جمحت أحصنة العقل في أرجاء روحي تبحث عن مرابطها, تاه المرعى من حوافرها, ازداد لأيها, حاورت سائسها الذي أفلت منه ألجمتها, زاد شقاؤه وأعيته الحيل في استعادتها, عادت أيام الخور والاستكانة لكل مزعة لحم في أجسادها, تنازعتها كل الاتجاهات فضلت وجهتها, فآثرت التوقف المشوب بالخيبة والترقب, هل أجهدها الجموح؛ أم خارت قوى الأمل المكلل بالأهداف الغائبة عن خيالها, تجمدت, تسمرت حوافرها في رمال صحراء جرداء كأنها أوتاد غرست فيها, أجهدها الحر و غرقت في عرقها حتى أصبح غديرا رقراقاً حولها, رأت صورتها على صفحة مائه فلم تعرفها, غابت الشمس عن الغدير فجف العرق و لم يجف الغدير, أشرقت شمس أخرى فتحول الغدير جنة خضراء وارفة الظلال, وأبصرت في تلك الشمس مربطها, فانطلقت محمومة إليه لتأوي إلى حظيرتها التي غابت عنها كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق