الثلاثاء، 27 يوليو 2010

أين أنت؟

حضورك.....حضور لروحي
غيابك........غياب لكل شيء
تمزقت بين حنيني و أملي في اللقاء
لطالما سهرت أناديكي....ولا أدري هل وصل النداء؟؟؟
أراك في أحلامي حزينة...فأبكي لعجزي عن مسح دمعاتك
أدخر لك الكثير و الكثير من آهاتي و العبرات كي أسكبها عندك
أين أنت حتى تشعرين بدفء العبرات التي لن تُذرف إلا عندك و في جنتك التي أشتاق إليها كثيرا, جنتنا هل تذكرين؟
أدخر لك الكثير و الكثير من أحلامي التي شاطرتني إياها
أدخر لك الكثير و الكثير من كلمات العشق التي ما قلتها إلا إليك.....أنت وحدك مليكتي, معشوقتي.
جنوني منك, عقلي عندك, القلب قد ذاب شوقاً إليك, لم أعد أحتمل غياب روحي عني, رديني إليك رديني إلى جنتك التي خرجت منها رغماً عني, أعيديني إلي حضنك الذي أحسست فيه بدفء الحياة و حنان أمي, و براح الدنيا, و لهفة الحبيبة, و العشق الذي بلا حدود.
أعلم أنني لا أستحق و لكنه طمع الحبيب في من يذوب فيه, و يريده أكثر من استمرارالحياة نفسها.

الأحد، 25 يوليو 2010

الأربعاء، 21 يوليو 2010

بلا هوية

اقترب هذا الظل الأثير الحبيب إلى قلبي, حانت ساعة المواجهة إذن, حانت ساعة الاعتراف, انه يقترب...يقترب, لقد غمرني الآن, أحس بالبرد يشمل جسدي كله, لا أرى ملامح ولا أسمع أصوات, ولكني أعلم أنني في حضرته, يلح على شعور قوي بأن أعترف الآن..... إذن سأبدأ الآن اعترافاتي؛ أعترف أنني أبله, نعم...أبله, منذ نعومة أظافري وأنا لا أعي ما أفعله, حتى لو فعلت فأنا آلة بلهاء تنفذ التعليمات بكل دقة, و اعتراف أنني كذلك أحمق لا أستطيع أن أتخذ قراراً أو أحمي قرارا, و الآن أنا....أنا...لا أدري من أنا, من أكون, بماذا أسمي نفسي الآن, أعتقد أن أنسب تسمية هي "رجلٌ  بلا هوية", أما أنت يا طائر أحلامي الوردي, فلترفرف بعيداً عني, إلى روضة أخرى, فلست لك ولست لي, فأنا بلا هوية.

اللقاء

- السماء زرقاء صافية,ترقص على جنباتها جنيات ثملات.
- تهيأت و تجملت وحملت قلبها في حقيبتها و مضت.
- كاد المشط يرقص فرحاً بين يديه و هو يداعب شعره الحريري.
- استقلت قطار الشوق الطائر تسابق الريح.
- أخرج من بين طيات ملابسه جناحان ورديان , رفرف بهما و طار.
- الخضرة في كل مكان , والأطفال الصغار يلهون بين مقاعد العشاق.
- ضياء ليس للشمس زاد الجو لمعاناً و بريقاً عندما حطا.
- تلاقت القلوب , أرتعشت الأيدي , ونادت الشفاه أقرانها.
- توارت الأزهار خجلاً تلتمس حجابا.
- لم تنطق الأفواه , فلا معنى للكلمات , وكان الصمت و التيه في بحور الهوى أبلغ من الكلمات.
- دق الناقوس فغاب الضياء.
- نشرا جناحيهما و حلقا , على وعد باللقاء.

الأحد، 18 يوليو 2010

مذكرات عاشق

اليوم الأول
لا أدري هل وجدتها أم وجدتني, لا أذكر كيف كان اللقاء, كل ما أتذكره أنني أعرفها جيداً, هذه الملامح أعرفها جيداً, كل خط و كل انحناءة في تفاصيل و جهها أعرفها, رأيتها, نعم هذه العيون أعرفها, مرت أمامي كنسيم حرك أوراق زهرة عمري, فتناثرت منها كل أدران الحياة, و جدتني أتساءل عن ماهية الزلازل, ماذا تفعل في القلوب و قد تعدت مقاييسها كل الحدود, رأيت أرض أحلامي تتشقق تحت وطأته, تخرج كنوزها و تنبت أزهاراً و أشجاراً خضراء, اذن هي القدر المحتوم, و خلاصي من الهموم.
اليوم الثاني
اليوم أنا حزين, فلقد تعاهدنا على الفراق دون أن ترى قلبي, لحظة مجنونة من لحظات انفلات العقل من عقاله و الجموح نحو تحقيق أمل بعيد, حقه المنشود في الخلاص يكاد يتحطم على صخرة أغراض الآخرين, و الخوف هنا هو سيد الموقف و المهيمن عليه, رأيته بين سطور كلماتها, بين الأنفاس, بين الدموع, صراعٌ بين ما نريد و ما يريده الآخرون.
اليوم الثالث
بكيت كثيراً, و بكت كثيراً, قررنا أن نلتزم الصمت و أن تناجي الأنفاس بعضها, و تروي قصة حب وليد يختنق, آه....كم احترقت و أنا أنتظر, كم مرت الدقائق و الثواني ثقيلات كأنها تعود للخلف, سخرية و ملهاة كتبناها بأيدينا و اكتوينا بتمثيلها سوياً, لم نستطع أن نكمل القصة لآخرها, و كان حنيننا للتواصل مع المجهول أكبر من إصرارنا على تدمير الحب الذي بدأ يتخلل كل الشرايين و الأوردة حتى النخاع.
اليوم الرابع
عدنا على تخوف و أمل في مستحيل, أنا لا استطيع أن أتخيل الحياة بدونها, و هي تحاول كبح جماح نفسها خشية الاستسلام للمجهول, خشية أن تتكسر آمالها على صخرة تعلم جيداً حجمها و أبعادها و قوة صلابتها, و لكنها تعلم داخل نفسها أنها قد وجدت أخيراً من تبحث عنه, و كلما زاد حبي في قلبها كانت تقاوم لتفر بعيداً, و لكنه القدر....اعيتها الحيل كما اعيتني لننسى أننا التقينا, لنعود من هذه الرحلة سالمين, و لكن تأبى الأقدار إلا أن تقربنا أكثر فأكثر.
اليوم الخامس
لقد قررت أن أقتل هذا الأمل الذي بدأ يطل برأسه, فأنا لست أهلاً للأحلام, لست أهلاً لأن أكون إلا هذا الكيان المحطم, لا أستطيع أن أجعلها إلى جوار قلبي كحبيبة, و لا أستطيع أن أجعلها نديمة أفكاري.
و لتكن تلك النهاية لصفحة لم نكن نقصد أن نفتحها و لكنه القدر...

العنكبوت


كان قابعاً في ركنه الذي لم يغيره منذ سنوات بعيدة, بعيداً عن عيون الليل التي تتلصص على النفوس فتعريها, زاوية ضيقة تلك التي اختارها لنفسه, هبت نسمات تحمل عطوراً ممتزجة مرت على أنفه و لكنه رفضها...بل اغتالها, ثم ألقى بها بعيداً في ركن آخر مهجور في طيات نفسه المحطمة, فتحولت إلى جيف نتنة, هبت نسمات أخرى باردة فالتحف رداءه يتوارى منها, يصدها عن نفسه التي كانت تتأجج في جحيمها, ثم هطلت الأمطار فتضاءل داخل جلده, و انكمش حتى أصبح كجرادة لم يدخل جوفها العشب منذ آلاف السنين.
تمر الأيام و السنوات و هو مازال قابعاً في ركنه المظلم, تراكمت الشهور و الأعوام على ظهره, تحطمه تحطيما, ثم تحرك ذلك الفأر و بدأ بتمزيق تلك الخيوط التى نسجها هذا العنكبوت من زمن بعيد, تمرد الفأر أخيراً و حارب كل قوى الطغيان, قتل العنكبوت...ضربات متوالية دعمتها نسائم لم يعهدها من قبل, نسائم سقطت من السماء, غمرته و اشعلت في كل الأركان نيران الطهر و النقاء, نيران بيضاء لا حر فيها, و لكنها برد و سلام.

أين قلبي

 
سألني أحدهم ذات يومٍ: أين قلبك؟
احترت و لم استطع الإجابة مع علمي أنه يسكن أضلعي, قلت ( و أنا على يقين ): إن قلبي يسكن أضلعي, فلم السؤال؟
لم يجبني و انطلق و تركني لحيرتي, ثم سألت نفسي السؤال ذاته ( أين قلبي؟ )
رحت أبحث عن إجابة, و بحثت عن قلبي فلم أجده, فبدأت رحلة البحث عنه, و أخيراً وجدته معلقاً بين السماء و الأرض بغير خيوط تربطه لا إلى فوق و لا إلى تحت, مددت يدي لأستعيده إلى صدري, لكنه كان بعيداً جداً فلم أستطع الوصول إليه, كنت أحسبه في متناول يدي, فجأة طار قلبي و غاب عن ناظري, فأدركت حينها أن قلبي لم يعد في حوزتي

بؤرة الصدق


علمت من أحد الأصدقاء أن الأرض تلف حول نفسها, و حول الشمس في مدارٍ, تعجبت فلم أكن أٌعلم هذا من قبل, احترت و لكني قلت:
إن كانت الأرض تلف حول نفسها, فكثير من الناس قد أصابتهم تلك العدوى, و إن كانت تدور حول الشمس في مدارٍ فهناك الكثيرون أيضاً يدورون حول غيرهم في مدارٍ ثابتٍ في خضوعٍ و خشوعٍ تحار في أمرهم, و لكني لم أجرب يوماً أن أدور حول نفسي, و لم يكن لي مدارٌ ثابتٌ حول أحد, لايختلط فيّ النور و الظلمة, و لا تواتر الأيام يؤثر في ولائي و لا استقراري الدائم في بؤرة الصدق مع نفسي, و مع الآخرين.

السبت، 17 يوليو 2010

لآلئ عينيها

لشد ما تعجبت عندما رأيت الحزن و الفرح يتعانقان في عينيها, الدموع و أهازيج الأعياد يرقصان في المقلتين, ثم تمرد الفرح و أهازيج الأعياد و أعلنوا العصيان و انسحبوا جميعاً, بقي الحزن و الدموع وحيدين لا أنيس لهما, و أصبحت عيناها مرتعاً لسوادٍ و قتامةٍ نابعةٍ من داخل النفس التي ألفت الصراع الدائر داخلها منذ أعوامٍ ولت على فراق الحبيب, تارة يتغلب حزنها فيصبغ الوجه بلونه, و تارةً أخرى يتغلب الفرح عندما يتجدد الأمل باللقاء, منذ غادر الحبيب ديارها شيعت قلبها و أودعته قبراً من الأحزان, لا سئمت الإنتظار و لا سئمت الأمل, ثم انفرطت لؤلؤة من عقدها الثمين, مددت يدي لأتلقاها خشية السقوط على الأرض, فتسقط معها تباشير الأمل, و ما إن التقت عينانا حتى سحت الدمعات منهمرات يتسابقن, أشفقت على العيون الباكيات, فما خلقت هذه العيون لتبكي, أطبقت جفنيها على السيل لتحد من تدافع تياراته إلا أنه أبى, فدفعت إليها بمنديلي ليكون خزينتها لحفظ لآلئ عينيها, فقبلت أن تمنح منديلي هذا الشرف, ثم أرادت أن تعطيني ثروتها و لكني أبيت إلا أن تحتفظ بها, فقالت: و لكنني لا أعدك, قلت: لا أريد وعداً, بل أريدك أن تُعملي العقل في المسيرة كلها, و إن جنح العقل إلى مغالبة القوى المتسلطة على القلب و الروح فستكف العيون عن البكاء, و سينتصر ساعتها الفرح و أهازيج الأعياد, و سيضيء الوجه مرة أخرى, ساعتها ستجدينني أمامك انتظر إشارة من قلبك, و عنواني حرف من اسمي نقشته على طرف منديلي – خزانة ثرواتك – الذي سيبقى أسيرك حتى تتحررين من قيود الحزن و الدموع, وقتها, و وقتها فقط ستتذكرين اليد التي امتدت لتتلقى لآلئك تقيها السقوط, و منديلي الشاهد, و القلب الدفين صدري ينتظر يوم الخلاص لتتحد الأرواح, و تتخلص من قيود العدم, تنطلق في رحاب سماء الصدق و الصفاء موشحة بالحرير و الذهب, مرصعة بنجوم السماء, وقتها, و وقتها فقط ستعلمين أن أملاً حياً تلمسينه بعينيك خير من ذكرى, لعلها تكون كاذبة, أو صادقة و لكنها في طيات القبور.

الخميس، 15 يوليو 2010

حاول


كتبت روحي هذه الكلمات
حاول أن تبتسم في وجه من لا تعرفه.
أن تنطلق دون أن تأبه كيف يفكر من يراك فيما تفعله.
أن ترتدي ما يكون من وجهة نظرك ملائما لك، و قد يكون غير مناسب للذوق العام.
أن تصرخ بأعلى صوتك لتقول إنك تحبها عندما تشعر بتلك الكلمة تعتصر كل كيانك، مفجرة مشاعرك من قوة إحساسك بها، ولا تكتفي بمجرد قولها بشكل هامس...فالهمس ليس ملائماً  لكل الأحوال.
أن تحتضن من تحب وقتما تشعر باحتياجه لذلك، دون التفاتة منك لمن حولك وكأنك توشك أن تسرق حافظة نقود أحدهم.
أن تعيش تلك اللحظة فهي كل ما تملك، ولن تعود....و لن تنتظر ترددك الغير مبرر.
أن تكون ما تشعر به، كما تشعر به، وقتما تشعر به، حتى ولو كان هذا يعني نهاية العالم من حولك، ابكي إن أردت البكاء فلن يضيرك أن تشعر ببعض الضعف يتسلل إلى خارج جدران سجنك، أضحك....غني...فقط افعل ما تريد فلا شئ يضاهي أن تحيا كما أنت ولا شئ أمتع أن تكون للحظة كما أنت، فلن يقتلك مرتين أن تعيش ........... ولن يهدم حياتك أن تكون كما تريد .... فكل ما في الأمر أنك خائف أن تكون حراً  في عالم مسجون داخل نفسه .... و بعد أن يمر عمرك و تمضي حياتك سيكفيك فخراً  أنك حاولت في لحظة أن تعيش و انك في لحظة عشت حراً.....و كنت جريئا.

الخميس، 8 يوليو 2010

حكايات جدتي

‏‎DINA11DW‎-صغير
كنت كالأطفال أحب اللعب, و سماع حكايات جدتي -التي لم تكن تمل أبدا من تكرار الحكايات- نجلس جميعاً حولها ننصت بشغفٍ لما تقوله, نلتهم ما تصبه في قلوبنا من حكمة و عبره, لم نمل و لم تمل هي من الإلحاح على عقولنا و قلوبنا الصغيرة المتشوقة للجديد دائماً, و كان اليوم الذي علمت فيه بمرضها, جلست إلى جوارها أراقب أنفاسها التي كانت تخبو شيئاً فشيئا, و دقات قلبي تتسارع شيئاً فشيئا, فتحت عيناها للحظة فرأيت بريقاً لم أعهده من قبل و ابتسامة لم أدرك معناها, دارت حكاياتها في رأسي في لحظة و نطق لساني بلا إرادة مني: لا تتركيني, و لكنها لم تكن تملك أن تفعل.

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

معركة الشرفاء


طريق ٌ يمتد من بؤرة الكون إلى قلب حبيبتي, نهرا يسيل من عين الحياة لترتوي جنتي, اخضرت عيون ٌ صفر ٌ لا جفون لها, علت السنابل فوق الرؤوس, والنداء الأزلي يعلو, يزلزل عروش الشر في النفوس, لا يزال النداء يسري بين البيوت, هبوا أيا موات القلوب من سكونكم, فاليوم يوم المعركة.
تمردت جنود الجبن على قادتها, واندحرت جحافلهم تجر الذيول, خرجت جنود الجبن تمزق سادتها, حملوا العار على الأعناق و الكهول.
بدأت المعركة.
تحاورت السيوف مع الرقاب و تنازعت الهمجية الحق في القلوب, شربوا الدماء, ولطخوا بها جبين الحياة, فاليوم يـُسقى الجبناء الذل كؤوسا, صنعوها من قلوبهم, و اتحدوا جميعا ً و تعاهدوا, لا فراق, فهم على عهد الذل أمناء, ولتطوى صفحة الشرفاء.
هاهو قلب الشر قد حشد الجيوش, فهل يعود خائبا؟
هل يموت فينا الصمود؟
أشعل ناراً من حجارة قلبه و استعذب سفك الدماء, تربى على ولائم الأشلاء....مزقها أجداده بالطغيان, تسامروا حول مائدة طرزوها بجماجم حمر يعلوها الفخار, طوقوا أعناقها بلهيب السعار, و هاهي الدائرة تدور, ضموا إلى مملكة الشر ضمائر و حصون.
هاهو سفيههم يزعق في الأركان: نحن عاد ٌ الآخرة والمصير المحتوم, فهل تطوى صفحة الشرفاء؟
وعلى الجبهة جندي أخضر, رقبته تطاول السماء, وأمامه على المدى سرير و ستار, أمه تنتحب و تناديه: أيا ولدي ذاب الكبد من طول الانتظار و عيون كالقلوب تنبض في الأحجار, تسكب الدمع متدافعا ً كالأنهار, والجندي على الجبهة وتد ٌ, لا ينهار.
لترتعب جيوش الشر وليصبها الذعر و البوار.
هيا اقترب فلقد فرت كل الأسوار, و الأرض أمامك براحا ً تعلن الأسرار, لا تبخل بنفسك و شمر ساعد الأبرار, فالأرض الحبلى قد وضعت آخر فصيل الأحرار.

حالة حب

Romance-main_Full تناثرت أشعة الشمس في صباح دافئ من أيام الشتاء, الأزهار تتمطى في كسل, الطيور شرعت في شقشقتها المعتادة في كل صباح كما تعودت, غير أن قلبي بات
منتبها, أحس بنبضاته قوية تكاد تخلعه من بين أضلعي, فلم ينم مع النائمين و لكن ظل مسهدا ً يتلمس نبضا ً يوازيه, يعادله, يتحد معه, ظل يبحث عنه حتى وجده هناك بين أشجار الوادي الأخضر المزهر يرقص على ألحان أعذب ما تسمعه الآذان, أرق من نسيم عليل هب على أزهار الوادي.
ملأ علي السمع و البصر, أحاطني بهالة من نور كالغلالة الرقيقة يتشح بها في ظلمات ليل طويل, ظل يلح عليه أن يستسلم إلى المجهول و يلقي بأوراقه في بئر عميقة لا قرار لها, ظل يحارب حتى حافظ على تلك الأوراق من غياهب النسيان, تمرد على كل ما هو تقليدي ورتيب, و ها أنا ذا أصاحب كل تلك الأطياف و النسمات والليل الصديق, و هي كالعبق الذي انتشر في كل الأجواء متحديا ً كل أدران الحياة, يخترق الأنوف و يتسلل إلى الأرواح كالسهم يسري في خفه, هي بلا تكلف الحياة كلها, ما في الحياة من سعادة إلا هي مصدرها.
هذا ما أحسه و أعيشه, حالة حب, , حب سرمدي لا أغراض و لا أهواء هو حب للحب ,لا مجال للتملك أو الأنانية, حب يصمد أمام أعتى الرياح, يكسر كل حواجز الخوف, ينصب نفسه سلطانا ً رغم أنف الجميع.
بل حياة و نفس و عيون ترى, آذان تسمع, أيد ٍترتعش و أقدام تمشي, بل و روح ترفرف في جنبات هذا الجسد المكدود المتعب من كثرة السفر و الترحال, هذا الحب هو محطتي الأخيرة التي انتظرتها منذ أعوام لكي يقف عندها قطار العمر ويبدأ بعدها رحلة جديدة طالما تمناها و تلهف عليها.
هي تلك الحياة و الروح للروح, والنـَفس الذي يتردد بين الرئتين و النظر للعيون, هي الدم الذي يسري في العروق, أحبها كلمة لا تكفي, بل أحبها مئات الملايين من الكلمات و لا تكفي.....

أحصنة العقل

JannatAlhusain-106fff0dcc
جمحت أحصنة العقل في أرجاء روحي تبحث عن مرابطها, تاه المرعى من حوافرها, ازداد لأيها, حاورت سائسها الذي أفلت منه ألجمتها, زاد شقاؤه وأعيته الحيل في استعادتها, عادت أيام الخور والاستكانة لكل مزعة لحم في أجسادها, تنازعتها كل الاتجاهات فضلت وجهتها, فآثرت التوقف المشوب بالخيبة والترقب, هل أجهدها الجموح؛ أم خارت قوى الأمل المكلل بالأهداف الغائبة عن خيالها, تجمدت, تسمرت حوافرها في رمال صحراء جرداء كأنها أوتاد غرست فيها, أجهدها الحر و غرقت في عرقها حتى أصبح غديرا رقراقاً حولها, رأت صورتها على صفحة مائه فلم تعرفها, غابت الشمس عن الغدير فجف العرق و لم يجف الغدير, أشرقت شمس أخرى فتحول الغدير جنة خضراء وارفة الظلال, وأبصرت في تلك الشمس مربطها, فانطلقت محمومة إليه لتأوي إلى حظيرتها التي غابت عنها كثيرا.