نشرت الشمس أشعتها الذهبية على جنتي في صباح يوم عليل من أيام الربيع, انتفض قلبي يلملم أوراق عذاباته ليحرقها في بوتقة اليوم الجديد, أغلق أبوابه دون أيام متخمة بعيون عابسة, و قلوب حجرية, و أنفس اهتزت في نيران متأججة تلتهم كل ما يقابلها كما تسري النار في الهشيم, ترقص على أشلاءٍ أضناها طول العذاب, و الأمل في المستحيل الذي يضيء في الأفق للحظات ثم يختفي, كلما ازداد إيقاع الرقص على نغمات حزينة مهمومة تحمل أوزاراً على عاتقها, و تسير إلى ما لا نهاية, و أنفس أخرى عذبت نفسها بنفسها و احترقت على علم عندها تُظهر ما يريده الآخرون و تُبطن غير ذلك. أما هذا القلب الذي ينتفض بين أضلعي, هذا الحائر يريد أن يصفع أبواب اليأس في وجه ذلك العبوس الذي يلاحقه, يريد أن يصهر ما في القلوب من حديد أو صخر أو حقد أسودا, أراد أن يلبس ثياباً جديدة مرصعة بنجوم تتلألأ كأنها حبات الألماس, يدفئ روحه تحت الأشعة الذهبية التي سطعت من جديد, كان متلهفاً على زهرة برية تنبت في جنته التي زرعها و انتظر طويلا حتى ازدهرت أخيراً, و أيقن بعد طول انتظار أنه يزرع في أرض تنبت بعد الصبر-بالماء و الحب و كثير من العطاء- تنبت أزهار الحب في تلك الرياض التي تحتضن القلوب الجريحة الكسيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق