أشعر بالخجل الشديد مما سوف أرويه لك في هذه الرسالة.. لكني آليت علي نفسي ألا أتحرج من ذكر شيء من قصتي لكي ألتمس لديك النصيحة المخلصة.. فأنا سيدة في أواخر الثلاثينيات من عمري جميلة وجامعية وأعمل عملا مرموقا, وقد نشأت في أسرة تسيطر علي مقاديرها الأم..ويذعن فيها الأب الطيب لإرادتها طلبا للسلام العائلي, وإيثارا لسعادة الأبناء علي سعادته.. ومنذ صغري اعتدت مع إخوتي علي تقبل سيطرة أمي قوية الشخصية علي كل شيء في حياتنا, وحين بلغت سن الشباب استجبت لأول شاب ظهر في طريقي.. وانجذبت إليه وأملت في أن أجد فيه الصديق الذي لم أجده في أمي.. وتقدم هذا الشاب لخطبتي فرحب به أبي, واعترضت عليه أمي لغير سبب سوي أن إمكاناته المادية أقل مما يرضي طموحاتها وتهدد المشروع كله بالفشل بسبب عناد أمي وتمسكها برأيها.. وعشت فترة عصيبة من حياتي استعنت خلالها بكل أقاربي علي أمي لكي تلين وتسمح لنا بإعلان الخطبة مع وعود حارة من هذا الشاب بأن يلبي لها كل مطالبها المادية بالتدريج.. فلم تلن إلا بعد أن قبلت قدميها عدة مرات.. ورضخ الشاب لمطالبها, وكتب علي نفسه شيكات بلا رصيد بكل مطالبها.. وزففت إليه بعد أهوال بكيت خلالها كما لم أبك طوال حياتي وكلها بسبب تحكم أمي وإصرارها علي تنفيذ رأيها في كل شيء من تفاصيل الزواج وبدأت حياتي مع زوجي وأنا آمل في أن يعوضني عما عانيته معظم فترات حياتي, فلم تدع لي أمي فرصة للسعادة ـ ومدت مظلة سيطرتها علي وأنا في بيت الزوجية وعلي زوجي.. وبدأت تضغط عليه لسداد ما اعتبرته ديونا عليه من تكاليف الزواج.. وراح هو يستعطفها أن تمنحه بعض الوقت لكي يدبر أموره ويلتقط أنفاسه خاصة أنه يسدد أقساط ديون أخري لبعض الأصدقاء والأهل, فأصبح همنا الأول في الحياة هو أن يعمل أعمالا إضافية وأعمل أنا أيضا عملا إضافيا لكي نوفر في نهاية الشهر ما نسد به فم أمي التي لا تكف عن تقريعنا وتهديد زوجي وكل ذلك وأبي عاجز عن فعل شيء ألا يملك ولا الحوقلة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم, والمساعدة المادية البسيطة لنا أحيانا في السر لكي نستطيع سداد الأقساط المطلوبة لوالدتي, وتحولت سنوات الزواج الأولي إلي فترة عناء شديد وجفاف أشد, وانتهي الأمر بعد مصادمات عنيفة بين زوجي وأمي إلي أن فقد صبره الطويل وحبه أيضا لي فطلقني وتمت تسوية الأمور المادية بعد عناء كبير ورجعت إلي بيت أمي وفي ذراعي طفل عمره3 سنوات وأنا كارهة لكل شيء واعتبر أمي المسئولة الوحيدة عن هدم بيتي وسعادتي, فانطويت علي نفسي وتجنبت الاصطدام بها بقدر الإمكان وركزت اهتمامي في طفلي وعملي.. وتحملت تقريع أمي المستمر لي ونعيها علي رجوعي إلي الأسرة مطلقة في سن الخامسة والعشرين بسبب خروجي علي إرادتها وعدم استماعي لنصيحتها برفض الزواج من هذا الإنسان.. وعشت عامين كئيبين في بيت أسرتي رفضت خلاله أمي أي محاولة للصلح مع زوجي وازدادت معاناتي مع رحيل أبي عن الحياة وقد كان الصدر الحنون الذي أبكي عليه وأشكو له ويجفف دموعي ولم تمض علي وفاته بضعة شهور حتي جاءتني أمي بزوج مناسب لي وفق شروطها.. وهو رجل قادر ماديا ويعمل عملا مهنيا مرموقا ومطلق وله طفلة صغيرة من زواج سابق وأذعنت هذه المرة لإرادة أمي بلا مقاومة والتقيت به.. فوجدته مقبولا شكلا وموضوعا, لكنه صدمني في أول لقاء معه بأنه يشترط علي ان أسلم طفلي إلي أبيه, ويسلم هو طفلته إلي أمها وألا يزورني طفلي ولا تزوره طفلته في بيت الزوجية لكي نبدأ كما قال حياة سعيدة بلا ذيول من الماضي, ورفضت هذا الشرط خاصة أن زوجي السابق كان قد تزوج ولم يمانع في بقاء طفلي معي حتي نهاية سن الحضانة, واعتذرت عن عدم قبول الزواج إذا كان ثمنه حرماني من طفلي الصغير.. فأحالت أمي حياتي إلي جحيم دائم وضغطت علي بكل جبروتها لكي أقبل هذا الشرط, وقالت لي إن الطفل سوف ينشأ في رعايتها هي وأنني سوف أزوره في كل حين.. وضعفت مقاومتي في النهاية وتزوجت وبدأت حياتي مع زوجي الثاني ونشأ ابني بعيدا عني في بيت والدتي, وتصورت أن عشرتي الطيبة لزوجي سوف تغير من موقفه منه.. فيسمح له بقضاء الإجازات معي.. ويدعو طفلته لقضائها معنا ونسعد معا بحياتنا المشتركة ولكن هيهات أن يلين فلقد ظل رافضا بإصراره ان يزورني طفلي او يبيت ليلة واحدة معنا تحت سقف واحد, وكلما عاتبته في ذلك ذكرني بأنه يتخذ الموقف نفسه من طفلته مع أني حاولت مرارا ان اشجعه علي تقريبها مني وفتح بيتنا لها لأنها ابنته وأخت ابني في النهاية.. وعسي ان يحثه ذلك علي تغيير موقفه من ابني. أما أمي فلقد راحت تبتزني ماديا بلا حرج مقابل بقاء طفلي معها بالرغم من عدم احتياجها المادي.. وبالرغم أيضا من ان زوجي السابق قد التزم بدفع مبلغ شهري عادل لنفقات ابنه.. وكلما تذمرت من مطالبها هددتني بإرساله الي وهي تعلم ماذا يعني ذلك بالنسبة لزوجي. وظلت صلتي بابني مقتصرة علي زياراتي له في بيت أمي من حين لآخر وعلي فترات ليست متقاربة لأن زوجي يضيق بهذه الزيارات الي أن بلغ الرابعة عشرة من عمره, وبدأت المشاحنات بينه وبين امي تتزايد بسبب تمرده علي سيطرتها, وبدأت أعاني مشكلات جديدة لذلك انتهي الأمر بهجر ابني بيت والدتي غاضبا في احدي المرات ولجوئه الي بيت ابيه حيث أقام بضعة شهور شعر خلالها بالغربة.. ورجع بعدها الي بيت أمي ـ واستمرت الحياة هادئة علي السطح لفترة من الوقت الي أن وقعت مشادة جديدة بينه وبين والدتي صفعته خلالها بقوة, فما كان منه إلا أن نظر إليها بغضب صامت, ثم تركها ودخل غرفته واغلق الباب عليه, وجاءت اختي الصغري المتزوجة لزيارة أمها بالمصادفة, وعلمت منها بما حدث وبأنه في غرفته المغلقة منذ اكثر من ساعتين دون ان تقترب منه او تحاول مصالحته, فدخلت عليه لتخفف عنه بكلمة طيبة فإذا بها تجده راقدا علي الفراش مصفر الوجه ويسيل منه العرق ويتقيأ وبجواره عدة أشرطة فارغة من الإسبرين, فصرختواتصلت بالإسعاف ونقلته للمستشفي وكل ذلك وأمي جالسة في مقعدها أمام التليفزيون ترفض التأثر بمثل هذا التهويش الفارغ! وهرولت أنا الي المستشفي فوجدته في حالة إعياء شديدة بعد إجراء غسيل المعدة له وما أن رآني حتي انفجر في البكاء وعاتبني عتابا مرا علي تركي له لرحمة والدتي القاسية.. ومزق قلبي وهو يسألني وهو يبكي عن ذنبه الذي ارتكبه لكي يحرم من أمه.. ومن ابيه.. ويمنع من دخول بيت أمه, ولا يجد الراحة في بيت أبيه وبيت جده مع أنه لا يغضب ربه ويصلي ويصوم ويعامل الجميع بحب واحترام ولا يرتكب اي خطأ ويذاكر وينجح كل سنة ويحبه أساتذته وزملاؤه.. فهطلت دموعي بغزارة وقبلت يده ورأسه وقدمه وغسلتها بدموعي.. واستعطفته أن يسامحني علي تقصيري في حقه فوجدته يقول لي متألما وماذنبك انت يا أمي وأنت غلبانة مثلي ومغلوبة علي أمرك.. وانفجر بركان الغضب في قلبي وأقسمت له أنني لن أدعه لرحمة أحد غيري بعد الآن ولو أدي الأمر لطلاقي من زوجي وأمضيت الليلة معه في المستشفي, وغادره إلي بيت أبيه الذي جاء لرؤيته وأصرعلي ان يصطحبه معه لقضاء فترة النقاهة عنده ووعده بألا يشعر بأي غربة في بيته ورجعت أنا الي بيتي وقد انشرخ شيء داخلي ولم يعد قابلا للإصلاح استعيد صورته وهو يبكي ويسألني عما جناه لكي تقسو عليه أمي ويحرم من دخول بيتي ويعامل كضيف غير مرغوب فيه في بيت أبيه.. فينفجر بركان الغضب في نفسي وأجدني غير قادرة علي النظر في وجه زوجي, الذي حرم علي ابني دخول بيتي وغير قادرة علي مودة امي او سماع كلمة واحدة منها دفاعا عن نفسها.. إن ابني هذا فتي طيب ومنكسر الخاطر وحنون ويخشي ربه ويمنعه دينه وحياؤه من ان يرد علي امي ايه إساءة لكنه فقط لا يتقبل سيطرة أمي الكاملة علي كل شيء في حياته وأوامرها ونواهيها التي لا تنتهي كما كنا نتقبلها نحن, وهي لا تريد ان تفهم أن لكل جيل طباعه وشخصيته المختلفة وان الاستكانة التامة والخنوع الكامل لسلطة ربة الدار ليسا من طبائع هذا الجيل, وقد حدثت زوجي عن حق ابني في زيارتي وقضاء اي فترة يرغبها معي, وعن حق ابنته كذلك في زيارته في بيته وقضاء بعض الوقت معنا, لكي يتقارب الأبنان ويتبادلا المودة والرحمة.. لكنه مازال علي موقفه ويري استمرار الحال علي ما هو عليه تجنبا كما يقول للمتاعب.. ويحاول إقناعي بأنه فعل ذلك لأنه يحبني وبأن هذه الأزمة سوف تمضي الي حال سبيلها كما مضت غيرها من قبل, ومن الأفضل ألا نغير من نظام حياتنا وأنا يا سيدي لم اعد أطيق هذا المنطق.. وقد افتقدت صفاء المشاعر تجاه زوجي واخشي اذا استمر علي موقفه هذا ان نصل معا الي نقطة اللا عودة والانفصال والعودة الي جحيم بيت أمي مع ابني وطفلي الصغيرين من زوجي الحالي.. ولقد اقترب شهر رمضان من نهايته وسيرجع ابني من بيت أبيه بعد عيد الفطر الي بيت جدته بعد ان سامحها علي ما فعلت به لكي يتفرغ لدراسته.. واريد ان اعرف اين الخطأ في موقفي وموقف زوجي من ابني هذا وكيف يمكن علاج الأخطاء قبل ان تسوء النتائج أكثر مما حدث؟. رد الاستاذ / عبد الوهاب مطاوع الخطأ واضح يا سيدتي ولا يحتاج إلي بيان, ويضاعف من أثره أنه خطأ اشتركت فيه عدة أطراف, وتركزت معظم نتائجه السلبية علي طرف أساسي هو هذا الفتي الحائر. ولست أريد أن أرجع للوراء طويلا لأتقصي بداية الخطأ في حق هذا الفتي الذي بدأ بإرهاق والدتك لأبيه وتعنتها معه حتي انتهي الأمر بانهيار زواجك منه وحرمان هذا الابن من حقه المشروع في حياة آمنة بين أبويه, وإنما سأركز حديثي هنا علي البداية المتأخرة للخطأ الأفدح في حقه, وهو اشتراط زوجك الحالي عليك مباعدة ابنك بعد الزواج منه وحرمانه من زيارتك في بيتك ولو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معك, وقبولك أنت هذا الشرط اللا إنساني بعد مقاومة يسيرة لا تخفف كثيرا من مسئوليتك عن الخطأ حتي ولو وضعنا في الاعتبار ضغوط والدتك عليك وضيقك بجحيم الحياة معها.. فالحق انه شرط بشع ومجاف للرحمة والعدل والدين, ولا يخفف من بشاعته تبرير زوجك له بأنه يشمل كذلك ابنته من زواجه الأول.. بل لعله يضاعف منه ذلك أن الله سبحانه وتعالي قد يسر عليكما فكان من الممكن ان ينشأ هذا الابن الذي لم يعترض أبوه علي استمرارحضانتك له بعد زواجك وتنشأ هذه الابنة كذلك بينكما.. فأعسرتما عليهما معا وبلا ذنب جنياه وباعدتما بينهما وبينكما, وكانت جنايتكما علي هذا الابن أفدح من جنايتكما علي تلك الابنة لأنه كان من حظها ان تنعم بالنشأة بين أحضان امها ورعاية زوج أم رحيم علي حين حرمتما الأبن الآخر من دفء أحضان أمه.. ورعاية الأب الشرعي له.. والأب البديل علي السواء وسلمتماه معا لرعاية الجدة التي قررت انت بحياتك جحيم قسوتها وتسلطها, وكل ذلك بدعوي ان يبدأ زوجك الحالي حياته معك بلا ذيول للماضي طلبا للسعادة والاستقرار! مع أن ذيول الماضي هذه هي نفسها حقيقة من حقائق حياتك وحياته ولا يمكن إنكارها وتجاهلها ولا أمل في السعادة والاستقرار الحقيقيين بغير الاعتراف بها والتعامل معها تعاملا عادلا ومحققا لمصالح الأطراف المختلفة. فإذا كنت قد قبلت بهذا الشرط المؤلم في البداية, وأنت تأملين في أعماقك ان تنجحي بعد حين في إقناع زوجك بالتنازل عنه.. واتصال الصلة بينك وبين ابنك وبينه وبين ابنته, فكيف عجزت طوال السنوات الماضية عن تحقيق هذا الهدف يا سيدتي.. ولماذا استكنت للأمر الواقع بلا مقاومة جادة!. لقد فرض عليك زوجك شرطا مخالفا للشرع والدين والإنسانية وهو ان تباعدي ابنك وتحرميه من زيارتك والاقتراب الوجداني من امه وأخويه وزوج والدته. وبرر لك زوجك ذلك بأنه يطلب السعادة لكما معا ـ فأي سعادة هذه التي لا تتحقق الا بمباعدة ثمرة القلب وإشعارها بالنبذ العاطفي والتجاهل؟ وكيف يمكن تبرير هذه القسوة المعنوي بالحب كما يحاول زوجك إقناعك بأنه مازال يتمسك بموقفه السابق لأنه يحبك ويريد لك السعادة بعد انتهاء هذه العاصفة الأخيرة!. إن الصوفية يقولون لنا إن المحبة هي موافقة المحبوب فيما أمر والانتهاء عما زجر أي موافقته فيما يحب ويرضي وكراهية ما يكره وينهي عنه ولاشك أنك تحبين أن يشعر ابنك بعطف أمه عليه ورعايتها له وحبها له, ولن يتحقق هذا الهدف اذا استمر تمسك زوجك بمباعدتك له.. وحرمانه من حق معايشتك ولو لفترات متقطعة في بيتك وتحت جناحك وبين أخويه, ولا بحرمانك أنت من إشعاره بوجودك في حياته بزيارتك المتكررة له حيث يقيم واتصالك اليومي به إذا تمسك زوجك بهذا الشرط البشع إلي ما لا نهاية, والمشكلة في النهاية ليست مستعصية علي الحل لو صدقت النية واتسع القلب لغير الأنانية والأثرة من جانب زوجك, وإذا كنت قد عجزت في السنوات السابقة عن حمل زوجك علي التنازل عن شرطه فإن ما حدث في الفترة الأخيرة يعد علامة فارقة في علاقتك بابنك هذا وفي حياته أيضا, وهي علامة تتطلب تغيير الاقتناعات المتحجرة لدي زوجك, والتعامل مع هذا الابن بروح جديدة.. فالفتي في أحرج سنوات العمر التي يتعرض فيها الفتية لتغيرات فسيولوجية ونفسية ودورات مزاجية تتراوح بين الانطلاق والانطواء واجترار الأفكار والأحزان فضلا عن تمردهم علي طريق التعامل معهم كأطفال صغار لا ينتظر منهم إلا السمع والطاعة لكل ما يؤمرون به علي طول الخط كما تفعل جدته في التعامل معه الآن متجاهلة طبيعة مرحلة المراهقة التي يمر بها ويتجاهلة أيضا طبيعته كولد التي تختلف عن طبيعة البنت الأقرب للاستكانة والقبول بمثل هذه المعاملة في تلك المرحلة. ولكل هذه الاعتبارات بأن ابنك اشد ما يكون الآن في حاجة نفسية ومعنوية إلي إشعاره بالجدارة والثقة في النفس والاعتزاز به وبوجوده في حياتكما وليس بالنبذ والمباعدة.. ولا يستطيع أحد أن يقوم بهذا الدور التربوي والمعنوي في حياته الآن أكثر من والدته الطبيعية وأبيه الشرعي, فإذا كان الابن راغبا عن الإقامة الدائمة في بيت أبيه, وكان زوجك راغبا عن انضمامه الي أسرته ولو قبل بذلك لأحسن إليك وإلي ابنيه منك والي هذا الفتي والي نفسه قبل الجميع فليس أقل من ان يسقط زوجك شرط التحريم البشع هذا عنه.. وان يتقبل وجوده في حياتك وحياة ابنيه, ويسمح لك بل يشجعك علي زيارته واستزارته في بيتك كلما استشعر الفتي حاجته إلي الدفء العائلي وحنان الأم وصلة الإخوة. ويكفي هذا الفتي ما تعرض له من قبل من نبذ وإبعاد منكما وسوء معاملة من جدته.. وهو الفتي الطيب الذي يخلو قلبه من المرارة والكراهية ويصفح بسهولة عمن أساء إليه ويلتمس لك العذر في مباعدتك له بأنك مغلوبة علي أمرك مثله!. ومثل هذا الفتي يستجيب سريعا لأي بادرة عطف أو حنان يبديها تجاهه من أبعدوه من قبل مثلك ومثل زوجك أو أساءوا معاملته كما فعلت جدته فقولي لزوجك كل ذلك يا سيدتي وذكرته بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق الذي أمرنا سبحانه وتعالي أن نصل أرحامنا ونرعي ثمرات قلوبنا ونحسن إليها ونرعي حدود الله فيها.., وذكريه أيضا بحديث رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه الذي يهدينا إلي ما فيه صلاح أمرنا فيقول لنا الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم. وليس من حسن الأدب للأبناء أن نشعرهم بالنبذ والإبعاد والتجاهل ولا أن يباعد أب كزوجك بين زوجته وابنته وبين ابنته الكبري من زواج سابق ولا بين زوجته وابنيه وبين ابن معذب لها من تجربة ماضية!. | |
الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010
العتاب المر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق