1- المذهب الكلاسيكي
إن الذي اخترع هذه الكلمة هو كاتب لاتيني من أهل جليوس ويدعى : أولوس أو : أولس جليس aulus gellius في القرن الثاني الميلادي ولقد كتب هذا الرجل كتابا صاغ فيه عبارتين إحداهما : scriptor classicus " كلاسي" أو " كلاسيكي " ، أي : كتابة وتقنين القوانين الأدبية من ثناياها.
الكلاسيكية هي فلسفة في الفن والحياة ، تؤكد أهمية الترتيب والتوازن والبساطة . وكان الأغريق القدماء هم أشهر وأول الكلاسيكيين ، وما لبث أن ابتدع الرومان والفرنسيون والانجليز حركاتهم الكلاسيكية الخاصة بهم والتي كان لكل منها مميزاتها الخاصة الفريدة ، وان كانت جميعا تعكس مثلا عامة مشتركة ، للفن والانسانية والعالم .
الكلاسيكية هي فلسفة في الفن والحياة ، تؤكد أهمية الترتيب والتوازن والبساطة . وكان الأغريق القدماء هم أشهر وأول الكلاسيكيين ، وما لبث أن ابتدع الرومان والفرنسيون والانجليز حركاتهم الكلاسيكية الخاصة بهم والتي كان لكل منها مميزاتها الخاصة الفريدة ، وان كانت جميعا تعكس مثلا عامة مشتركة ، للفن والانسانية والعالم .
إن أول من قام بتقنين المذهب الكلاسيكي في المسرحية ، وضبط قواعدها غير المكتوبة هو
أرسطو (384 - 322 ق.م ) وذلك في كتابة ( الشعر ) ، " لقد كان أرسطو يكتب كتابه هذا وبين يديه مآسي الثلاثة الكبار : إسخيلوس ، وسوفوكلس ، ويوربيبدز ، كما كان بين يديه أيضا ملاهي أرستوفانز وغيره من لدات عصره ، وكان هؤلاء جميعا قد ماتوا قبل أن يولد ارسطو " .
أرسطو (384 - 322 ق.م ) وذلك في كتابة ( الشعر ) ، " لقد كان أرسطو يكتب كتابه هذا وبين يديه مآسي الثلاثة الكبار : إسخيلوس ، وسوفوكلس ، ويوربيبدز ، كما كان بين يديه أيضا ملاهي أرستوفانز وغيره من لدات عصره ، وكان هؤلاء جميعا قد ماتوا قبل أن يولد ارسطو " .
مابعد ارسطو:
إن اليونانيين الإسكندريين الذين ورثوا علوم وأدب وثقافات أثينا وغيرها من المدن اليونانية ، كانت بطبيعة الحال تنقصهم ملكة الخلق التي كان يمتاز بها أهل اليونان الأصلية في القرن الخامس وجزء من القرن الرابع قبل الميلاد ، بهذا السبب اتجه الاسكندريون آلي أدب أولئك العباقرة اليونانيين يدرسونه ويقدسونه ، ويضعونه المثل الذي لا يصح التبديل فيه أو الخروج علية ، ويخيل إلينا أن أولئك العلماء الاسكندريين هم الذين أرسو قواعد المذهب الكلاسيكي وقعدوا قواعده ، والدليل على ذلك ما نجده في كتاب " مادية العلماء " أو ال Deipnosophistae، للمؤلف أيينايوس العالم اليوناني المصري ، وهو من أهالي نوكراتيس ( حوالي 230 ق.م ) .
موقف مفكري العرب :
لقد نسي الناس المسرح والمسرحية طوال العصور المظلمة وجزءا من العصور الوسطى ، وظل هذا الحال حتى دالت الدولة الرومانية ، وبعدها نهض مفكروا العرب فعرفوا وأجادوا كل شيء ما عدا المسرح ، والسبب في ذلك هو أن المسرح كان غريبا عليهم ، وقد نقلوا معظم فلسفة اليونانيين ولاسيما آراء ارسطو ومنها ما جاء في كتابه عن الشعر .
إن الذي ساعد في انحطاط المسرح في القرون الوسطى هو الترجمة الخاطئة لابن رشد عن ارسطو ، وكذلك حول المسرحيات من قطع أدبية ألفت للفعل والتمثيل في المسرح بواسطة شخصيات ومناظر إلى قطع إنشائية يقرؤها القارئون على الناس !
إن الذي ساعد في انحطاط المسرح في القرون الوسطى هو الترجمة الخاطئة لابن رشد عن ارسطو ، وكذلك حول المسرحيات من قطع أدبية ألفت للفعل والتمثيل في المسرح بواسطة شخصيات ومناظر إلى قطع إنشائية يقرؤها القارئون على الناس !
بعض سمات الكلاسيكية :
ان من سمات الكلاسيكية هو التأكيد على مبادىء العقل والتحليل ، بعكس الرومانسية التي تركز على الخيال والعواطف ، كما تسعى الكلاسيكية إلى ما هو صادق وجيد وجميل على مستوى شمولي ، أما الرومانسية فتسعى إلى كل ماهو استثنائي وغير تقليدي.
ان الكلاسيكيين يحاولون التقرب من الواقع من خلال تركيبات بسيطة ، حيث أنهم يدركون أن الواقع معقد ، فالكاتب المسرحي مثلا ، يركز على النواحي الأساسية بحيث أن المسرحية تتبع خطا واحدا في تقديم أحداثها التي يمكن لها أن تحدث في يوم واحد وفي مكان واحد أو في أماكن متقاربة .
أهم الأسس التي يقوم عليها المذهب الكلاسيكي هي :
1 .الوحدات الثلاث : وحدة العقل ثم وحدة الزمان ووحدة المكان ، وبالنسبة إلى وحدة المكان فلم تعرف الا حينما قال بها ف . ماجي V . Maggi سنة 1550.
2. عظامية الأشخاص المسرحية : معنى هذا أن اليونانيين والرومان القدماء كانوا يهتمون بأنْ تكون الشخصيات التي تقوم بصميم الموضوع من الآلهة أو أنصاف الآلهة أو الملوك والملكات ، والسبب في ذلك هو أن الملوك والملكات كانوا مصدر السلطات قديما ، لهذا كانوا يصلحون أن يقتدى بهم.
-3عظامية اللغة : يجب على الأشخاص المشاركين في المسرحية أن لا ينطقوا بألفاظ غير حسنة لا تتفق مع تلك الشخصية المهمة ، وكذلك يجب أن تكون المأساة ذات أسلوب واضح وفصيح يخاطب العقول قبل العواطف .
-4 وحدة المادة أو النغم : يجب في جو المأساة أن يخيم شبح الذعر والرأفة ، وإبعاد الأمور التي يبيحها الرومانسيون من أمور مضحكة بحجة التفريج عن أعصاب الجمهور من شدة الحزن والفزع ، لأنه في رأي الكلاسيكيين هناك أمور أخرى للتفريج عن أعصاب الجمهور مثل : الأناشيد والرقص والشعر الجميل …..إلخ .
-5 في رأي الكلاسيكيين يجب ألا تمثل مناظر القتل والعنف على المسرح ، وقد انتقدوا سوفوكلس على إظهار (أوديب) والدم يتدفق من عينيه.
هذه بعض من خلاصة آراء الكلاسيكيين منذ العصر اليوناني الى أوائل القرن السادس عشر.
ان الكلاسيكيين يحاولون التقرب من الواقع من خلال تركيبات بسيطة ، حيث أنهم يدركون أن الواقع معقد ، فالكاتب المسرحي مثلا ، يركز على النواحي الأساسية بحيث أن المسرحية تتبع خطا واحدا في تقديم أحداثها التي يمكن لها أن تحدث في يوم واحد وفي مكان واحد أو في أماكن متقاربة .
أهم الأسس التي يقوم عليها المذهب الكلاسيكي هي :
1 .الوحدات الثلاث : وحدة العقل ثم وحدة الزمان ووحدة المكان ، وبالنسبة إلى وحدة المكان فلم تعرف الا حينما قال بها ف . ماجي V . Maggi سنة 1550.
2. عظامية الأشخاص المسرحية : معنى هذا أن اليونانيين والرومان القدماء كانوا يهتمون بأنْ تكون الشخصيات التي تقوم بصميم الموضوع من الآلهة أو أنصاف الآلهة أو الملوك والملكات ، والسبب في ذلك هو أن الملوك والملكات كانوا مصدر السلطات قديما ، لهذا كانوا يصلحون أن يقتدى بهم.
-3عظامية اللغة : يجب على الأشخاص المشاركين في المسرحية أن لا ينطقوا بألفاظ غير حسنة لا تتفق مع تلك الشخصية المهمة ، وكذلك يجب أن تكون المأساة ذات أسلوب واضح وفصيح يخاطب العقول قبل العواطف .
-4 وحدة المادة أو النغم : يجب في جو المأساة أن يخيم شبح الذعر والرأفة ، وإبعاد الأمور التي يبيحها الرومانسيون من أمور مضحكة بحجة التفريج عن أعصاب الجمهور من شدة الحزن والفزع ، لأنه في رأي الكلاسيكيين هناك أمور أخرى للتفريج عن أعصاب الجمهور مثل : الأناشيد والرقص والشعر الجميل …..إلخ .
-5 في رأي الكلاسيكيين يجب ألا تمثل مناظر القتل والعنف على المسرح ، وقد انتقدوا سوفوكلس على إظهار (أوديب) والدم يتدفق من عينيه.
هذه بعض من خلاصة آراء الكلاسيكيين منذ العصر اليوناني الى أوائل القرن السادس عشر.
وخلاصة القول : إن المذهب الكلاسيكي مذهب اتباعي ، اتبع فن الشعر لكل من أرسطو وهوراس ، نشأ في ايطاليا ، ونضج في فرنسا ، ومر في الأدب الانجليزي ، ورسا في الأدب الألماني ، وكان له أصول ومبادىء منها :تقليد القدماء والطبيعة ، والعقل ، والموضوعية والتجرد ، والأخلاق ، واصلاح العادات ، والمعقول والممكن ، واللياقة الأدبية ودراسة العالم الداخلي ثم قانون الوحدات : الفعل والزمان والمكان .
لمذهب الكلاسيكي الحديث
إن الفترة الواقعة بين عامي 1660 - 1685 التي تعتبر من تاريخ الأدب الفرنسي هي العصر الذهبي للمذهب الكلاسيكي الحديث في فرنسا ، مهد الكلاسيكية في أوروبا بأكملها ، وهي الفترة من حكم الملك لويس الرابع عشر ، الذي كان يلقب بالملك الشمس ، وهو راعي الفنون والآداب ، ويعتبر موجه الحياة الفكرية في عصرة آنذاك …
وقد سبقت فترة حكم لويس الرابع عشر حقبة من الاستعداد والاضطراب الفكري الذي مهد للعصر الكلاسيكي العظيم ، وفي هذه الحقبة من الزمن كان يتولى توجيه دفة السياسة الفرنسية ( الكاردينال ريشيليو ) كنائب عن الملك الضعيف لويس الثالث عشر. الأعمال التي قام بها الكاردينال هي أنه أزال الأثر الرومانسي الذي تركة الأسبانيون في فرنسا خلال مدة حملتهم على فرنسا واحتلال باريس ، وقد حرص ريشيليو على إحياء المذهب الكلاسيكي اليوناني القديم ، وقام بتشجيع الأدباء والشعراء على احتذاء الشعراء اليونانيين والرومان مع إمكانية التعديل في المذهب بما يلائم مقتضيات العصر. ويعد كورني( من شعراء المسرح) وماليرب" مهذب اللغة الفرنسية " ، وديكارت وباسكال الفيلسوفان من ممثلي تلك الحقبة . أما في حياة الكلاسيكية الحديثة ( 1660-1685) في عهد لويس الرابع عشر فيمثله راسيين ومولييرالمسرحيان وبوالو (مقنن الكلاسيكية الحديثة ) وبوسويه " الشاعر" .
المذهب الكلاسيكي الحديث يمتاز بعدد من السمات :
تقليد قدامى اليونانيون في مسرحياتهم من حيث الشكل مع بعض التيسيرات من أهمها :
أ- يباح وجود عقدة ثانوية أو أكثر ، ذلك بشرط ألا تشوه وحدة العقل أو تضعف من العقدة الأساسية - نعني وحدة الموضوع .
ب- إمكانية اتساع وحدة الزمان ، فيجب ألا تقف عند دورة شمسية واحدة كما قال أرسطو ، بل يمكن أن تمتد إلى ثلاث دورات ، أي ثلاثة أيام .
ج- قد يمتد نطاق وحدة المكان ، بحيث يمكن أن يشمل قصرا بأكمله أو مدينة كاملة .
د- الإبقاء على عظامية الشخصيات ، ولكن لا مانع من وضع واتخاذ الوصيفات في أدوار لا تعد أدوارا تافهة .
هـ - الإبقاء على الأسلوب الأرستقراطي على أن يكون أسلوبا وسليما وشاعريا وواضحا لا لبس فيه .
و- من سمات الكلاسيكية هي أنها لا تعرف الأناشيد ولا الكورس .
ز- في الكلاسيكية الحديثة يتم إحلال الحب وأهواء النفس مكان القضاء والقدر ، كمحور تدور حوله أحداث الرواية ، ومن هذا المنطلق أصبحت الكلاسيكية ذات نزعة عالمية .
هذه هي بعض التيسيرات في محاكاة قدامى اليونان من حيث الشكل .
أ- يباح وجود عقدة ثانوية أو أكثر ، ذلك بشرط ألا تشوه وحدة العقل أو تضعف من العقدة الأساسية - نعني وحدة الموضوع .
ب- إمكانية اتساع وحدة الزمان ، فيجب ألا تقف عند دورة شمسية واحدة كما قال أرسطو ، بل يمكن أن تمتد إلى ثلاث دورات ، أي ثلاثة أيام .
ج- قد يمتد نطاق وحدة المكان ، بحيث يمكن أن يشمل قصرا بأكمله أو مدينة كاملة .
د- الإبقاء على عظامية الشخصيات ، ولكن لا مانع من وضع واتخاذ الوصيفات في أدوار لا تعد أدوارا تافهة .
هـ - الإبقاء على الأسلوب الأرستقراطي على أن يكون أسلوبا وسليما وشاعريا وواضحا لا لبس فيه .
و- من سمات الكلاسيكية هي أنها لا تعرف الأناشيد ولا الكورس .
ز- في الكلاسيكية الحديثة يتم إحلال الحب وأهواء النفس مكان القضاء والقدر ، كمحور تدور حوله أحداث الرواية ، ومن هذا المنطلق أصبحت الكلاسيكية ذات نزعة عالمية .
هذه هي بعض التيسيرات في محاكاة قدامى اليونان من حيث الشكل .
لقد كانت موضوعات مآسي وملاهي الكلاسيكيين الفرنسيين متخذة من الموضوعات اليونانية والرومانية ، وكذلك متخذة من بطون التاريخ وأحداثه العظمية ، وبعد ذلك يطورون هذه المواضيع بما يوائم الآداب الحديثة السائدة في القرن السابع عشر . هذا ونرى أن الكلاسيكية الحديثة كانت تعنى بالروح ولا تعنى بالمظهر ، حيث أن المظهر لم يكن يزيد على إطار مادي سرعان ما ينساه المتفرج على المسرحية . وفي المسرحيات الكلاسيكية الحديثة تكثر الأحاديث الفردية " المنلوجات " والمناقشات التي يبطؤ معها الفعل وتقل معها الحركة.
إن الكلاسيكية الحديثة كانت تشبه إلى حد كبير الكلاسيكية اليونانية من حيث أنها تتجه إلى تسلية الطبقة الخاصة ، وقد لاحظ هذا أولس جليوس Aulus Gilius الذي أطلق على المذهب هذه التسمية ، وقد اختصت الملهاة الكلاسيكية الحديثة في معظم أحوالها بجعل جو المسرحية مضحكا على سخافة وأمراض المجتمع الأخلاقية ، حتى أطلقوا على موليير " المشرع وواضع قوانين السلوك للمجتمع .
وإذا صح أن الكلاسيكية الحديثة كانت تتجه إلى تسلية الطبقة الخاصة ، إلا أنها نجحت في رفع الشعب إلى منزلة هذه الطبقة بما كانت تقدمه إلى طبقاته من دروس في أزمات الروح والمشكلات النفسية في عالم المأساة وما كانت ( تشرح ) به سلوك الناس وأخلاق النماذج البشرية في عالم الملهاة.
وقد كان كورني أعظم من يمثل المأساة الكلاسيكية الفرنسية ، وكان راسين نجمها اللامع .
وإذا صح أن الكلاسيكية الحديثة كانت تتجه إلى تسلية الطبقة الخاصة ، إلا أنها نجحت في رفع الشعب إلى منزلة هذه الطبقة بما كانت تقدمه إلى طبقاته من دروس في أزمات الروح والمشكلات النفسية في عالم المأساة وما كانت ( تشرح ) به سلوك الناس وأخلاق النماذج البشرية في عالم الملهاة.
وقد كان كورني أعظم من يمثل المأساة الكلاسيكية الفرنسية ، وكان راسين نجمها اللامع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق