كنت كالأطفال أحب اللعب, و سماع حكايات جدتي -التي لم تكن تمل أبدا من تكرار الحكايات- نجلس جميعاً حولها ننصت بشغفٍ لما تقوله, نلتهم ما تصبه في قلوبنا من حكمة و عبره, لم نمل و لم تمل هي من الإلحاح على عقولنا و قلوبنا الصغيرة المتشوقة للجديد دائماً, و كان اليوم الذي علمت فيه بمرضها, جلست إلى جوارها أراقب أنفاسها التي كانت تخبو شيئاً فشيئا, و دقات قلبي تتسارع شيئاً فشيئا, فتحت عيناها للحظة فرأيت بريقاً لم أعهده من قبل و ابتسامة لم أدرك معناها, دارت حكاياتها في رأسي في لحظة و نطق لساني بلا إرادة مني: لا تتركيني, و لكنها لم تكن تملك أن تفعل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق