تسعى دائماً نحو الكمال و لكنك لا تدركه, فلقد خلقت هذه الدنيا لكي تحاول فيها بالسعي و الكد و التعب لتصل إلى مراتب القداسة و الطهر و الكمال, و لكنها تأبى إلا أن تعيدك كل مرة إلى نقطة الصفر, محاولات يائسة لإدراك المستحيل و الخلاص من تسلط النفس الآخرين على العقل و القلب و الوجدان, البحث الدائم عن الحقيقة المفقودة في هذه الحياة هو منهج الباحثون عن النجاة.
تبحث عن حقيقة تحيط بك و لكنك لا تراها, لجهلٍ....ربما أو لعمى, فالذي تبحث عنه محيط بك و بمن حولك و هو القانون الأزلي منذ خلقت الحياة- الكل إلى فناء- فالموت هو النهاية الحتمية لرحلة طالت أم قصرت, ما سيتبقى منها إلا ذكرى عالقة – تمدحك أو تذمك- في أذهان من عاصروك , و أنت عالق بين هذه الدنيا و أرض الميعاد, ثم هناك ستنقلب كل الموازين إلا ميزان واحد, و تنتهي كل القوانين إلا قانون واحد, ستختفي الأحزان و الآلام و الأمراض, ستعود صحيحاً مهما عانيت من أمراض هنا, ستعود فتياً و لو عمرت مئات الأعوام, ستعود إليك فطرتك خالصة بلا شوائب أو ستائر من تلك التي يتفننون في صنعها كل يوم لتحجب الروح و تلهيها عن رسالتها و الهدف من خلقها, ستطرح هناك كل المسائل المعقدة للنقاش, ليس لإقرار الحقائق إنما لتحديد المسئوليات, فالميزان قد نصب, و كل الخلق قد جاءوا بأعمالهم لتوزن و هم يعلمون يقيناً أأحسنوا أم أساءوا, فما الدنيا إلا عام دراسي , و ما الكتاب إلا منهج الدرس, فعليك أن تتعلم و تدرس جيداً, فالكتاب واضح, و الأسئلة متوقعة و حلولها بين يديك, و لكن لشدة العجب يرسب الكثيرون عن علمك و يبذلون من أموالهم و صحتهم لقاء البعد و الرسوب آخر العام, أما الناجحون فهم الناجون , هم من أدركوا الحقيقة و هم من رضي ببيع نفسه و ما يملك لقاء الفوز بالقرب و التمتع مع الناجحين ممن سبقوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق