القاهرة - دار الإعلام العربية
"لو أخبروا مبارك أن الشعب المصري وقف بعضه فوق بعض حتى وصل إلى القمر لصدق، ولو أخبروه أن المصريين زرعوا الهواء ملوخية بالأرانب لصدق دون شك في قدرات شعبه.. لكن أن تدخل عبر شبابيك قصره أصوات الضجيج فيتساءل عن مصدرها فيقال له إنها أصوات الشعب الذي أتى إلى قصرك غاضبًا، فهذا هو المستحيل الذي رفض العقل الرئاسي تصديقه"!!
بهذه الكلمات دشن الكاتب أحمد الصباغ "كتاب مسيّل للدموع" الصادر عن دار المصري للنشر في 184 صفحة من القطع المتوسط، ولخص فيه ثورة المصريين في 3 دمعات.. دمعة سقطت رغماً عنهم بواسطة القنابل المسيّلة للدموع، ودمعة سقطت على شهداء مصر الذين قتلهم نظام مبارك ظلمًا وعدوانًا، والثالثة دمعة الانتصار لحظة سقوط الطاغية.
وأوضح الكاتب أن مبارك كان يصدق ما أوهمه به المقربون منه بأن شعبه يعشقه، وأن هذا الشعب لن يخرج أبدًا عن حدود الأدب.. ولن تتعدى أبدًا مطالبه "العلاوة يا ريس" التي ظلت طيلة ثلاثين عامًا أقصى أمنيات الشعب.
وأضاف: "لقد كذب النظام كذبة وصدقها، أوهم نفسه أن الشعب راضٍ، يهتف باسم الرئيس، ويسبح بحمده، صدق أن صمت الشعب خنوع، وأن استكانته موت، وأن استسلامه رضا، ولم يعرف أن صمته هو صمت الحليم على نظام أغرق العبارات والسفن، وأحرق القطارات، وأسقط الطائرات بإهماله وتسيبه واستخفافه بأرواح المصريين الكادحين".
وأشار إلى أن نظام مبارك كان عادلاً في إرهابه وظلمه للمسلمين والمسيحيين على السواء، فلم يفرق بين مسلم ومسيحي في البهدلة، فكان الجميع سواسية في القمع والهوان.
الظلم والحمق لا يفترقان
وعاد الكاتب إلى أوائل ديسمبر من العام الماضي، حينما قامت إحدى البلديات التونسية بمصادرة عربة الخضار التي يعمل عليها محمد البوعزيزي وتعرض للصفع من شرطية، وحينما لم يجد من يرد له حقه أشعل النار في جسده، وكان ذلك الشرارة التي أطلقت الثورة في تونس، ولم تتوقف حتى أعلن الخبر الذي أثلج صدور الشعب التونسي مساء يوم 14 يناير 2011 وهو فرار زين العابدين.. انتصر الشعب وهرب الطاغية.
وانتقلت الشرارة إلى مصر.. قالوا إن الوضع في مصر ليس مثل الوضع في تونس، وهذا ما قاله أيضًا من بعد القذافي وصالح وبشار، إلا أن الواقع يؤكد أن النتائج ستتشابه كثيرًا.
أضاف: "لم يستوعب النظام في مصر درس تونس، أوهمه غروره أنه ليس بضعف نظيره، وهذا أيضًا ما ظنه قادة دول أخرى، لم تستوعب أن القبضة الأمنية وقطع الإنترنت وشبكات المحمول لا يزيد الشعب إلا إصرارًا، ولو كان الطاغية المصري أطل برأسه قبل 25 يناير وقدم إصلاحات حقيقية لاختلفت الأمور، لكن الظلم والحمق لا يفترقان".
خطاب مبارك بعد فشل الثورة
وتخيل الكاتب خطابًا لمبارك في حال فشل الثورة، وفيه يقول على لسان الرئيس: "أيها الإخوة المواطنون.. لقد مررنا بظروف عصيبة على مدار الأيام القليلة الماضية، حاولت فيها قوى سوداء تضمر لمصرنا السوء وتحيك المؤامرات أن تسقط الشرعية، وتخرب الممتلكات العامة.
وقد كانت تعليماتي للحكومة تشدد على إتاحة فرص التعبير لكل المواطنين، لكن محاولات البعض استغلال مناخنا الديمقراطي في التخريب والتدمير دفعتني أن أصدر أوامري للحكومة بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة والشرطة والجمهورية بالتعامل بكل حزم وشدة مع الخارجين على القانون".
ومضى في الخطاب التخيلي لمبارك قائلا: "لقد شاهدنا سويًا في ميدان التحرير وجوهًا مندسة تهدد أمن الوطن مقابل حفنة من المال ووجبات "الكنتاكي".. أيها الإخوة المواطنون، الكل يعرف من أنا.. أنا الذي حاربت وقاتلت وقُتلتُ.. أقف الآن بين يديكم وورائي تاريخ في خدمة البلاد مواطنًا وعسكريًا وقائدًا ورئيسًا.. وهذا يفرض عليَّ الضرب على أيدي المخربين من شباب التحرير الذين ثبت لنا جميعًا ولاؤهم إلى قوى صهيونية إيرانية قطرية ماسونية".
وختم خطاب الرئيس المنتصر قائلا.. "الأخوة والأخوات.. كنت انتويت عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنني في ظل الضغط المتزايد، وخوفًا على استقرار الوطن تراجعت عن قرار عدم الترشح؛ لأظل رئيسًا حتى آخر نفس يتردد في صدوركم".
نصائح ثورية إلى البلاد العربية
أخيرًا وجه المؤلف عددًا من النصائح لشباب الدول العربية المعرضة للثورة منها:
* سيقولون لكم إن بلادكم ليست مصر، كما قالوا لنا إن مصر ليست تونس.
* سيقولون لكم إن رئيسكم ليس حسني مبارك، كما سبق أن قالوا إن حسني مبارك ليس زين العابدين بن علي.. ومن يقول لكم ذلك أفهموه أنكم ستفعلون في رئيسكم أسوأ مما فُعل فيمن قبله.
المصدر: العربيه نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق