الجمعة، 1 أكتوبر 2010

أقصر الطرق لحل الخلافات

 أقصر الطرق لحل الخلافات - بقلم د.هبة ياسين 

تتعدد الأسباب الظاهرية للخلافات، كما تتنوع مثيرات المشاكل والنزاعات، لكنه غالبا ما تكون الأسباب الحقيقية وراء الأزمة، أسباب غير معلن عنها، غير تلك التى تبدو على السطح تماما، فنحن نثور ونغضب ونختلف عندما يمس العامل الظاهرى المسبب للمشكلة أى مثير لشعور معين نبغضه أو نحاول الهروب من الاحساس به, كذلك فان رد فعلنا وقتها يكون 10% فقط منه ردا" على المشكلة الحالية,أما ال90% الباقية تكون ردا" على تراكمات الغضب القديمة.

الوبالبحث وجد أن الأسباب الحقيقية وراء الخلافات تكون أحد الأسباب التالية:
1_ تهديد لمكانة الشخص أو التقليل من شأنه أمام نفسه أو أمام الناس.
2_مخالفة رغبته فى التفوق دائما وأن يكون الأفضل باستمرار.
3_الخوف من فقدان السيطرة والتحكم فى أمور الحياة وفى نفسه وفيمن حوله.
4_ الشعور بالظلم والمهانة.
5_ الشعور بالرغبة فى الانتقام والثأر بسبب تراكم الآلام والجروح.
6_ النزاع حول قيم الشخص ومبادئ تكوين شخصيته.
7_ الإحساس بوجود عقبات تحول دون وصول الشخص إلى هدفه أو تعطل ذلك.
8_ الضيق بسبب اتخاذ القرارات من جانب واحد دون مشاركه.

وبناء على ذلك فإن أول خطوة لحل الخلافات هى التعرف على السبب الحقيقى وراء المشكلة، فمعرفة الخلفية أهم بكثير من معرفة التفاصيل الظاهرة فى هذه الحالة، لهذا فإن أقصر طرق حل الخلاف تعتمد على:

1) التعرف الحقيقى على سبب المشكلة سواء لديك أو لدى الطرف الآخر.
2) إبداء الاحترام المتبادل لوجهات النظر المختلفة.
3) البدء بالبحث عن مجال اتفاق كأرضية مشتركة يبدأ منها الوفاق.
4) اتخاذ القرار المشترك وليس الزام أحد الطرفين بما يقره الآخر.

وتذكر دائما أن أسهل طريقة للحل هى أن تطلب من الآخر أن يتغير، وأن يحسن من نفسه ومن تصرفاته، فى حين أن الحل الحقيقى هو أن يتغير الاثنان معا لتحقيق التواؤم والتكيف بينهما, وأول هذين الاثنين هو أنت.

وهناك بعض الإرشادات التى قد تساعد بقدر كبير عند العمل على حل الخلافات، منها:
1_ توقع أنه لا أنت ولا الآخر سيتذكر كل ما اتفقتم عليه، لذا تقبل أحيانا بعض التقصير أو تكرار الأخطاء فى المستقبل، لكن أكد فقط على أن المشاكل التى تتكرر ليست هى المشاكل الجوهرية والتى لا بد من حلها.

2_ توقع أيضا أن الحلول التى توصلتم اليها أنت والآخر ليست حلول أبدية، فاتفق مع الآخر، أنها عبارة عن اقتراحات قابله للتغيير والتعديل إذا لم تثبت فعاليتها.
3_ ركز فى حوارك دائما على كيف نحل المشكلة، وليس لماذا حدثت المشكلة؟
4_ لا تتوقع من الآخر أن يقرأ أفكارك ويفهمك تلقائيا طيلة الوقت، ببساطة أطلب ما تريد بالضبط.
5_ كن يقظا جدا إلى النقطة التى يتحول عندها النقاش إلى جدال بلا معنى، عندها أوقف الحوار تماما، فالاستمرار فى الجدال يعتبر إهدارا للوقت والطاقة، كما أنه يفسد الجو الملائم للاتفاق، ولن يأتى أبدا بفائدة.
6_ انتبه لما تقوله وتفعله، فأنت تعرف تماما كيف تثير الطرف الآخر وكيف تهدئه وكذلك هو بالتأكيد.
7_ لا تحاول دائما تحديد من المخطئ ومن المصيب، بقدر اهتمامك بحل الأزمة.
8_ انتبه إلى الأزمات الطبيعية التى قد تلقى بظلالها على العلاقة، فقد اتضح أن الخلافات تزداد طبيعيا خلال فترات معينة من الحياة مثل: ولادة طفل جديد، مجىء أحد الأقارب للإقامة معكم، تغيير سكن أو عمل، أو أى تغيير كبير فى الحياة.
9_ تأكد من أن أى حل وسط مع كونه غير مثالى، إلا أنه أفضل بكثير على المدى الطويل للطرفين من حل مثالى مفروض على طرف غير راض.
10_ ساعد نفسك دائما" بطلب العون من الله، تسلح بسلاح الدعاء المستمر، فهذا وحده كفيل بأن يحيل الصعاب إلى طرق ممهدة، وهذا سلاح مجرب لدى الكثير، فأنت فى هذه الحالة تحيل مشكلتك وتلقى بأعبائك إلى من ليس هناك أقوى
وأقدر منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق