اليوم الأول
لا أدري هل وجدتها أم وجدتني, لا أذكر كيف كان اللقاء, كل ما أتذكره أنني أعرفها جيداً, هذه الملامح أعرفها جيداً, كل خط و كل انحناءة في تفاصيل و جهها أعرفها, رأيتها, نعم هذه العيون أعرفها, مرت أمامي كنسيم حرك أوراق زهرة عمري, فتناثرت منها كل أدران الحياة, و جدتني أتساءل عن ماهية الزلازل, ماذا تفعل في القلوب و قد تعدت مقاييسها كل الحدود, رأيت أرض أحلامي تتشقق تحت وطأته, تخرج كنوزها و تنبت أزهاراً و أشجاراً خضراء, اذن هي القدر المحتوم, و خلاصي من الهموم.
اليوم أنا حزين, فلقد تعاهدنا على الفراق دون أن ترى قلبي, لحظة مجنونة من لحظات انفلات العقل من عقاله و الجموح نحو تحقيق أمل بعيد, حقه المنشود في الخلاص يكاد يتحطم على صخرة أغراض الآخرين, و الخوف هنا هو سيد الموقف و المهيمن عليه, رأيته بين سطور كلماتها, بين الأنفاس, بين الدموع, صراعٌ بين ما نريد و ما يريده الآخرون.
اليوم الثالث
بكيت كثيراً, و بكت كثيراً, قررنا أن نلتزم الصمت و أن تناجي الأنفاس بعضها, و تروي قصة حب وليد يختنق, آه....كم احترقت و أنا أنتظر, كم مرت الدقائق و الثواني ثقيلات كأنها تعود للخلف, سخرية و ملهاة كتبناها بأيدينا و اكتوينا بتمثيلها سوياً, لم نستطع أن نكمل القصة لآخرها, و كان حنيننا للتواصل مع المجهول أكبر من إصرارنا على تدمير الحب الذي بدأ يتخلل كل الشرايين و الأوردة حتى النخاع.
اليوم الرابع
عدنا على تخوف و أمل في مستحيل, أنا لا استطيع أن أتخيل الحياة بدونها, و هي تحاول كبح جماح نفسها خشية الاستسلام للمجهول, خشية أن تتكسر آمالها على صخرة تعلم جيداً حجمها و أبعادها و قوة صلابتها, و لكنها تعلم داخل نفسها أنها قد وجدت أخيراً من تبحث عنه, و كلما زاد حبي في قلبها كانت تقاوم لتفر بعيداً, و لكنه القدر....اعيتها الحيل كما اعيتني لننسى أننا التقينا, لنعود من هذه الرحلة سالمين, و لكن تأبى الأقدار إلا أن تقربنا أكثر فأكثر.
اليوم الخامس
لقد قررت أن أقتل هذا الأمل الذي بدأ يطل برأسه, فأنا لست أهلاً للأحلام, لست أهلاً لأن أكون إلا هذا الكيان المحطم, لا أستطيع أن أجعلها إلى جوار قلبي كحبيبة, و لا أستطيع أن أجعلها نديمة أفكاري.
و لتكن تلك النهاية لصفحة لم نكن نقصد أن نفتحها و لكنه القدر...