدة و هي في الحقيقة ليست جديدة بل هي نفس الفكرة التي اعتنقوها في أول الأمر طواعية، و دائما هناك من يكون ضمير الأمة و محرك الراكد و الذي يعيد الجموع الضالة للحقيقة مرة أخرى.

فالثورات و الرسالات السماوية و جهد المجتهدين من المصلحين على مر العصور ما هي إلا نواقيس تدق من حين لآخر لتنبه الناس أن عقيدتهم أو نمط حياتهم قد أصبح فاسدا و وجب إعادة النظر و إصلاحه من جديد، و كان و لا تزال هذه هي سنة الله تعالى و التي لم و لن تتغير حتى يرث الله الأرض و من عليها.

الأحد، 7 أغسطس 2011

كيف فشلت خطة جمال مبارك لإقالة المشير وسحق الثورة المصريون


فشلت جمال مبارك لإقالة المشير

كشفت الأنباء التي تم تداولها على نطاق واسع مؤخرًا حول صدور قرار بإقالة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة من منصبه كوزير للدفاع عشية إعلان الرئيس حسني مبارك، وهي الإقالة التي رفض عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار آنذاك بثها على التلفزيون المصري- كما تقول الأنباء- عن الحرب الخفية التي واجهتها المؤسسة العسكرية بسبب موقفها المؤيد للثورة منذ البداية، ومقاومتها تلك الضغوط رافضة التحول لأداة قمع للنظام كما أراد، مفضلة الالتحام مع مطالب الثورة وعلى رأسها إسقاط النظام.
ونسبت التقارير قرار الإقالة إلى زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة السابق، وجمال مبارك نجل الرئيس السابق، الأمر الذي لم يؤكده أو ينفه المجلس العسكري حتى الآن، ما يعتبره محللون مؤشرًا قويًا على صدقية صدور قرار الإقالة التي لم تر النور ولم يعرف بها الشعب المصري بعد أن تم منع إذاعتها، في موقف يحسب للمشير، الذي عرض نفسه للخطر من أجل الشعب وثورته التي كان للجيش دور بارز في إنجاحها، الأمر الذي غفل عنه الكثيرون من من شباب الثورة خلال الفترة الماضية، بزعم عدم التجاوب مع مطالب الثورة، متجاهلين الدور الذي قام به المشير والمؤسسة العسكرية.
وتثير الإقالة المزعومة تساؤلات حول ما إذا كانت قد عرضت على الرئيس السابق, لكنه رفض لأسباب منها أنه لا يريد أن يدخل في مواجهة مع الجيش أو يخشى عواقب إقالة وزير الدفاع أحد أبرز أركان النظام وأهم وزير في مصر آنذاك، خصوصا وان القوات المسلحة تحت إمرته وهي التي تسيطر على الأوضاع في البلاد وتتواجد بالمواقع الحيوية والحساسة لذلك قام جمال وزكريا بتوقيع القرار من وراء ظهره أو تزوير توقيعه، وإرساله لرئيس قطاع الأخبار لإذاعته متأكدين أنه سينفذ التعليمات، باعتبارهما الأقرب لمبارك، وأي طلب منهما بمثابة أمر للتنفيذ الفوري لا يجرؤ أحد على التعقيب عليه أو رفضه.
ودفع هذا الكاتب طه خليفة في تحليله لـ "المصريون" للتساؤل عما إذا كان جمال وزكريا تحولا من المشاركة مع المحيطين بمبارك في إدارة الأزمة بشكل جماعي إلى إزاحة الآخرين وانفرادهما بإدارة الأزمة بطريقة أكثر راديكالية خصوصا بعد "جمعة الغضب"- في 28 يناير- لحماية العرش الذي يخطط نجل الرئيس السابق للجلوس عليه ويخشى فقدانه تحت ضغط ثورة شعبية تتسع وترفع سقف المطالب.
ويقول في هذا الإطار، إنهما بدءا يتجاهلان مبارك نفسه، بعد أن عين عمر سليمان نائبا له يوم 29 يناير، وهو قرار لم يكن في مصلحة جمال حتى لو كان يعد محاولة متأخرة جدا لإنقاذ عرش والده الذي يتهاوى، لأن وجود سليمان في منصب الرجل الثاني كوجه مقبول آنذاك من الشعب ومن مختلف الطيف السياسي مع منحه صلاحيات لإدارة حوار وطني مع الأحزاب والقوى السياسية كان يعظّم من دوره وربما يقطع الطريق مستقبلا على جمال في طموحه للرئاسة، باعتبار أن سليمان بهذا الدور يمكن أن يكون البديل عن مبارك إذا لم يترشح مجددا تحت ضغط الثورة.
لهذا اعتبر أنه من مصلحة جمال أن يقوم بما يشبه "انقلابا داخليا" في خلية إدارة الأزمة المحيطة بمبارك بالتنسيق مع زكريا عزمي رئيس الديوان وأحد رعاة مشروع التوريث، ومن هنا كانت أول خطوة نحو إحكام قبضتهما على مراكز السلطة الحقيقية هو السيطرة على الجيش بإقالة المشير طنطاوي لأن القوات التي نزلت لم تمارس العنف مع المتظاهرين والمعتصمين، أما تعيين وزير جديد للدفاع تابع لهما، فيعني أنه سيقوم بتنفيذ تعليماتهما، لتكون القوة الوحيدة المتماسكة في البلد وهي الجيش في أيدي جمال فيسحق بها الثورة ويخلي ميدان التحرير وكل الميادين الأخرى من المتظاهرين بالقوة، مهما كان عدد الضحايا طالما أن الجيش نزل للتحرير والإسكندرية وغيرها من المحافظات ولم يشتبك مع المتظاهرين، ويدعم هذه الفرضية ما يتردد حول أن مبارك طلب من الجيش استخدام القوة لفض الاعتصامات، وغالبا هذا الطلب تم بإيعاز من جمال.
لكنه أكد أن الجيش لم يلتزم بهذه التعليمات، لأنه جيش الشعب وليس جيش النظام، ولأن دوره هو حماية الوطن وقتال العدو وليس حماية نظام فاسد وقتال شعب ثائر بطريقة سلمية ويرفع مطالب مشروعة، والجيش المصري منذ تأسيسه على أيدي محمد علي لم يوجه بندقيته إلى صدر مواطن مصري. وبالتالي لو كانت خطة جمال وزكريا نجحت لكانت قوة الجيش بأيدي جمال ولربما كان قد ارتكب مجازر ضد المتظاهرين والمعتصمين، بجانب نزع أي قوة أو تأثير من غريمه عمر سليمان لتكون إطاحته بعد ذلك سهلة في أية لحظة أو إفقاده مفعوله بنزع الصلاحيات التي أعطاها له والده ويصبح نائبا للرئيس بلا دور .
ويمضي خليفة في تحليله قائلا، إن جمال مبارك كان يرى أنه إذا سقط والده تحت ضغط الثورة فهو لا محالة ساقط معه وإنقاذ الابن لعرش الأب لم يكن من لأجل عيون الأب إنما من أجل طموح الابن، وهذا ما حدث بالفعل، ومشهد الاثنين في القفص- مبارك وجمال إلى جانب علاء وآخرين- يؤكد ذلك، وهو نفس ما يفعله الآن الورثة في اليمن وليبيا وسوريا بقمع الثورات الشعبية حتى آخر مواطن في هذه البلاد حفاظا على العروش التي يستعدون لوراثتها أو ورثوها بالفعل.
توقيت الإقالة المزعومة يثير التساؤل أيضا حول ما إذا كان لمثل هذا القرار علاقة بالنزول المفاجئ للمشير طنطاوي يوم الاثنين 31 يناير لمنطقة ماسبيرو، حيث أذيع في هذا اليوم أنه تفقد وحدات الجيش الموجودة أمام مبنى التليفزيون، لكنه لم يتفقد الوحدات فقط إنما تحدث مع عدد من المتظاهرين أمام المبنى في إشارات مطمئنة لهم بأن الجيش لن يعتدي عليهم ولن يفرقهم بالقوة، وكان بذلك أول مسئول مصري كبير في نظام مبارك ينزل إلى الثورة ويخالط الثوار، في اعتراف ضمني بشرعية الثورة وشرعية مطالبها قبل الاعتراف العلني والصريح في البيان الأول الذي قرأه اللواء محسن الفنجري.
وفي هذا الإطار، يقول خليفة إن الإقالة كانت مرتبطة بنزول المشير يوم الاثنين 31 يناير ليبعث برسائل بأن خطة جمال مبارك فشلت وأن مطالب الشعب مشروعة، وأن الجيش لن يكون ضد الشعب، ولا إمكانية لتمرير "ألاعيب" جمال وزكريا، وأن السلطة الحقيقية في البلد هي بأيدي الجيش الذي سيترك الأوضاع تأخذ مداها، فإذا نجح مبارك في فض الثورة بالاستجابة لمطالبها فيكون قد أنقذ نفسه الأشهر السبعة المتبقية له في فترته الرئاسية الخامسة وحفظ صورته وماء وجهه وبالتبعية يكون "سيناريو التوريث" قد انتهى، وإذا فشل وفرضت الثورة شروطها وأطاحت به فان الجيش يكون قد وقف مع الشعب إلى النهاية وشاركه الثورة وسقط مشروع التوريث أيضا.
وهذا الافتراض يفسر – من وجهة نظره- وقوف الجيش على الحياد في" موقعة الجمل" أي أنه ترك الفريقين ولم ينحاز إلى المعتدي ولا المعتدى عليه كي لا يظهر بشكل واضح أنه في هذه اللحظة الفارقة مع هذا أو ذاك حتى لا يمنح فرصة ذهبية لإغارة صدر مبارك فيرتكب أي حماقة ضد قادة الجيش؟، في الوقت الذي يؤكد فيه أن موقف الجيش الحقيقي كان مع الثورة منذ الأيام الأولى, لكن كان يصعب عليه أن يجاهر به صراحة حتى حانت اللحظة فأعلن انحيازه للثورة بأشكال عديدة.
وكشف خليفة أن اجتماع قادة الجيش بمركز عمليات القوات المسلحة، يوم الأحد 30 يناير الذي أذاع التليفزيون خبر ترؤس مبارك له لعرض ومتابعة خطة انتشار القوات المسلحة لتحقيق الأمن في المدن الرئيسية بالجمهورية كان منعقدا برئاسة المشير طنطاوي من دون مبارك وعندما علم الأخير أخذ معه عمر سليمان وكان قد أدى اليمين نائبا في اليوم السابق- السبت 29 يناير- .
وقال إن هذا الأمر يعكس دلالة أن المشير وقادة الجيش استشعروا بعد "جمعة الغضب" الرهيبة وانهيار الشرطة واتساع الثورة أن ما يحدث ليس مجرد حركة شارع مؤقتة وعابرة بل صارت ثورة شعبية جامعة وأن الأوضاع تسير إلى منحنى خطير، خصوصا وان مبارك تباطأ في الاستجابة للمطالب وخرج متأخرا ليقيل الحكومة فقط، مما جعل المتظاهرين يطالبون برحيله هو ونظامه، حيث كان الشعار يوم "جمعة الغضب": الشعب يريد إسقاط النظام.
وعكس انعقاد الاجتماع دون القائد الأعلى ولأول مرة منذ ثورة يوليو الشجاعة والجرأة لدى المشير وزملائه ووضعهم مصلحة البلد فوق الأشخاص خصوصا وأنهم يتابعون العبث بمقدرات مصر وحجم الفساد الهائل ومشروع التوريث المرفوض شعبيا ومن الجيش، كما أن إحدى برقيات "ويكيليكس" تقول إن المشير وعمر سليمان رئيس جهاز المخابرات كانا يعارضان التوريث.

الجمعة، 5 أغسطس 2011

رئيس بالصدفة يحكم ثلاثة عقود بقانون الطوارئ ويتنحى بعد خراب مالطة


الأربعاء 14 أكتوبر 1981 وبعد استفتاء شعبى خرج بنتيجة تأييد 98.46% لاختيار محمد حسنى مبارك رئيساً للجمهورية.. وقف مبارك وإلى يمينه الرئيس السودانى جعفر نميرى، وإلى يساره الدكتور صوفى أبو طالب رئيس مجلس الشعب.. وتلا اليمين الدستورية لتبدأ فترته الرئاسية الأولى.. وبدأ عهد مبارك الذى لم يكن يتوقع أحد أن يستمر 30 عاما وينتهى نهاية دراماتيكية نادرة.. وفى يوم الجمعة 11 فبراير 2011 كان نائب الرئيس عمر سليمان يعلن تنحى مبارك عن منصبه وأنه فوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.
عمر سليمان أول وآخر نائب لمبارك طوال 30 عاما، واستمر نائبا لمدة 12 يوما فقط، حيث ظل مبارك يقاوم تعيين أى نائب له بحجج مثل أنه لا يجد الرجل المناسب، وهو الذى تولى رئاسة مصر بمصادفة بعد اغتيال الرئيس السابق أنور السادات.. وكان يومى 6 أكتوبر 1981، و11 فبراير 2011 هما أطول يومين فى حياة الرجل الذى بقى فى السلطة السياسية 36 عاماً منذ تعيينه نائباً عام 1975 وبعد 6 سنوات أصبح رئيساً لأكبر دولة عربية، ولم يكن يتوقع أن يعينه السادات نائبا، وقال لعماد أديب إنه كان يتوقع أن يعينه السادات سفيرا فى لندن "بلد الاكسلانسات"، لكنه فوجئ به يختاره نائبا له.. ولم يتصور لا هو و لا غيره أنه سوف يستمر كل هذا الوقت ويجنى ثمار سنوات من الحروب والصراعات الداخلية والخارجية الباردة والساخنة.. كان واحدا من أطول الحكام الذين حكموا مصر بالمصادفة، حتى تحول إلى أسطورة فى الاستمرار والبقاء.
كان مبارك أفضل حظا من سابقيه ومن معاصريه، لم يسقط نظامه بالغزو مثلما جرى لصدام حسين فى العراق، ولم يغتل مثل خالد فى السعودية ولم يصبه السرطان كالملك حسين، وبدا أسطوريا مثل سلحفاة، ترددت فى نكات أيامه الأخيرة، حيث قدموا له فى عيد مولده سلحفاة، قالوا له إنها تعيش 300 عام، فرد "هنشوف" لم يقابل عبد الحكيم عامر لينافسه ولا دخل فى حروب أو صراعات. وتجلت مواهبه فى التعامل مع الأمر الواقع إما بالتجاهل أو بالآخرين.. رجل متوسط بلا طموحات إقليمية أو تاريخية، لا يحب التاريخ ولا السياسة، ربما لهذا انتصر على الجميع، وبقى حتى شعر الآخرون بالملل، أما هو فلم يبد أى شعور بالضجر من طول المكوث فى كرسى الرئاسة.
ديكتاتور من نوع خاص لم يكن دموياً للدرجة التى تجر عليه الغضب الدولى أو العالمى، لا يتمسك بموقف حاد ضد الولايات المتحدة التى يعتبرها صاحبة القرار الأول فى العالم، وكلما أخطأ الآخرون خرج منتصرا ليعلن ألم أقل لكم؟.. لم يسرف فى شىء ولم يسع لشىء، وظل ساكنا كجلد ثعبان، يحافظ على صحته وأمنه، هما الشيئان اللذان مكناه من الاستقرار فى الحكم لم يجاوزه سوى رمسيس الثانى وبعض ملوك الفراعنة المشكوك فى فتراتهم.
لم يتخذ قرار حرب إلا إذا كانت حربا داخلية ضد خصم منافس أو جماعة مسلحة تهدد أمنه الشخصى، ساعتها يسمح بالانتقام للدرجة التى تحفظ له وجوده. خشن بلا قسوة ظاهرة. لم يكن طموحا للسلطة كعبد الناصر ولا مجنونا بالأضواء كالسادات، انتصر عليهما فى لعبة الزمن.
تعرف على السياسة بمفهومها الشائع وهو فى الخمسين من عمره، ولم يدرك خطرها أو لذتها، تعامل معها مثلما يتعامل موظف مع وظيفته، يحافظ عليها، ولم يسمح للآخرين باستخدامها خارج سياقه، تصور الكثيرون أنه "عبيط" لكن الأيام الطويلة التى قضاها أثبتت أنه كان الأكثر دهاءً ممن حوله، دهاء لم يمكنه من العمل الجيد أو محاولة لعب دور إقليمى، حافظ على الدور الإقليمى لمصر فى النطاق الذى لا يجعلها دولة مهمة أو نكرة.. لكنه انخفض بالكثير من الأشياء، حفظ التوازن بين الفقراء والأغنياء بالأمن والإجراءات الأمنية.
بعد أن أصبح رئيسا عرض مبارك على الشعب ملامح سياسته. ودمعت عيناه وهو يقول إنه لم يدُر بخلده لحظة واحدة ما شاءت به إرادة الله أن يقف هذا الموقف بعد السادات وبالصورة التى جرت بها الأمور.. "ولكن هكذا جاء قدرى أن أقف أمامكم فى غيبته".
مبارك المطرود المطارد فى شرم الشيخ يمثل عبئا على مصر بشهدائها ومجلسها العسكرى ربما يستعيد تاريخ أعوامه الثلاثين فى السلطة، ومثل أى ديكتاتور عجوز لا يصدق أنه ارتكب من الأخطاء ما يكفى لمحاكمته. لم يكن مهتما بقراءة الصحف أو متابعة الفضائيات. أو الانتقادات التى توجه إليه، كان يعتبرها بلا قيمة. طالما يرى من حوله يدور حوله. كانت أفكاره البسيطة تتحول إلى تعليمات الرئيس.
حسنى مبارك لم يتعلم شيئا من الرئيس السابق أنور السادات. الذى كان كما كتب الرحل أحمد بهاء الدين يرفض قراءة الصحف أو الاستماع للإذاعات، ويعتبر متابعة الأخبار سببا فى مقتل جمال عبد الناصر. ويفضل ملخصات التقارير، ويتخذ القرارات بناء عليها. مبارك جرب وصفة السادات وتوقف عن قراءة الصحف أو الاهتمام بها، وصدق التقارير الأمنية، جرب أن يكون رئيسا لثلاثين عاما، دون الحاجة لتغيير عاداته فى النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا وعدم قراءة الصحف أو الاهتمام بمعارضيه. وحتى عندما جاءته الإشارات من تونس كان متأكدا أنه سيواصل رئاسته "حتى آخر نفس". لم يصدق أن كل من كانوا يسبحون باسمه، ويمتدحون اشتياقه "لطشة الملوخية"، انقلبوا وأصبحوا يبالغون فى مهاجمته واتهامه بأنه سبب كل البلاوى.
مبارك لم يكن يقرأ واعتاد طوال ثلاثين عاما أن يتجاهل ما يقوله خصومه، يسخر من منتقديه. كان يصدق فيلم طباخ الرئيس أكثر مما يصدق طباخه، نجح طوال ثلاثين عاما فى أن يحافظ على نظامه دون أن يلتفت للثقوب والتسربات. وتهاوى فى أقل من خمسة عشر يوما. تاركا نصف الشعب فقيرا وثلثه مريض، وتحت خطوط الفقر. وهؤلاء لم يكن ذكرهم يرد فى ملخصات التقارير، ولا فى اجتماعات أجهزة الأمن. ومع هذا كان يؤمن أنه عبقرى، ولا يرى من يصلح للحكم بعده.
ربما يجد مبارك الوقت ليقرأ ما فاته من صحف وأخبار ليعرف كيف يكون حال الرؤساء السابقين الذين خلعتهم شعوبهم. ولهذا أفاق على الانهيار.
ثلاثون عاما نستعرضها عاما بعد آخر لنعيد قراءة المشهد كما يفترض أن يراه الرئيس المخلوع، الذى يشبه ديكتاتورات العبقرى الكولمبى جابريل جارسيا ماركيز" فى خريف البطريرك، وحيدين يشعرون بالبرد ويحلمون بمصادفة تعيدهم إلى الكرسى الذى قتلوا وسرقوا من أجله. هل كانت بدايات مبارك تشير إلى نهاياته؟
قبل أن يقسم مبارك القسم الجمهورى يوم الأربعاء 14 أكتوبر 1981 كاتن قد قطع 6 سنوات نائبا للرئيس السادات، ورفض طوال 30 عاما أن يعين نائبا له. وهو أمر فسره خصومه بعد تنحيه أنه لسبب ما أو علاقة تربطه باغتيال السادات.عامه الأول فى الحكم بدا يوم الخامس من سبتمبر 1981.
الثلاثاء 6 أكتوبر 1981 كانت مصر تعوم على بحيرة من التوتر والبارود، شهر على اعتقالات سبتمبر، التى شملت حوالى 3 آلاف شخص من جميع التيارات والاتجاهات. يوم 5 أكتوبر أدلى الرئيس أنور السادات بحديث لمراسل مجلة دير شبيجل الألمانية قال فيه "أكبر آمالى أن أتخلى عن الحكم وأكتفى برئاسة الحزب وأترك الحكم لمن هو أكثر شباباً وحيوية.. وحسنى مبارك يعرف أفكارى تماماً.. وهو قادر على أن يعبر عن وجهة نظرى.. وقد تمرس فى السياسة و الحكم".
بعد الإفطار أجرى السادات اتصالات مع ابنه جمال فى أمريكا ومع صديقيه عثمان أحمد عثمان وسيد مرعى.. ومدير المخابرات العامة.. ونائبه ووزير الداخلية وأمين عام الحزب الوطنى وارتدى ملابسه ونزل ليجد نائبه مبارك ووزير دفاعه محمد عبد الحليم أبو غزالة فى انتظاره.. توجهوا لوضع إكليل الزهور على قبر الجندى المجهول. واتجهوا للعرض العسكرى، أثناء العرض العسكرى تحدث السادات مع مبارك على يمينه وأبو غزالة على يساره..عن تنظيم احتفالات ضخمة فى 25 إبريل 1982 اليوم المقرر لاستعادة سيناء.. لكن بعد لحظات أثناء عرض للطيران تحولت المنصة إلى مرمى لنيران خالد الإسلامبولى وزملائه سقط الرئيس السادات مضرجا فى دمائه.
أقلعت طائرة هليكوبتر من أمام المنصة تحمل الرئيس أنور السادات إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى.. وانطلقت سيارة عسكرية تحمل نائب الرئيس إلى المستشفى.. مبارك شاهد السادات مسجى وقد فارق الحياة.. طلبت جيهان السادات رؤية مبارك..وقالت له:". مصر هى الأبقى.. أرجو أن تلتفت إلى مصر..وتجمع وزراءك وتدير شؤون الدولة..أرجوك". قال لها " متقوليش كده". لكنه أسرع لمنزله فى مصر الجديدة وضُمِدَت يده. بدل ملابسه العسكرية وارتدى بدلة داكنة. وسارع لحضور جلسة طارئة للحكومة لم تتجاوز نصف الساعة وأيد الوزراء ترشيح مبارك رئيساً للجمهورية .
تحدث فيها مبارك عما حدث فى المنصة لصحيفة "مايو" فى 18 أكتوبر 1981 " عندما أيقنت من يأس الطب وعجزه عن إنقاذ الرئيس فكرت فى الانسحاب.. لم تكن لدى رغبة فى تولى المسؤولية من بعده..والرئيس رحمه الله كان يعرف ذلك.. كثيراً ما أكدت له أننى لن أبقى فى موقعى إذا فكرّ فى ترك موقعه.. ثم فكرت فى مصر..فى الأخطار التى تحيط بها وفى الظروف التى تواجهها هذه الأيام..وعقدت مجلس الوزراء.. طلبوا عقد المكتب السياسى للحزب الوطنى لاختيار شخص رئيس الجمهورية القادم..طلبت أن يجتمع المكتب فى اليوم التالى لكنهم أصروا على عقده فوراً. اجتمع المكتب السياسي. وأصروا جميعاً على اختيار شخصى لرئاسة الجمهورية..وكان رأيهم أننى أستطيع أن أحفظ للبلاد وحدتها وأوفر لها أمنها واستقرارها." وكان استقرارا اكثر من اللازم.
وبعد ساعات نعى السادات "يعجز لسانى وقد اختنق بما تموج به مشاعرى أن أنعى إلى الأمة المصرية والشعوب العربية والإسلامية والعالم كله الزعيم المناضل البطل أنور السادات".
بعد استفتاء بنسبة 98.46% تم اختيار محمد حسنى مبارك رئيساً للجمهورية.. وبعد أربعة أيام فى 18 أكتوبر صباح عيد الأضحى هاجم أعضاء الجهاد فى أسيوط مبنى مديرية الأمن. واستولوا على سيارة للأمن المركزى وأسلحة وقتلوا جنود وضباط.. لكن قوات الأمن استقدمت تعزيزات وتمكنت من السيطرة على الموقف أصيب عصام دربالة وعلى الشريف قائد المجموعة التى هاجمت مديرية الأمن وعاصم عبد الماجد وكرم زهدي.. وألقى القبض على باقى أفراد المجموعة بخطة وضعها حسن أبو باشا مساعد وزير الداخلية. الذى أصبح بعد أيام وزيرا للداخلية خلفا للنبوى إسماعيل وحسن أبو باشا هو الذى أعاد بناء جهاز مباحث أمن الدولة، الذى نما ليصبح أحد اهم أيادى مبارك فى الحكم مع قانون الطوارئ.
وبعد أيام ألقى القبض على عبود الزمر.. مقدم المخابرات السابق و302 من أعضاء تنظيم الجهاد، وفى 10 أكتوبر تقدم مبارك جنازة السادات فى حضور رؤساء الولايات المتحدة السابقين: كارتر وفورد ونيكسون.. كان السودانى جعفر نميرى الرئيس العربى الوحيد الذى شارك فى الجنازة. فقد كانت علاقات الدول العربية مع مصر مقطوعة منذ ما بعد كامب ديفيد.
فى بداية حكمه سعى مبارك لإرضاء المعارضة وكان يرد على أى مراسل يسأله عن سياسته وما اذا كانت مثل السادات او عبد الناصر يرد مبتسما «أنا اسمى حسنى مبارك» وهى إجابة حمالة اوجه. بعد أسابيع من اغتيال السادات افرج مبارك عن جميع المعتقلين السياسيين الكبار واستقبلهم فى القصر الجمهورى.
فى فبراير 1982 دعا الرئيس مبارك الاقتصاديين بمختلف اتجاهاتهم اليسار واليمين والوسط، إلى المؤتمر الاقتصادى لمناقشة وضع الاقتصاد المتردى وبالفعل اجتمعوا وتناقشوا واصدروا توصيات.تم وضعها فى الأدراج ولم تظهر مرة أخرى وكانت هذه اخر مرة يستدعى فيها مبارك الخبراء.
وفى يوم 15 إبريل 1982 نُفِذ حكم الإعدام شنقاً فى كل من عطا طايل حميدة رحيل وعبد الحميد عبد السلام عبد العال ومحمد عبد السلام فرج. وفى صباح ذلك اليوم نُقل الملازم أول خالد الإسلامبولى والرقيب حسين عباس من السجن الحربى إلى ميدان ضرب النار. رفض خالد أن يضع العصابة السوداء على وجهه..دقت الطبول فصوب الجنود بنادقهم على القلب المرسوم فوق سترة الإعدام وأطلقوا النار.
25 إبريل 1982 رفع الرئيس حسنى مبارك العلم المصرى فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة واستكمال الانسحاب الإسرائيلى بعد احتلال 15 عاما لتكون هذه اول ثمرة يجنيها مبارك من جهد السادات الذى لم ير حلمه. وعادت صحف المعارضة إلى الظهور، وسمح للصحف الحكومية بدرجة من الحرية، وعاد معارضو السادات الاعلاميين مثل محمود السعدنى ومحمود أمين العالم وغيرهم وعادت صحف الشعب والأهالى للصدور بكتابها الذين اعتقل السادات منهم حلمى مراد وفتحى رضوان وصلاح عيسى وجلال أمين وإسماعيل صبرى عبد الله وفؤاد مرسى.
احتفظ مبارك بنفس حكومة السادات الأخيرة وتركيبة الحزب الوطنى ومجلسى الشعب والشورى لمدة ثلاثة أعوام كاملة، بقى الدكتور فؤاد محيى الدين رئيسا للوزراء، وامينا عاما للحزب الوطنى، وغير فقط وزير الداخلية حيث قال النبوى إسماعيل وعين حسن أبو باشا، وكانت وزارة الداخلية أكثر الوزارات التى شهدت تغييرا وسط جمود وزارى.
فى بداية عهد مبارك استقبله المصريون بنكات تشير إلى أنه لم يكن بالذكاء المطلوب، وبدا أنه غير مثير للتنكيت، وبعد توليه الرئاسة مبارك اعتبره المصريون رجلا لا يفهم فى السياسة، تزامن توليه مع إعلان جبنة «لافاش كيرى» أو «البقرة الضاحكة»، واختفى الإعلان وتردد أنه تم منعه. وبدأوها بنكتة: «واحد أكلنا المش والتانى علمنا الغش والتالت لا بيهش ولا بينش»، وكانت هذا إشارة إلى اشتراكية عبد الناصر، وخبث السادات، وخلو مبارك من أى ميزة. مبارك حكم سنوات تفوق السنوات التى قضاها جمال عبدالناصر والسادات.
بعد المنصة ترددت نكتة أن مبارك بعد أن تأكد من موت السادات دخل الحمام، ووقف يرقص أمام المرآه ويغنى: «وبقيت الريس.. وبقيت الريس». واستمر مبارك حاكما فردا بلا نائب طوال ثلاثة عقود بداها برعب المنصة ونهاها برعب أشد ثورة شعبية تطيح به بالرغم من قانون وحالة الطوارئ اللتان فرضا بعد اغتيال السادات واستمر ثلاثين عاما. وغدا عام جديد ويوم جديد.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

كيف تقضى على الثورة فى ست خطوات...؟!

علاء الاسوانيأيها الجنرال. إذا فاجأتك الثورة لا تفزع. إياك أن تخاف من مشهد ملايين المتظاهرين الغاضبين. اهدأ.. التقط أنفاسك وتمالك نفسك. اعلم أن الثورة حالة استثنائية. لحظة إنسانية نادرة يتصرف فيها الناس بشجاعة ويندفعون إلى الموت دفاعا عن حريتهم وكرامتهم. الثورة استثناء والقاعدة أن الناس يتقبلون الظلم خوفا من القمع أو طمعا فى مصالح صغيرة. الدليل على ذلك أن عدد الثورات قليل للغاية فى التاريخ الإنسانى.. لقد وضعتك الظروف على قمة السلطة فى أعقاب الثورة فلا تخف من هدير الجماهير الغاضبة فى الطرقات... إنهم أشبه بحيوانات قوية هائجة بلا عقل. أنت المروض الماهر الذى سيتمكن بضربات محسوبة بارعة من السيطرة عليهم وإدخالهم إلى أقفاصهم مرة أخرى... عليك باتباع الخطوات الآتية:

أولا: احتفل بالثورة والعن الديكتاتور المخلوع

يجب أن تعلن إدانتك الكاملة للعصر البائد. أنت بالطبع متعاطف مع الديكتاتور السابق الذى كان رفيقك وصديقك على مدى عقود لكن يجب أن تلعنه على الملأ وتهتف بحياة الثورة.. سوف يصدقك الشعب فورا. لن يفكر أحد فى أنك صاحبت الديكتاتور المخلوع أربعين عاما فلم تعترض مرة واحدة على جرائمه. سيصدقك الناس لأنهم يتمنون لو كنت مؤيدا للثورة والإنسان أقرب إلى تصديق ما يتمنى حدوثه. لا تسرف فى لعن الديكتاتور حتى لا تثير الشكوك. العنه مرة أو مرتين على الأكثر. لكن عليك بالاحتفال الدائم بالثورة. يجب أن يستيقظ المواطنون ويناموا على أناشيد الاحتفال بالثورة.. أولا لأنهم سيشعرون بأن الثورة قد نجحت (بالرغم من أنها لم تحقق هدفا واحدا من أهدافها) ثانيا لأن كل ما يحدث فى بلادهم بعد ذلك سيرتبط بالثورة دون سواها...

ثانيا: احتفظ بالنظام القديم كاملا

إياك أن تخضع لمطالب الثوار وتغير شيئا من النظام القديم. ذلك خطأ فاحش. فى البداية سيضغطون عليك بشدة من أجل التغيير. انتظر حتى تصل ضغوطهم إلى ذروتها، ثم قم بتغيير صغير شكلى لا يمس قواعد النظام القديم. ماذا يفعل ربان السفينة إذا شارفت على الغرق؟!. إنه يلقى إلى البحر ببعض الأشياء الثقيلة حتى تسترد السفينة توازنها.. هذا ما يجب أن تفعله. اختر بعض الشخصيات السياسية المكروهة من الشعب. اقبض عليهم وقدمهم إلى المحاكمة. يجب أن تكون محاكماتهم بطيئة معقدة كثيرة الإجراءات حتى ينسى الناس فى النهاية الغرض منها. اجتمع بهؤلاء المكروهين واشرح لهم أنك لن تتخلى عنهم أبدا. قل لهم إن أحدا لن يؤذيهم وأن محاكماتهم مجرد إجراء سياسى لامتصاص غضب الشعب لا أكثر ولا أقل. اجعلهم ينعمون بحياة مترفة داخل السجن وكأنهم مازالوا يعيشون فى قصورهم. إياك أن تتخلى عن أعضاء النظام القديم. هؤلاء هم جنودك المخلصون. لو فرطت فيهم لن تجد لهم بديلا وستجد نفسك وحيدا بلا سند أمام شعب غاضب. إن القاضى الفاسد الذى تملى عليه الأحكام بالتليفون ووكيل النيابة الذى يفسد بيده أدلة الاتهام بناء على طلبك والمذيعة الشهيرة التى تتلقى يوميا تعليمات الأمن قبل التصوير وضابط الشرطة الجلاد الذى يعذب ويقتل عشرات الناس دفاعا عن النظام. هذه النماذج نادرة إياك أن تضيعها من يدك.. اجتمع بهم سرا وأكد لهم أن النظام القديم كما هو لم ولن يتغير، ثم أجزل لهم العطاء حتى يتفانوا فى الدفاع عنك.

ثالثا: اترك أحوال البلد تتدهور حتى تصل إلى الحضيض..

يجب أن تفهم كيف حدثت الثورة. لقد كان المجتمع منقسما إلى ثلاثة أقسام: المستفيدون من النظام والثوريون والناس العاديون. الثوريون كان عددهم قليلا وتأثيرهم ضعيفا لأن النظام كان يقمعهم باستمرار. القطاع الأعرض من الشعب كان ينتمى إلى الناس العاديين الذين كانوا متضررين من النظام، لكنهم لا يملكون شجاعة الاعتراض. لقد حدثت الثورة عندما نجح الثوريون فى إقناع العاديين بالانضمام إليهم. هنا نقطة ضعف الثورة التى يجب أن توجه إليها ضرباتك.. يجب أن تضغط على الناس العاديين حتى يعودوا إلى مقاعد المتفرجين.. يجب أن تتفاقم الأزمات فى كل مكان. الفلاحون يجب أن تنقطع عنهم مياه الرى ولا يجدوا الأسمدة حتى يفسد المحصول وتبور الأرض. العمال يجب أن يلقى بهم فى الشارع لأن المصانع توقفت. الموظفون يجب أن تتأخر رواتبهم وتلغى العلاوات التى وعدوا بها. يجب أن تختفى الشرطة تماما وتنتشر السرقة والاعتداءات والبلطجة. يجب أن يندس عملاء الأمن بين المتظاهرين ليعطلوا المرافق ويقطعوا خطوط السكك الحديدية. فى الوقت نفسه فإن عملاءك فى الإعلام يجب أن يقودوا حملة منظمة لترويع الناس. يجب أن يضخموا من تأثير الأزمة ويلصقوا كل المشكلات بالثورة حتى تترسخ فى أذهان الناس فكرة أن البلد يقترب من المجاعة والفوضى بسبب الثورة. الثورة وحدها...

رابعا: اضرب وحدة الثوريين وفرق بينهم

اعلم أن الثوريين أعداؤك الحقيقيون. إنهم لا يثقون بك وسوف يدركون أبعاد مؤامرتك منذ اللحظة الأولى. يجب أن تشق صفوفهم. استعن بتقارير الأمن لتفهم اتجاهاتهم الفكرية والسياسية. ستكتشف أنهم مختلفون لكنهم اتحدوا فى الثورة من أجل تغيير النظام... اصطنع قضية ثم قم بإجراء انتخابات أو استفتاء من أجل أن ينقسم الثوريون إلى فريقين. بعد ذلك يجب أن تتحالف سرا مع فريق من الثوريين ضد الفريق الآخر.. من الأفضل دائما أن تتحالف مع الفاشية الدينية ضد القوى الديمقراطية.. الفاشيون حلفاء ممتازون لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية وإنما يستعملونها فقط للوصول إلى السلطة. إنهم يشعرون بأنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة الكاملة، وبالتالى يحتقرون المختلفين عنهم ولا يعترفون بحقوقهم. الفاشيون يشبهون جيشا منظما سيضع نفسه بالكامل تحت تصرفك. سوف يسحقون كل من يخالفك وسوف يؤيدون كل ما تفعله أو تقوله ما دمت قد وعدتهم بالسلطة. هؤلاء الفاشيون الذين يتحدثون باسم الدين ويحرصون على أداء الصلوات فى أوقاتها سوف يدهشونك بقدرتهم على الكذب والنفاق، سوف ينقضون العهد ويخونون الثورة بنفس البساطة التى تشعل بها أنت سيجارة.. اطلب من الفاشيين أن ينظموا مظاهرات ضخمة من أجل استعراض قوتهم وعندما يشاهد المواطنون تشكيلاتهم العسكرية ووجوههم المتجهمة ويستمعون إلى هتافاتهم العدوانية.. سيصاب الشعب بالفزع وسوف يتساءل كثيرون إن كانت الثورة التى أزاحت الديكتاتور تعتبر عملا صائبا. فى تلك اللحظة لابد أن تظهر مظاهرات مختلفة.. مجموعات أعدتها أجهزة الأمن، يقوم أثرياء النظام القديم بتمويلها وتركز عليها أجهزة الإعلام.. هؤلاء المتظاهرون الجدد يشيدون بالديكتاتور المخلوع ويعتبرونه بطلا عظيما ويبكون أمام الكاميرات وهم يتذكرون ما حاق به من إهانات. هكذا تتحول الثورة إلى وجهة نظر تخالفها وجهة نظر أخرى. إذا نجحت فى تنفيذ هذه الخطوات سيصبح الثوريون محاصرين من كل اتجاه. الفاشيون يتوعدونهم ويعتدون عليهم والناس العاديون يعتبرون أن المظاهرات التى يقومون بها هى السبب فى الأزمة الاقتصادية وانعدام الأمن. عندئذ سيقل عدد الثوريين وسيعودون كما كانوا قبل الثورة.. قلة متحمسة لا يتعاطف الناس معها كثيرا...

خامسا: حاصر الثوريين وشوِّه سمعتهم..

بعد أن انصرف الناس العاديون عن الثورة وانقلب عليها الفاشيون.. يجب أن تبدأ حملة واسعة منظمة من أجل تشويه سمعة الثوريين.. الأمر من أسهل ما يمكن، فلديك أتباعك فى الإعلام والشرطة والقضاء.. من السهل تلفيق وثائق وصور ومستندات تؤكد أن هؤلاء الثوريين خونة وأنهم عملاء لقوى أجنبية دفعتهم للثورة. يجب أن تسجل عشرات البرامج فى التليفزيون وتعقد عشرات الندوات من أجل مناقشة هذا الأمر الخطير.. هل كانت هذه الثورة وطنية فعلا أم أنها مدبرة من عناصر أجنبية؟!.. هل انتقمت الدول الاستعمارية من الديكتاتور المخلوع لأنه تمسك دائما باستقلال بلاده..؟ (أنت تعرف أن المخلوع كان خائنا وعميلا لأكثر من جهاز مخابرات لكن للضرورة أحكام). فى لحظة مناسبة سوف يعلن المتحدث باسمك أنك أمرت بتحقيق موسع لمعرفة حجم الدور الأجنبى فى التخطيط للثورة؟.. هل كان هناك أجانب يعطون تعليمات لأشخاص معينين فى أيام الثورة؟!.. سوف يؤيدك الفاشيون بقوة وسوف يكذبون لتشويه الثوريين لأنهم يريدون أن يتولوا الحكم وحدهم.. سوف يصاب الناس العاديون باضطراب وكثيرون منهم سيصدقون أن هؤلاء الثوريين ما هم إلا عملاء خونة.. سوف تضحك طويلا وأنت ترى شباب الثورة الذين كان ينظر إليهم منذ أسابيع قليلة باعتبارهم أبطالا قوميين تلاحقهم الآن فى كل مكان نظرات الاستهجان واتهامات العمالة..

سادسا: وجه ضربتك القاضية

انتظر حتى تسوء الأحوال الاقتصادية والأمنية بشدة.. عندئذ سيكون الناس العاديون قد انهارت معنوياتهم وبدأوا يكرهون الثورة فعلا.. عندئذ صارح الشعب بأن الأزمة طاحنة وأن الحالة ستزداد سوءا، ثم اطلب من المواطنين أن ينقطعوا عن التظاهر والاعتصامات حتى تهدأ الأحوال وتدور عجلة الإنتاج. بالطبع لن يقبل الثوريون التوقف عن التظاهر.. إنهم الآن يشعرون بأنك خدعتهم وسرقت الثورة.. إنهم يدركون أنك تظاهرت بحماية الثورة لكنك فى الواقع احتويتها وعطلتها عن تحقيق أهدافها.. سينزل الثوريون بأعداد قليلة ويتظاهرون من جديد ويهتفون بسقوطك.. عندئذ ستكون نهايتهم... سيعتدى عليهم الفاشيون بكل شراسة لرغبتهم فى الحكم. أما الناس العاديون الذين يشعرون بالضياع والإحباط فسوف ينقضون عليهم وهم يلعنون الثورة.. سيحاول الثوريون شرح وجهة نظرهم ولكن دون جدوى. لا أحد يريد أن يسمعهم. الفاشيون يتهمونهم بالخيانة وتنفيذ أجندات أجنبية والناس العاديون يحملونهم مسؤولية الفقر والبطالة والفوضى.. ابعث من يصور لك ما يحدث فى الميادين وعندما ترى الناس العاديين، الذين كانوا يوما ما مستعدين للموت من أجل الثورة، يلعنون الثورة ويضربون الثوريين ويطاردونهم حتى يجلوهم عن الميادين

عندئذ فقط تكون قد أتممت المهمة بنجاح. امنح نفسك إجازة أنت تستحقها. احتفل وافخر بإنجازك. لقد نجحت فى القضاء على الثورة.

(ملحوظة: خطرت لى فكرة هذا المقال وأنا أقرأ عن تاريخ الثورات فى جمهورية جزر القمر، وبالتالى لا علاقة للمقال بما يحدث الآن فى مصر بتاتاً).

الديمقراطية هى الحل..