الاثنين، 17 ديسمبر 2012

جثة لص عمرها 2350 سنة

مومياء عجيبة و اعجب ما بها هي تلك الملامح الهادئة التي قاومت الطبيعة لمدة 2350 عام , هل هي جثة لص تم شنقه و القائه في منجم الفحم ام جثة رجل غني تم التضحية به في طقوس دينية قديمة ؟ أقرأ عن الجثة التي تحدت الزمن لألفي عام.
هل تصدق ان هذه الجثة لرجل مات قبل 2350 عام


الى اليسار رأس المومياء كأنما مات بالأمس القريب و الى اليمين المومياء كما وجدت داخل منجم الفحم و تلاحظ الحبل الملتف حول عنق الجثة.

تولند مان (Tollund Man) هي مومياء طبيعية تم اكتشافها في احد مناجم الفحم في الدنمارك عام 1950 , و تعود المومياء الى القرن الرابع قبل الميلاد او ما يطلق عليه العصر الحديدي في اوربا , ان اهم ما يميز هذه المومياء هو وجهها حتى ان من يراها يظن ان صاحب الجثة قد توفى حديثا.

في عام 1950 , في مدينة تولند الدنماركية , كان هناك شقيقان يستخرجان الفحم من احد المناجم , و بينما كانا يحفران ظهر لهم من بين طبقات الفحم المتكسرة , وجه رجل , و قد ظنا انه وجه جثة القاها شخص ما في المنجم فسارعا الى التصال بالشرطة التي سارعت بالقدوم الى المنجم.

كانت الجثة مدفونة على عمق 50 مترا , متخذة وضع القرفصاء على طبقة خفيفة من الطحالب , كان هناك قبعة جلدية مخروطية الشكل على رأس الجثة , و بأستثناء هذه القبعة كانت الجثة عارية , و كان شعر الرأس قصيرا و الذقن محلوقة بصورة جيدة بأستثناء بعض الشعر الناعم و الذي يدل على ان صاحب الجثة لم يحلق ذقنه في اليوم السابق لمماته. و كان هناك حبل جلدي يلتف بأحكام حول عنقه و يتدلى على كتفه و يمتد الى الارض بجوار الجثة.

قام العلماء بتحليل عينات من الشعر , و كم كانت دهشتهم كبيرة عندما اكتشفوا ان الجثة تعود الى عام 350 قبل الميلاد تقريبا , حيث ساعدت احماض التربة و الفحم و قلة الاوكسجين على تحنيط الجثة بشكل طبيعي.

و بتحليل الجثة بواسطة اشعة اكس , فقد ظهر ان الجمجمة بحالة سليمة و كذلك بقية الاعضاء كالقلب و الرئة , و تم تشخيص الجثة على انها لرجل تجاوز العشرين من العمر و ذلك لوجود اسنان العقل في فكيه , و على الاغلب كان هذا الشخص ( طبقا لمشخصات الوجه ) في حوالي الاربعين من العمر و بطول 161 سم.

تحليل محتويات المعدة اظهر ان اخر وجبة تناولها هذا الشخص قبل موته كانت عبارة عن نوع من الحساء يتكون من الخضروات و البذور , و يبدو انه تناول هذه الوجبة قبل 12 – 24 ساعة من موته مما يدل انه قضى اليوم الاخير من حياته بدون ان يتناول اي طعام.

العلماء يضعون نضريتين حول موت هذا الرجل (نظرا لوجود الحبل الملفوف حول عنقه ) فالبعض يعتقد بأنه رجل غني تم التضحية به خلال بعض الطقوس الدينية او الجنائزية التي كانت منتشرة في الدول الاسكندنافية قديما ( راجع رحلة ابن فضلان حول هذه الطقوس ) , بينما يعتقد البعض الاخر ان الجثة ببساطة تعود الى احد المجرمين او اللصوص الذين تم شنقه و القيت جثته في منجم الفحم.

هذه المومياء محفوظة الان في متحف (Silkeborg Museum) في الدنمارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق