كان آخر ما تريده أن يلتفت بوجهه عنها إلى الناحية الأخرى و يرحل....
فلقد لعبا سويا, و عانقا السحاب سويا, و قطفا زهور الحب سويا
و الآن يمضي هكذا الى سبيله لا يلوي على شىء
تساءلت هل ضاع الحب؟...هل انقشعت سحابات الماضي برياح عاتية لا تستطيع صدها؟
ما الذي أطاح بحبها و بآمالهما معا؟ حبهما الذي تربى بينهما وليداً و كبر و ترعرع و ارتشف من نبع الهوى و الغرام حتى أصبح يافعاً, و اشتد ساعديه..قوياً يتحمل مرَّ الصعاب والمعارك التي خاضها مرارا و تكرارا.
هل قتل الحب في قلبيهما؟ أم ترى أين ذهب و ترك لهما هذا الغريب ليقتل ما تبقى من روحيهما؟
اسئلة و علامات استفهام تدور في رأسها لا تجد لها اجابة تريحها, بل تراها و قد تحولت إلى حبال و مشاتق تلتف حول عنقها لتقتلها
ثم تنبهت لحالها.... لملمت أوراقها المبعثرة في أركان حياتها....استعادت شريط الذكريات...رأت نقاط سوداء كثيرة تدور حول رأسها تلح عليها...تخنق أنفاسها..أنت الملامة...أنت الملامة ....نعم فأنت التي أمسكت بسكين صدئة و ذبحتي الوليد على مذبح حب النفس و الغيرة العمياء التي كانت تتخبط و تلقي كل ما كان أمامها....تندفع بعنف نحو قلبه تخترقه كالسهام التي انطلقت بسرعة الضوء حتى أحرقته بيديها و ظللت تحرقينه حتى استحال رمادا, و انت بيديك أودعته قبراً صنعته بيديك, فكيف تلومينه و الأوزار قد انعقدت حول عنقك, حبات من حجر ملتهب أشعلته بيديك, فكان الفراق المحتوم, ليس هناك غيره دواءً لعلّاته.
و كان آخر ما تتمنينه حقيقة تلمسينها بيديك و تراها عيناك
فهاهو الآن يلتفت عنك بوجهه و يمضي بعيدا إلى سبيله غير نادم على ما ترك وراء ظهره, فهناك في آخر الطريق يرى غيرك فاتحة ذراعاها تنتظر وصوله على أحر من الجمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق