الأحد، 2 مايو 2010

يد الله

نأتيكم بقصة جديدة من بريد الجمعة المليئة بالخبرات الحياتية لمن لديه مشكلة او لعلها تفيد من يقرأها من زوار المدونة الكرام
تمنياتي لكم بقرأة ممتعة
واستفادة

يد الله

سيدي أنا شاب عمري 32 عاما, اعمل بفرع شركة أجنبية في مصر..دخلي والحمد كبير وانتمي الى أسرة طيبة ..نشأت في أجواء دينية,لذا لم انجرف يوماً مثل زملائي نحو المغامرة أو الخطأ..فكنت أراعى الله في كل تصرفاتي,ان لم أكن أراه فهو يراني
أخذتني دراستي وحياتي العملية من الدخول في أي علاقة عاطفية..فالفتاة التي أحبها هي التي سأتزوجها..فاختزنت مشاعري لتلك المجهولة حتى أطلت عليّ
" فاظفر بذات الدين تربت يداك "
كان هذا هو منهجي في البحث عن شريكة حياتي..لذا لم أصدق نفسي حين التقيتها..فتاة محترمة جميلة من أسرة ثرية طيبة, وقبل وبعد كل ذلك على خلق ودين
تلاقت العيون والأحلام, فسألت عنها واطمأن قلبي..فلم أتردد لحظة,اصطحبت والدي وذهبنا لزيارة أسرتها

*******
لقد أحسست يا سيدي بأن الله سبحانه وتعالى قد رضي عني,لم أكن احلم بكل هذه المزايا..لقد فتح الله قلوبهم لي,والدها يعرض عليّ شقة في عمارته,فأشكره على كرمه مؤكداً له بأن كل طلباتهم مجابة بإذن الله,أو مثل هذا النسب لا يستحق التكريم؟
لن أطيل عليك,, تمت الخطبة بأسرع ما يمكن, عام كامل من السعادة يؤكد لي حسن اختياري..كل ما ظننته وجدته,أصبح لي والدان وأمان وحبيبة..أعددنا شقة الزوجية ونحن نرسم أيامنا القادمة في كل ركن بها,وكنا نحطم الزمن حتى نعجّل بالزفاف
لم يبق على موعد السعادة إلا أسبوع واحد..وبينما أنا غارق في أحلامي استيقظت على الكابوس الذي حطّم روحي وسرق ثقتي من نفسي وفي كل ما آمنت به

*******
كنت عائداً من عملي لموعد مع خطيبتي,وكان اتفاقنا أن أحادثها هاتفياً ,ولكنني اكتشفت ان هاتفي المحمول مغلق بعد أن نفذت بطاريته بجوار كابينة هاتف في الطريق ركنت سيارتي..وفي يدي كارت الاتصال..ألو يا حبيبتي
هكذا قلت, ففوجئت بصوت خطيبتي يسأل: من يتحدث.. ضحكت وقلت لنفسي: لم تتعرف على صوتي..فواصلت على سبيل المزاح : أنا "....." وقلت لها أول اسم طرأ على بالي
فوجئت بها تصرخ في الهاتف: معقولة أنت؟ متى جئت من السفر؟
هنا بدأت أتوقف قلبي يرتجف وأحسست بأني مقدم على شيء مخيف.. حرصت على تغيير نبرة صوتي وجاريتها في الكلام
تعتقد ماذا اكتشفت يا سيدي؟
خطيبتي..حبيبتي, كانت على علاقة مع شاب يحمل هذا الاسم, تركها غاضباً وسافر الى الخارج..في المكالمة أخبرتني أنا - ويا لسخرية القدر - أنها لم ترتبط حتى الآن لأنها لم تنسه يوماً..وليت الأمر وقف عند قصة حب سابقة أو كامنة, لا..خطيبتي التي اخترتنا من وسط كل بنات الدنيا كانت على علاقة كاملة مع هذا الشاب.. قالت لي بكل الحب في الهاتف معتقدة انني حبيبها القديم: هل تذكر كم مرة التقينا في شقتك؟..وبالطبع تعللت بالنسيان, فأجابتني: سبع مرات, أتذكرها كل يوم, وأتذكر لمساتك وهمساتك و
....

*******
لم ينته الأمر عند ذلك يا سيدي.. كدت افقد وعيي وسيطرتي على نفسي عندما اكتشفتُ أيضا ان لم يكن الوحيد وأنها اعترفت له بعلاقاتها السابقة التي سلمت بها نفسها الى آخرين ولكنهم خدعوها باسم الحب وكانوا أنذالا
إلى هنــا لم يعد في مقدرتي أن أواصل..أنهيت المكالمة ,وأنا غير مصدق لما حدث..هل أنا ساذج الى هذا الحد؟..لماذا قبلت خطبتي وهي تحب آخر؟..هل تصدق أنها لم تسمح لي حتى الآن بتقبيلها؟ كل هذا تمثيـل؟ كل الناس مخدوعة فيها..كل الناس لا تفهم عجزت عن التفكير..وهمت على وجهي لا أعرف ماذا أفعل وإلى أين أسير؟
لن أحكي لك كيف فكرت, ولكني اتخذت قراري
لم أخبر أحداً من أهلي بما حدث هرباً من كلمات الشفقة أو المواساة, ولم أخبرها, وأشفقت على أهلها الطيبين من معرفة حقيقة ابنتهم, تحمّلت اتهامي بالخسة والنذالة, وأبلغت الجميع دون إبداء الأسباب قراري بعدم إتمام الزواج
لم يهمني كثيراً ما دار ويدور حولي وحول سر قراري, ولكن الذي همني ويهمني ولا أجد له إجابة : لماذا فعل الله بي ذلك؟..اتبعتُ ما أمر به, واجتنبتُ ما نهى عنه,ورضخت لحديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وبحثت عن ذات الدين, وكانت هذه هي النتيجة..أهذا جزاؤه؟

هل تعتقد يا سيدي أنني يمكنني الثقة في أي فتاة أخرى؟ وأنني سأفكر في الزواج مرة أخرى؟

لا أعتقد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق