يرى باحثون أنه على الرغم من أن الكثير من مصاعب الحياة كالبطالة والفقر وصعوبة المعيشة هي من أكثر الأشياء خطراً على مسيرة الزواج، وكذلك على التفكير في الاقتران من قبل الجنسين، إلا أنهم اكتشفوا أن هناك ماهو أعمق أثراً في السلبية، وهو النظر لجوانب غير إيجابية مثل كون الزواج ليس مصيراً طبيعياً وحاجة فطرية للشباب أو أنَّ له الكثير من الآثار على جوانب كالصحة والحرية والرأي نحو الآخر وانتظار العكس أيضاً.
استطلاع أمريكي نشر مؤخراً جاء مؤكداً على أن الزواج داعم رئيسي لصحة الزوجين وخصوصاً الذكور، وأكثر تهدئة للنفسيات وخصوصاً للرجال، حيث أثبت أن العزاب أقل عمراً وسعادة من المتزوجين، فيما يعاني أكثر أولئك الذين انتهت شراكتهم بالطلاق أو الذين قضوا حياتهم بدون زواج.
وأكد الاستطلاع أيضاً أن الزواج في سن الثلاثين أو قبلها في منتصف العشرينات هو السن الأنسب للزواج وهو الأكثر فرصاً للبقاء وتجنب مخاطر الطلاق أو تشتت الأسرة.
أكثر صحة
وتطرق الاستطلاع الذي شمل الآلاف إلى حقيقة تبدو مختلفة وطريفة أحياناً، مثل كون الأصحاء أكثر تبكيراً في الزواج، وأكثر ابتعاداً عن الطلاق مقارنة بغيرهم، منتهياً إلى أن الأشخاص الذين يعيشون مع شركائهم يتمتعون بصحة أفضل من أولئك الذين يعيشون حياتهم في حرية يعتقدون أن الزواج سيحرمهم منها.
هذا، في الوقت الذي أكدت فيه دراسات تم تداول نتائجها بكثرة مؤخراً في المواقع الصحية الشهيرة أنه مع الأيام يثبت أن الزواج هو المصير الطبيعي للبشر، وأنه يمنح السعادة والصحة أيضاً، حيث تستدل التقارير الصحية المؤيدة لذلك بجوانب تثير عادة قلق الكثير حول الصحة ومخاطر الأمراض.
ومن ذلك ما ذكره باحثون يابانيون بأن الرجال الذين ظلوا عزاباً طيلة حياتهم كانوا يتعرضون أكثر بثلاث مرات للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية من الرجال المتزوجين.
كما افترض تقرير صادر من "دراسة فرمنغهام للذرية" أيضاً، أن الزواج مفيد للقلب حقاً، وذلك بعد تقييم العلماء لـ3682 من البالغين على مدى فترة استمرت 10 سنوات. وحتى بعد أخذ عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعين الاعتبار، مثل: تقدم العمر، دهون الجسم، التدخين، ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، ارتفاع الكولسترول، فقد ظهر أن معدلات الوفاة قلت لدى الرجال المتزوجين بنسبة 46% مقارنة بالرجال العزاب.
كما ربط بحث آخر بين أخطر الأمراض في العصر وهو السرطان وبين أن الزواج بمقدوره التأثير على نتائج المرض، مثبتاً أن حالات متقدمة من السرطان تظهر على الأشخاص غير المتزوجين عند إجراء أول تشخيص لهم، مقارنة بالمتزوجين. كما أن غير المتزوجين لا يلجأون إلى طلب العلاج على الأكثر، مقارنة بالمتزوجين، ولكن حتى بين أولئك الذين تلقوا العلاج من السرطان فإن الزواج ظل يرتبط بزيادة فترة البقاء. فقد كانت فترة البقاء أطول لدى المرضى الذين كانوا يتمتعون بحياة زوجية جيدة عند تشخيص السرطان فيهم، مقارنة بالأشخاص الذين كانوا منفصلين عن زوجاتهم في وقت التشخيص.
انتبه للمهنة
ولأن حديث الدراسات لا ينتهي لدرجة أن الكثير يطالب بأن لا يلتفت إليها، خصوصاً تلك التي تدعو للتأكد من مواصفات ومهن الشريك الآخر، مثل الافتراضات التي ظهرت في منتصف الثمانينات ورأت أن الرجال المتزوجين من زوجات متعلمات أكثر منهم كانوا يتوفون على الأكثر بسبب أمراض الشرايين التاجية مقارنة بالرجال المتزوجين من زوجات أقل تعليما منهم.
فيما جاءت أخرى في 2002 ترى أن ازدياد مؤهلات الزوجة التعليمية يقلل من خطر أمراض الشرايين التاجية ومن عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، السمنة، ارتفاع مستوى الكولسترول، التدخين، قلة ممارسة الرياضة.
وأفادت دراسة عام 2009 بأن الرجال المتزوجون من متعلمات أكثر منهم قد قلت لديهم أيضاً معدلات الوفيات مقارنة بالرجال المتزوجين من زوجات أقل تعليماً منهم.
وفي جانب آخر لا يقل أهمية، أكدت دراسة سويسرية صدرت من جامعة زيوريخ أن الأشهر القليلة قبل الزواج والعام الأول بعد الزواج هما من أفضل الأوقات في حياة الزوجين، بعدها يبدأ منحنى السعادة في الهبوط بشكل دائم. فيما ذكرت أخرى أجريت على 900 امرأة أمريكية أن الحب هو من أكثر الأشياء التي يمكن أن تصل بالزوجة إلى قمة السعادة، بينما يمثل الانتقال إلى مقر العمل أدنى مستوى لسعادة المرأة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق