رسالة جديدة من بريد الجمعة الي كان يشرف عليها الكاتب عبد الوهاب مطاوع رحمة الله عليه لننقل لكم تجارب الاخرين لعلها تفيدكم في حياتكم | |
أريد أن أكتب لك تجربتي لعلي بذلك أتخفف من بعض مايضيق به صدري.. فأنا رجل في أواخر الثلاثينيات من العمر, نشأت في أسرة لها جذورها الريفية وعاداتها التي تتمسك بها بالرغم من اقامتها بالقاهرة.. ولقد تفتح وعيي للحياة فوجدتني أعيش بين أبي وأمي واخوتي في مسكن بالدور الأول من بيت صغير, وعمي يقيم في الشقة التي تقع أسفل شقتنا بنفس البيت, والعائلتان تتشاركان وتتبادلان المودة وتجمع بينهما دائما أوثق الروابط.. ولم يكن لعمي هذا سوي ابنة وحيدة تصغرني في العمر بسنة واحدة, فسمعت منذ صباي من يقول أمامي إنها عروس المستقبل بالنسبة لي.. فاتجهت إليها مشاعري في بداية الشباب, وبادلتني هي هذه المشاعر باخلاص حتي صار مشروع ارتباطنا بالزواج في المستقبل أمرا مفروغا منه بالنسبة للأسرتين.. وتدرجنا معا في التعليم حتي حصلنا في نفس العام علي الثانوية العامة, فرشحها مجموعها للالتحاق بكلية التجارة.. أما أنا فلم يؤهلني مجموعي سوي للالتحاق بمعهد فني تجاري, فاذا بمشاعري تجاهها تبدأ في التغير ربما بسبب احساسي بالفرق بيني وبينها في مستوي الدراسة, وربما لأسباب أخري لا أعيها جيدا.. المهم أن مشاعري تجاهها قد تغيرت منذ ذلك الحين وبدأت أشعر بأن ارتباطي بها واجب عائلي ثقيل لا أرغب في اتمامه, أما هي فلقد زادت الأيام من ارتباطها بي وحبها لي, وتخرجت في معهدي والتحقت باحدي الادارات الحكومية, وأوشكت ابنة عمي علي التخرج في كليتها, وبدأت الأسرتان تنتظران تحديد الموعد المناسب لاتمام الزواج, ففاجأت أبي برغبتي في فك هذا الارتباط والتحلل منه, لأني لا أري في ابنة عمي صورة فتاة أحلامي التي أريدها لنفسي, ورفض أبي ذلك بشدة وانزعج له كثيرا واتهمني بالرغبة في التفرقة بينه وبين شقيقه والاساءة إلي ابنته الوحيدة, وحدثت بسبب ذلك مشاكل كثيرة بيني وبين أبي وأمي واخوتي, وعلا صوت أبي أكثر من مرة خلال هذه المشاجرات فكان عمي يصعد إلي شقتنا ليفض النزاع بيننا ويتدخل لتهدئة الأمور بالكلمة الطيبة, وينهي أخاه عن أن يعنفني لأنني قد صرت رجلا, فكنت أشعر بالخجل والحيرة في نفس الوقت وأتساءل تري ألم تتطاير بعض الكلمات عن أسباب الخلاف بيني وبين أبي إلي مسكنه في الدور الأسفل؟ وأصر أبي اصرارا شديدا علي ألا أتحلل من ارتباطي بابنة عمي, وتخرجت هي في كليتها وعملت, وبعد عملها بفترة قصيرة رحل والدها عن الحياة موصيا أبي خيرا بوحيدته, فازداد اصرار أبي علي اتمام زواجي منها معتبرا ذلك أمانة سوف يسأل أمام خالقه عن أدائها, وبعد عام من وفاة أبيها تزوجت ابنة عمي التزاما بوعد أبي له برعاية وحيدته, وقياما بالواجب الثقيل الذي فشلت في الافلات منه, وبدأت حياتي معها متأففا وساخطا, ومتحفظا في مشاعري تجاهها وأقمت معها في مسكن أبيها مع والدتها, ومضت الأيام بنا عادية, أعيش معها بلا حماس, ولا مشاكل في نفس الوقت, وتراودني الأماني في أن تضيق هي ذات يوم بفتوري معها فتطلب الطلاق, فيكون الرفض من جانبها وليس من جانبي, لكنها لم تضق بي للأسف, ولم تشكني لأمي أو لأبي, وانما صبرت علي برودي معها, وتسامحت معي دائما, وتعاملت معي برفق وهدوء, ورضيت بكل ما أفعل وكأنه قدر مقدور لايقبل المناقشة, وتأخر الحمل عامين وبدأ الأهل يشعرون بالقلق بسبب ذلك, فكنت لا أتردد في أن أقول للجميع انه لاعيب في, وانني لست مسئولا عن عدم حملها, عسي أن يكون ذلك سببا لطلبها الطلاق, لكنها لم تغضب لذلك, ولم تثر ولم تفصح عن أن زهدي فيها هو السبب الأساسي لعدم الحمل, حيث لم يكن لقائي بها يتعدي بضع مرات في السنة كلها. ثم أذن الله بالحمل, فضقت به ذرعا وتمنيت أن يكون الأخير وأنجبت زوجتي طفلة سعدت بها كثيرا وانشغلت بأمرها عني واسترحت لذلك ثم خطر لي أن أفتعل مشكلة جديدة معها عسي أن تكون هي المشكلة القاضية هذه المرة, وتطلب الطلاق مني, فاعترضت علي عودتها لعملها بعد فترة رعاية المولودة, وخيرتها بين العمل وبين الحياة الزوجية, فاذا بها لاتتردد في التخلي عن عملها والتفرغ للأسرة! ومضت بنا الحياة علي هذا الحال, وعلاقتي بها عادية ولا مشاكل ولا مشاجرات ولا خلافات بيننا, لكني بعيد عنها بمشاعري وأفكاري وخواطري, وبعيد عنها أيضا عاطفيا وجسديا, فلاحظت أنها تكثر من الصوم والصلاة, حتي لتصوم يوما وتفطر يوما معظم أيام السنة, وتقوم الليل, ولا تتواني بالرغم من ذلك عن تلبية احتياجاتي اذا رغبت فيها.. وبسبب قلة لقاءاتنا الزوجية التي لم تزد بعد الولادة علي أربع مرات كل سنة, فإن الحمل لم يتكرر مرة أخري وبدأ أهلي يعبرون عن أمنيتهم في أن أنجب لطفلتي أخا أو أختا, وتحدثوا إليها في ذلك فلم تشك بعدي عنها وانما التزمت الصمت, وشاركتهم أمنيتهم الغالية, وألح علي والدي في الانجاب مرة أخري, فاتجهنا إلي الطبيب وبعد الفحوص المألوفة سألني عن طبيعة علاقتي بزوجتي فزعمت له علي استحياء أنني دائم السفر ولا أرجع إلي بيتي إلا لبضعة أيام كل عدة شهور, فطمأننا إلي أنه ليست هناك موانع تحول دون تكرار الحمل وحدد لنا مواعيد اللقاءات المناسبة له, وحدث الحمل بالفعل فاعتبرت أنني قد أديت واجبي الإنساني تجاهها ورجعت إلي سابق تجاهلي لها, وتابعت هي الحمل مع طبيب خاص, فتعجب لارتفاع ضغطها مع عدم وجود سبب عضوي لذلك, ونصحها بتجنب القلق والتوتر في حياتها لكيلا يؤثر الضغط المرتفع علي الجنين, وعملت هي بنصيحته فطلبت مني أن تنتقل هي ووالدتها للاقامة مع والدتي في الشقة العليا وأن أقيم أنا مع شقيقتي الصغري التي لم تتزوج بعد في مسكن الزوجية حتي موعد الولادة, فتحظي بذلك بعناية والدتها ووالدتي, وتتجنب من ناحية أخري أسباب القلق والتوتر التي ترفع ضغطها خلال شهور الحمل, واسترحت لهذا الحل الذي سيتيح لي أن أعيش منفردا لمدة4 أشهر, ومضت الأيام بنا وأنا مشغول بأمري عنها وهي مشغولة بأمرها وبطفلتها إلي أن احتجت منذ فترة قصيرة إلي وثيقة عقد القران لكي أقدم صورة منها مع طلب الحصول علي مسكن مستقل في مشروع الاسكان للمتزوجين الذين يقيمون مع أسرهم, فأرسلت لي زوجتي من الدور العلوي مفتاحا لدرج مغلق دائما في تسريحتها وتحتفظ فيه بأوراقها المهمة ومنها وثيقة الزواج, وفتحت هذا الدرج المغلق وأخرجت الوثيقة لكني وجدت إلي جوارها أوراقا كثيرة بخط يد زوجتي علي هيئة رسائل أو كتابات, فدفعني الفضول بل وسوء الظن أيضا من أثر ما أقرؤه عن خيانة بعض الزوجات, لقراءة هذه الأوراق, خاصة أن ظروفها قد ترشحها لذلك بسبب فتوري معها وزهدي فيها, فقرأت هذه الأوراق في وجل واضطراب فاذا بي أجدها عبارة عن كتابات وشكاوي طويلة ومريرة إلي الله سبحانه وتعالي من حالي معها.. وجفائي لها وفتور مشاعري تجاهها بالرغم مما تحمله لي من حب كبير عجزت رغم مرور السنين عن أن تتخفف منه أو تقتله في نفسها, وكانت تختتم شكاواها في كل رسالة بالآية الكريمة وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.. معترفة بذلك بظلمها لنفسها بحبها لي منذ صباها واحتفاظها بهذا الحب بالرغم مما أبديه نحوها من جفاء وفتور وتجاهل, حتي أنها لاترجو من ربها شيئا إلا أن يزوجها لي في الآخرة بعد أن أكون قد تخلصت من أخلاق البشر في الدنيا.. وعرفت الحب والعطاء والاخلاص لمن يحبني, فتظفر معي في الدار الآخرة بالسعادة التي حرمتها منها في الدنيا! وذهلت لما قرأته, وتساءلت خجلا ومضطربا: أبعد كل مافعلته بها لاتريد زوجا لها سواي في الدنيا وفي الآخرة؟ ثم قرأت في صفحات أخري من أوراقها حديثا مؤلما عما تعانيه عن احتياجاتها العاطفية والحسية وما تحس به من حرمان منها, وكيف تستعين علي ذلك بالصوم والصلاة أكثر أيامها وكأنها امرأة غير متزوجة!! وقرأت في رسالة أخري عن أملها في أن ينصلح حالي ذات يوم, وعن سعادتها بالرغم من عدم اهتمامي بها بأنني لا أهتم بامرأة أخري غيرها, ولا أخونها, وهذا هو الشيء الوحيد الذي قدمته لها بالفعل منذ تزوجتها. وقرأت في رسالة ثانية عن حيرتها فيما تفعل لكي تقربني منها وتساؤلها الممرور: تري هل تدهن نفسها عسلا لكي تجتذبني إليها؟.. وماذا يكون الحال لو تذرعت أنا حينذاك بأنني لا أحب العسل؟ وقرأت وقرأت وقرأت.. واكتشفت كم هي رقيقة المشاعر وأنا الذي أتهمها في جهلي بالتبلد وعدم الاحساس بأي شيء! وجلست بعدها لفترة طويلة أراجع شريط حياتي معها منذ عرفتها, وتذكرت في غمار ذلك أنني منذ انتقلت إلي الحياة معها في هذه الشقة السفلية قد اكتشفت من الأيام الأولي أنني أسمع بغير تعمد من جانبي أية أصوات مرتفعة قليلا تتردد في مسكن أسرتي بالدور العلوي, وأدركت أن كل مادار بيني وبين أبي من مشاجرات بسبب رفضي الزواج من ابنة عمي قد تسرب إلي الشقة السفلية وعلمت به زوجتي في حينه وعلم به أيضا عمي وزوجته, ومع ذلك فلم ترغب عني ولم ترفضني, وتزوجتني وعاشت معي كل هذه السنوات وهي علي علم بموقفي السابق منها, وشعرت بالخجل والأسف, وبعد تفكير طويل نهضت من مجلسي صاعدا إلي الشقة العليا, وطلبت من زوجتي في حزم وحنان الدنيا كله في صوتي وعيني أن ترجع للاقامة معي في عش الزوجية لأني أريد رعايتها بنفسي في فترة حملها, وأريد أن تكون إلي جواري دائما هي وطفلتي وسعدت زوجتي بهذه الرغبة كثيرا وطفر الدمع من عينيها, ونهضت علي الفور تجمع حاجياتها وتستعد للعودة لبيتنا بالرغم من تحذير الطبيب لها من بذل أي مجهود, ولم تستمع لنصيحة والدتي لها بالصبر حتي الصباح لكي تتمكن من جمع أشيائها بغير عجلة.. وعادت زوجتي إلي بيتها ووجدتني أحبها كما كنت أحبها في صباي, وقبل أن يركبني العناد والشيطان ويزهدانني فيها.. انني لم أكرهها أبدا ياسيدي وأرجو أن تصدقني في ذلك, لكني فقط كنت أشعر بالفتور تجاهها, وقد تخلصت من هذا الفتور الآن والحمد لله وتغيرت معاملتي لها تماما بعد هذا اليوم, وأصبحت الآن أستعجل الساعة لكي تنقضي مواعيد العمل وأرجع إلي زوجتي وأهتم بها, وبصحتها, وبحياتي معها.. وانني أكتب إليك لأسألك كيف أستطيع تعويضها عن سنوات الجهل والحمق والجفاء التي عاشتها معي صابرة بلا شكوي إلاإلي ربها.. وهل يتسع العمر لإصلاح كل ما ارتكبته من أخطاء في حقها.. وكيف تفسر ماشهدته مشاعري تجاهها من تحولات من الحب في الصبا وبداية الشباب إلي الفتور والضيق والتأفف في سنوات الزواج إلي الحب والعطف والحنان من جديد وبعد أن قرأت أوراقها؟ رد الاستاذ عبد الوهاب مطاوع على الرسالة يخيل إلي في بعض الأحيان أن بعض البشر يحتاجون أحيانا إلي أن ترغمهم بعض أحداث الحياة علي اكتشاف الحظ الطيب الذي خصتهم به أقدارهم دون غيرهم, وعلي الاحتفاء بالسعادة التي ينعمون بها بالفعل بغير أن يدركوا ذلك.. غير أن بعض هؤلاء قد يتمادون في البطر العاطفي والنفسي فلا يتاح لهم اكتشاف ثروة السعادة التي خصتهم بها السماء إلابعد فقدها.. فيعجبون حينذاك لأنفسهم كيف لم يعرفوا لها قدرها ولم يستمتعوا بكل لحظة من لحظاتها حين كانت بين أيديهم.. وينوح نائحهم مع قيس بن ذريح في بكائياته لفقد لبني: إلي الله أشكو فقد لبني كما شكا إلي الله فقد الوالدين يتيم وبعضهم قد تترفق بهم أقدارهم فيكتشفون جوائز السماء التي لم يقدروها من قبل حق قدرها وهي مازالت بين أيديهم, وفي العمر متسع لتعويض التقصير في الشكر والعرفان وإصلاح الأخطاء.. ولا شك أنك من أصحاب الحظ الطيب في الحياة ليس فقط لأن الأقدار قد وهبتك هذه الزوجة المتبتلة في حبك والصابرة علي جفائك لها علي مر السنين.. وانما أيضا لأنك قد أدركت هبة السعادة قبل أن تفلت من يديك ويتعذر إعادة مياه النهر إلي مصبها من جديد. فاشكر ربك كثيرا علي ما أتيح لك من حظ موفق في الحياة. واشكر أقدارك كثيرا وكثيرا علي أن أدركت الفرصة قبل فوات الأوان, وحاول بكل جهدك أن تعوض زوجتك الصابرة عن حرمانها السابق مما تستحقه من حب مكافيء لحبها لك وعطاء مماثل لنهر عطائها الدافق إليك.. فاذا كنت تسألني عن تفسيري لتضارب مشاعرك تجاهها بين الحب ثم النفور.. ثم اشتعال شرارة الحب من جديد.. فلعلي أجيبك علي ذلك بأنك قد أحببتها في البداية وأنت في فترة المراهقة التي تتسم عادة بعدم ثبات المشاعر وقلقها, ثم ارتبط حبها لديك تدريجيا ومع بداية التحولات العاطفية التي تلي غالبا فترة المراهقة وأحاسيسها غير الناضجة, بمفهوم الواجب العائلي الذي ينبغي عليك أداؤه وإلاانفرط عقد الأسرتين وتحملت وزر ذلك في نظر أبيك واخوتك, فتحولت مشاعر الحب لديك تجاهها إلي الفتور والرغبة في التهرب من أداء هذا الواجب الذي لا مفر من أدائه, ولو كان والدك قد تظاهر بالاستجابة لرغبتك وقتها في عدم الارتباط بابنة عمك, وترك لك حرية الاختيار دون الالحاح عليك بمفهوم الواجب العائلي وتبعاته, لجلت جولتك في الحياة لفترة قصيرة متحررا من الاحساس بقيد هذا الواجب علي ارادتك, ثم اخترت نفس هذه الفتاة التي أحببتها في بداية الشباب, وأحبتك, ولكان اختيارك لها علي هذا النحو اختيارا عاطفيا ونابعا من مشاعرك ورغبتك فيها, وليس صادرا عن الالتزام القهري بواجب يكبل ارادتك, وهذا الفارق بين الاختيار الحر والالزام الجبري بدعوي الواجب. فالواجب ثقيل علي النفس بطبعه, والاختيار الحر طائر مغرد بلا قيود ولا أصفاد. ولهذا فلقد بدأت حياتك الزوجية مع ابنة عمك باحساس من ينفذ حكم القضاء العائلي فيه وليس باحساس من اختار شريكة حياته بملء ارادته واختياره, فصبغ ذلك حياتك معها بالفتور والجفاء والبرود.. فاذا كانت زوجتك المحبة قد تحملت أقدارها صابرة وتعلقت بالأمل فيك إلي النهاية, فلأن مشاعرها التي بدأت أيضا في فترة المراهقة قد صمدت للتحولات العاطفية التي تشهدها المشاعر في هذه الفترة فيما يمثل الاستثناء من القاعدة, فأصبح حب العمر الذي اختلط بكيانها وأفكارها وحياتها ومشاعرها, وارتبط كل ذلك لديها بالانكسار العاطفي تجاهك, وبالانكسار الإنساني الذي عايشته بيتمها ووحدتها وقلة حيلتها.. واعتبارها لك السند الأول لها في الحياة من بعد والدها, ولعل ذلك يفسر لك امتزاج الحب لديها بالحسرة والأنين والأمل المحروم والشكوي المريرة إلي الله سبحانه وتعالي من ظلمها لنفسها بهذا الحب الذي لم يلق ممن تحب سوي الجفاء والنكران.. أما أنت فإن شرارة الحب في نفسك تجاهها لم تولد من فراغ في تقديري وأغلب الظن أن زوجتك كانت هي أيضا الحب الوحيد في حياتك بدليل اخلاصك لها بالرغم من فتور مشاعرك تجاهها.. ويخيل إلي أن قبسا من المشاعر تجاهها كان موجودا لديك لكنه خامد ولم يجد لديك الدافع لرعايته وتجديده والقاء شحنات جديدة من الخشب إلي ناره لكي تظل مشتعلة, ربما بسبب فتور عام لديك في المشاعر, وربما لاطمئنانك إلي حب زوجتك لك وتمسكها بك في كل الأحوال, غير أن الحب في النهاية كلهب المدفأة يتراقص كلما استقبل دفعة جديدة من الأخشاب.. ويخبو حتي تذوي جذوته اذا أهمله صاحبه, فيظل الرماد في بعض الأحيان دافئا ومستعدا للاشتعال من جديد اذا وجد الرعاية اللازمة, وهذا ما حدث لك حين تلقي رماد حبك القديم شحنة جديدة من أوراق زوجتك الناطقة بالحب والاخلاص والأمنيات الحسيرة.. فحافظ ياصديقي علي نار مدفأتك مشتعلة علي الدوام.. وانعم بما سخت عليك به الحياة من عطاء وأمان.. والسلام.. |
الجمعة، 10 سبتمبر 2010
الواجب الثقيل!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق