المقال الأول
لقد أهدانا الله أفضل الكلام بنزول القرآن الكريم وأهميته تكمن من أن الله تعالى جاء بالكثير من القصص عن الأمم السابقة في القرآن الكريم واتخذها الكثير من الكتاب وسيلة للتعبير وكما يقول والتر الن هي اكثر الأنواع الأدبية فعالية في عصرنا الحديث بالنسبة للوعي الأخلاقي ذلك لأنها تجذب القارئ لتدمجه في الحياة المثلى التي يتصورها الكاتب كما تدعوه ليضع خلائقه تحت الاختبار إلى جانب
أنها تهبنا من المعرفة ما لا يقدر على هبته أي نوع أدبي سواها وتبسط أمامنا الحياة في سعة وامتداد وعمق وتنوع ) حيث أن القرآن الكريم اهتم بالقصة اهتماما كبيرا وظهرت المعجزة بالتحدث عن الغيب وعن أخبار الأمم السابقة التي بادت وزالت
والقصة لغة :
جاءت من كلمة / قص / وهذه الكلمة اصلها اللغوي تدل على التتبع لامر ما ومنه قوله تعالى ( فارتدا على آثارهما قصصا ) ومنه القص : بمعنى ذكر الحوادث والوقائع السابقة لان القاص يتتبعها في الحديث .
يقول تعالى في سورة الكهف ( نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) ومن استعمال هذه المادة قوله تعالى على لسان يعقوب : ( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) .
تعريف القصة :
القصة كما عرفها الأدباء أن القصة حكاية تروي نثرا وجها من وجوه النشاط والحركة في حياة الإنسان وتقسم القصة إلى عدة أقسام فهناك القصة الواقعية والقصة التاريخية والسياسية والقصة الأسطورية
فالقصة في القرآن الكريم من نوع القصص الواقعية لان الله تعالى اخبرنا فيها ما حصل من أحداث واقعة جرت مع الأنبياء والرسل وغيرهم من الأمم السابقة مثل قصة ( آدم ويوسف وأهل الكهف وصالح ... الخ ) كما أن القصة في القرآن الكريم افضل القصص على الإطلاق واقواها من حيث البداية والنهاية والحدث والعقدة والحبكة والحل ودليل ذلك قوله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ( نحن نقص عليك احسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين ).
أهداف القصة في القرآن كما حددها الدكتور نور الدين عتر : الهدف الأكبر والأعظم هو إعجاز القرآن واثبات نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
بيان انتصار الأنبياء والصالحين وغيرهم من أهل الحق على أهل الضلالة والباطل وما حدث من أمور سابقة لتثبيت قلب النبي لكي يطمئن ومن معه من المؤمنين.
يقول الله تعالى ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) .
بث المعاني الدينية الواضحة وترسيخ قواعد الدين: وذلك لما في طبيعة القصص القرآنية من التشويق والإثارة وهذا ما جاء في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا احيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق