طريق ٌ يمتد من بؤرة الكون إلى قلب حبيبتي, نهرا يسيل من عين الحياة لترتوي جنتي, اخضرت عيون ٌ صفر ٌ لا جفون لها, علت السنابل فوق الرؤوس, والنداء الأزلي يعلو, يزلزل عروش الشر في النفوس, لا يزال النداء يسري بين البيوت, هبوا أيا موات القلوب من سكونكم, فاليوم يوم المعركة.
تمردت جنود الجبن على قادتها, واندحرت جحافلهم تجر الذيول, خرجت جنود الجبن تمزق سادتها, حملوا العار على الأعناق و الكهول.
بدأت المعركة.
تحاورت السيوف مع الرقاب و تنازعت الهمجية الحق في القلوب, شربوا الدماء, ولطخوا بها جبين الحياة, فاليوم يـُسقى الجبناء الذل كؤوسا, صنعوها من قلوبهم, و اتحدوا جميعا ً و تعاهدوا, لا فراق, فهم على عهد الذل أمناء, ولتطوى صفحة الشرفاء.
هاهو قلب الشر قد حشد الجيوش, فهل يعود خائبا؟
هل يموت فينا الصمود؟
أشعل ناراً من حجارة قلبه و استعذب سفك الدماء, تربى على ولائم الأشلاء....مزقها أجداده بالطغيان, تسامروا حول مائدة طرزوها بجماجم حمر يعلوها الفخار, طوقوا أعناقها بلهيب السعار, و هاهي الدائرة تدور, ضموا إلى مملكة الشر ضمائر و حصون.
هاهو سفيههم يزعق في الأركان: نحن عاد ٌ الآخرة والمصير المحتوم, فهل تطوى صفحة الشرفاء؟
وعلى الجبهة جندي أخضر, رقبته تطاول السماء, وأمامه على المدى سرير و ستار, أمه تنتحب و تناديه: أيا ولدي ذاب الكبد من طول الانتظار و عيون كالقلوب تنبض في الأحجار, تسكب الدمع متدافعا ً كالأنهار, والجندي على الجبهة وتد ٌ, لا ينهار.
لترتعب جيوش الشر وليصبها الذعر و البوار.
هيا اقترب فلقد فرت كل الأسوار, و الأرض أمامك براحا ً تعلن الأسرار, لا تبخل بنفسك و شمر ساعد الأبرار, فالأرض الحبلى قد وضعت آخر فصيل الأحرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق