السبت، 25 سبتمبر 2010

مريض السكر ومعاناته مع الضعف الجنسي


الضعف الجنسي خطر يطارد الرجال، والرجال يحاولون الهرب منه أو تجاهله والحفاظ على صحتهم الجنسية، لكن مريض السكر لا يستطيع أن يتجاهل الضعف الجنسي، وذلك لأن حوالي 75 في المائة من مرضى السكر يعانون من عدم القدرة على الحصول على الانتصاب، وإذا حدث انتصاب لا يمكنهم الاحتفاظ به لحين إتمام العملية الجنسية.

ولكن هل معنى هذا أن الإصابة بمرض السكر تقضي على قدرتك على الاستمتاع بحياتك الجنسية؟. يؤكد العلماء أن هذا غير صحيح، حيث يمكن لمرضى السكر الاحتفاظ بقواهم الجنسية ،وممارسة حياتهم بصورة طبيعية بشرط الحفاظ على مستوى السكر في الدم.

كيف يعرف المريض أنه يعاني من الضعف الجنسي

إذا عدت في أحد الأيام إلى منزلك، ووجدت زوجتك راغبة في اللقاء الجنسي، وكانت لديك نفس الرغبة، ثم فوجئت بعدم قدرة قضيبك على الانتصاب، فلا تقلق، لأنه من الطبيعي أن يعجز الرجل أحيانا عن الانتصاب مرات قليلة متباعدة، ولكن لو حدث هذا بصفة دائمة،وتكرر كثيرا، فهذا يعني أنك تعاني من الضعف الجنسي، ويجب عليك البحث عن علاج.

كما أن حدوث انتصاب جزئي وغير كامل، بحيث يعجز المريض عن اختراق العضو التناسلي للأنثى فهذا أيضا مؤشر لوجود ضعف جنسي.كذلك من علامات وجود الضعف الجنسي لدى مريض السكر، هو قدرته أحيانا على تحقيق انتصاب كامل، ولكن هذا الانتصاب لا يستمر مدة كافية للحصول على علاقة جنسية كاملة إذ سرعان ما يرتخي القضيب.

كيف يؤثر مرض السكر على الصحة الجنسية للرجل؟

في البدء يجب العلم أن عملية الانتصاب تحتاج لتضافر أجهزة عديدة في الجسم، فالعقل يبدأ الشرارة الأولى، وبعدها تشعر الأعصاب باللذة، ثم تحمل الشرايين الدماء لتضخها في العضو الذكري، لتحدث عملية الانتصاب.

ولكن للأسف مريض السكر الذي لا ينظم مستوى السكر في الدم، ويستمر عدم التنظيم لفترة طويلة، يعاني من بعض المتاعب في الأعصاب والشرايين التي تغذي القضيب، فتظل الرغبة موجودة في المخ، ولكن بسبب عدم كفاءة الأعصاب والشرايين لا يمكن ترجمة تلك الرغبة إلى فعل .

وفقدان القوى الجنسية لمريض السكر لا يحدث بين عشية وضحاها، بل يحتاج الأمر لسنوات طويلة ليلاحظ مرضى السكر وجود مشاكل في الانتصاب، كما أن مريض السكر الأقل من 30 عاما نادرا ما يعاني من الضعف الجنسي .

ولكن كيف يمكن معرفة أن سكر الدم تحت السيطرة؟، أو أن هناك خللا فيه، حتى لا يفاجأ المريض بمضاعفات السكر؟، لحسن الحظ يوجد في معامل التحليل نوع من التحليلات يطلق عليه A1C وهو ما يطلق عليه سكر الهيموجلوبين، ويتم فيه أخذ عينة من الدم عدة مرات على مدار شهرين أو ثلاثة، ثم ملاحظة متوسط النتيجة فإذا كانت النتيجة أقل من 7 في المائة، فهذا يعني أن السكر تحت السيطرة، أما إذا كان أكبر من ذلك فهذا يعني وجد مشاكل في تنظيم السكر ، ووجود تلف في الأعصاب مما يعرض المريض للضعف الجنسي .

وعلى عكس ما يعتقد الكثيرين من أن لأدوية السكر أو الأنسولين تأثير سلبي على الصحة الجنسية للرجل، يؤكد د.كينيث سنو أستاذ الطب الجنسي وأمراض السكر في جامعة بوسطن أن هذا الكلام غير صحيح، ولكن العكس هو الذي يحدث، حيث تحافظ تلك الأدوية على مستوى السكر في الدم فتمنع حدوث تلف للأعصاب والشرايين، مما يحفظ للرجل صحته الجنسية ويتيح له الاستمتاع بها مدى الحياة.

هل هناك مشكلات جنسية أخرى يسببها مرض السكر؟

بعض المصابين بمرض السكر يصابون بما يطلق عليه القذف المرتجع، وفيه يمارس الرجل حياته الجنسية بصورة طبيعية، ويحدث الانتصاب و الاستمتاع الجنسي، ولكن بدلا من أن يقذف الرجل إلى الخارج يتم رجوع المني إلى المثانة، وبالرغم من أن هذه الحالة لا تؤثر على الاستمتاع الجنسي، ولكن الرجال الذين يرغبون في إنجاب أطفال يكونون في حاجه لمساعدة طبية .



كيف يتم علاج مريض السكر الذي يعاني من الضعف الجنسي؟

يقول الدكتور كينيث "إذا كنت مريضا بالسكر، وتعاني من الضعف الجنسي ،فلا تتألم في صمت، لأن مشكلتك لها علاج ولأنك لست الوحيد الذي تعاني من هذا الأمر، فهناك ملايين من مرضى السكر في العالم كله لديهم تلك المشكلة، لذلك يجب أن تتوجه فورا لطبيبك ،وتتلقى العلاج اللازم"

ويؤكد د. كينيث أن علاج الضعف الجنسي لدى مريض السكر يكون ميسورا، ولكن في حالات ما يكون فقدان القدرة الجنسية قد وصل إلى مرحلة متقدمة، ومع ذلك يجب عليهم أن يذهبوا إلى الطبيب ليتأكدوا هل فقد القدرة الجنسية بسبب السكر، أم أن هناك أمراض أخرى خفية؟

وللتخلص من الضعف الجنسي الناتج عن مرض السكر يجب أن ننظر لجذور المشكلة، ويجب أن نعلم أنه لو تم تنظيم مستوى السكر في الدم، وحافظنا على معدل هيموجلوبين السكر A1C أقل من 8، يشفى مريض السكر تلقائيا من الضعف الجنسي، أما لو استمرت نسبة السكر في الهيموجلوبين أكبر من 10، فمهما استخدمنا من علاجات وأدوية لن نستطيع استرجاع القوة الجنسية لمريض السكر.

ويمكن مساعدة مريض السكر في التخلص من الضعف الجنسي باستخدام أدوية مساعدة، وعلى سبيل المثال يمكنه تناول أدوية تعمل على تنشيط مرور الدم في العضو الذكري، ولكن للأسف هذه الأدوية لا تنجح في حالة التلف الكامل لأعصاب القضيب .

هناك ثلاثة أدوية وافقت عليها منظمة الصحة والأغذية العالمية، يمكن استخدامها للمساعدة في علاج الضعف الجنسي عن طريق تحسين تدفق الدم في القضيب، وهذه الأدوية هي سيلدينافيل"الفياجرا" وتلدافيل "السياليس " ، وفاردنافيل " ليفيترا " ، وهذه الأدوية الثلاثة تتفق في التأثير ولكن توجد بينها اختلافات في الجرعة، وفترة التأثير والآثار الجانبية المحتملة نتيجة لاستخدامها.

لكن طبقا لمايو كلينيك، ينصح بعدم أخذ هذه الأدوية إن كنت تتناول أدوية النيترات لعلاج الذبحة، أو أدوية تعمل على تقليل لزوجة الدم، وبعض الأدوية المضادة لمستقبلات ألفا، كما لا ينصح باستخدامها إذا كنت تعاني من ارتفاع أو انخفاض شديد في ضغط الدم، أو كنت تشكو من أمراض القلب.

إذا لم تنجح الأدوية السابقة في علاج الضعف الجنسي لمريض السكر يمكنه استخدام أدوية علاجات أخرى منها: الحقن بالبروستاديل وهو يعمل على تحقيق الانتصاب في مده تتراوح بين 8 إلى 10 دقائق أو يمكن استخدام الحقن الذاتي بالبابافرين .
ويمكن علاج الضعف الجنس أيضا باستخدام مضخة مفرغة، وهي تعمل على جذب الدم إلى القضيب، ويمكن استخدام حلقة توضع حول القضيب لتحافظ على الانتصاب، وتضمن وجوده في الفترة اللازمة لإتمام العملية الجنسية.

أما إذا لم تنجح كل تلك العلاجات، يتم إجراء عمليات زرع للقضيب، وهذه العمليات أصبحت فعالة وناجحة جدا ،وتم التغلب على المشاكل الميكانيكية التي كانت تواجهها ،وكذلك تمت السيطرة على الإصابات البكتيرية التي كان يتعرض لها من يجري هذا العملية .

ملاحظات هامة لمريض السكر الذي يعاني من الضعف الجنسي:
** تناول المشروبات الكحولية، خاصة إذا كنت تتناولها بكميات كبيرة تؤدي إلى تأثيرات سلبية على قدرتك الجنسية، وتكون أحد المسببات لضعف الانتصاب.

** إذا كنت حريصا على صحتك الجنسية، يجب أن تتوقف أو تقلل من التدخين، حيث أثبتت الدراسات أن للتدخين تأثير ضار على الأوعية الدموية للقضيب، حيث أنه يعمل على تلفها .

**كثير من الأدوية تتسبب في الضعف الجنسي، وعلى سبيل المثال الأدوية التي تعالج الاكتئاب، وأدوية القرحة، والأدوية التي تعالج الضغط،، لذلك يجب سؤال الطبيب إذا كان أي من الأدوية التي يصفها لك يسبب الضعف الجنسي، حتى يقوم بتغييره بدواء آخر لا يكون له هذا التأثير، ولكن لا تقوم بتغيير الأدوية دون استشارة طبيبك المعالج.

**يجب عليك أن تعي أن القدرات الجنسية تقل مع التقدم في العمر، ولكنها يمكن أن تستمر في أي سن، لكن كلما تقدمت في العمر تقل صلابة الانتصاب واستمراره يصبح لفترات زمنية أقل مما كان عليه أيام الشباب والفتوة، فيجب عليك ألا تنزعج لأن هذا أمر طبيعي، لا يعوقك عن الاستمتاع بحياتك الجنسية طوال العمر بشرط التواصل الجيد مع زوجتك والمتابعة مع طبيبك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق