المطبخ الياباني آدابه وعاداته وأشهر أكلاته
إذا كنت واحداً ممن يحلمون بزيارة اليابان، هذا البلد الجميل المسمى ببلاد الشمس المشرقة، فلابد من أن تكون على وعي ببعض الأمور المتعلقة بالمطبخ الياباني وعاداته والأداب التي يجب أن تتحلى بها عند تناولك للطعام والشراب خاصة أنك ستتعامل مع نوعية جديدة من الطعام وأدواته.عادات الطعام اليابانية
يستخدم اليابانيون وسيلة تميزهم لتناول الطعام، هي عيدان خشبية تسمى (هاشي) والتي تستخدم كشوكة وسكين، حيث يمكن تقطيع بعض الطعام بها، وهي عبارة عن قطعتي خشب، وتكونان ملتصقتين معا عند التقديم لتعرف بأنها لم تستخدم من قبل.
وإذا كنت قد بدأت في تناول طعامك فلا يجوز لك تمرير الطعام من عيدانك إلى عيدان أحد الضيوف، وإن اضطريت إلى ذلك فيمكنك تمرير ما تريده من صحنك إلى صحن الضيف عبر صحن صغير تضع فيه ما تريد من اطعمه لتوصيلها إلى الشخص الاخر.
تجنب إيقاف عيدان تناول الطعام عموديا في وعاء الأرز، لأنها مدعاة للتشاؤم في الثقافة اليابانية. كما يجب تجنب طعن عيدان تناول الطعام في الأطباق.
لا تحرك العيدان بعيداً عن طبق الطعام كثيراً.
لا تنقل يدك وأنت ممسكاً بهما من طبق إلي طبق أثناء تناول الطعام
قد تواجهك بعض الصعوبات في بداية استخدامك لعيدان الطعام ولكنك مع التدريب والاستمرار ستعتاد عليها، وما عليك هو أن تمسك بإحدى العيدان عادة بين الإبهام والبنصر مع مساندة للأصبع الوسطى.بينما تضع العود الأخرى بشكل مقابل لها بحيث تحصر في الفجوة بين الإبهام والسبابة بمساندة الخنصر.وبهذا ستتقابل رؤوس العودان مع بعضهما لتشكلا شكل مثلث. ويتم الاستخدام بتحريك العود العلوي فقط.
عادة ما تبدأ وجبات الطعام في اليابان بعبارة “إيتاداكيماس” والتي تعني في مضمونها العام التواضع والامتنان لجميع من ساهم في إعداد هذا الطعام من زارع أو صائد أو طاهي، أما عند الإنتهاء من تناول الطعام تستخدم عبارة هي “غوتشيسوساماديشتا” وتعني الإعجاب بالطعام، ولك أن تعرف إن الشعب الياباني يهتم بكثرة المجاملات والثناء عند تناولهم الطعام.
ويجب عليك أن تتناول صحنك كاملاً ولا تترك به أي فضلات، وأن تتناول جميع الأصناف المقدمة إليك لأن المفاضلة بين نوع وأخر أمر غير لائق في الثقافة اليابانية التي تقدس مضغ الطعام بفم مغلق.
ولا تترد إذا أردت رفع صحن الحساء إلى فمك فهذا أمر مقبول هناك حتى لا ينسكب الطعام أثناء التقاطه بعيدان الطعام. ومن المعتاد أيضا إصدار صوت الاحتساء عن شفط مكونات الحساء وخاصة الرامين أو الصوبا.
وعليك بتجنب تناول الطعام في المواصلات العامة أو أثناء المشي فهو أمر غير لائق وغير منتشر في اليابان، ولكنه جائز.
وإن ساقتك الظروف لتناول طعامك في أحد المطاعم العامة فتجنب استخدام منشفة اليدين للفم والوجه، حيث إن المطاعم عادة ما تقدم منشفة إما رطبة وساخنة أو مرطبة وملفوفة بالبلاستيك، لتنظيف اليدين قبل تناول الطعام وليس بعده.
عند استخدامك نكاشات الأسنان بعد تناولك للطعام عليك تغطية فمك باليد الأخرى، ويفضل التوجه إلى دورة المياة في مثل هذه الحالات.
لا تستخدم صلصة الصوبا بإسراف عند تناولك للأرز أو الساشيمي أو السوشي فهذا أمر غير مقبول في الثقافة اليابانية، ويمكنك وضعها في صحن صغير لتغمس ما تريد من اطعمه بها فمن غير المقبول سكبها على المأكولات هناك.
تطور المطبخ الياباني
عادة ما يتأثر الطعام في أي دولة بالتغيرات السياسية والاجتماعية، وهذا ما ظهر بشكل واضح في اليابان التي شهد مطبخها الكثيرمن علامات التغيير خاصة في العصور الوسطى ابان حكم الشوغون وكذلك في بداية العصر الحديث.
وقد اتجهت اليابان إلى النمط الزراعي بعد أن كانت دول قائمة على الصيد خلال فترة جومون قبيل القرن السادس، وبدأ الأرز يشق طريقه إلى المجتمع الياباني من خلال الصين ليصبح هو الوجبة المفضلة. واستمر تاثير الثقافة الصينية على المجتمع الياباني خلال فترة كوفون في القرن السادس حتى أصبحت للبوذية تأثير كبير على الثقافة اليابانية وعلى مطبخها، خاصة وأن هذه الديانة تحرم ذبح بعض الحيوانات وتناولها حتى وصل الأمر إلى حظر سيد السمك في القرن الثامن.
ولم يقتصر التاثير الصيني على المطبخ الياباني إلى هذا الحد بل امتد حتى شمل أدوات المطبخ ولعل أشهرها عيدان تناول الطعام التي لازالت تستخدم إلى الآن، وتتميز بها الثقافة اليابانية بشكل كبير، وقد اقتصر استخدامها في القرنين الثامن والتاسع على النبلاء فقط.
وقد شهد أواخر القرن التاسع تحسن ملحوظا في مستوى الأطباق اليابانية، حيث ادخلت الأسماك واللحوم المشوية (ياكيمونو) ، والأطباق المطهية على البخار (موشيمونو) ، والحساء المصنعة من الخضار المفرومة واللحوم والأسماك (أتسومونو) ، الأسماك الهلامية (نيكوغوري) والخضروات والأعشاب البحرية والأسماك المتبلة بشكل كبير (أمه-مونو) ، ومخللات الخضار( تسوكه- مونو) التي تم معالجتها في الملح. ولم يستخدم الزيت أو الدهون بشكل كبير في الطهي.
أشهر المأكولات اليابانية
و قد جمع المطبخ الياباني في العصر الحديث العديد من المأكولات مثل الأرز أو المعكرونة، مع الحساء ، بالإضافة لأطباق الأسماك، واللحوم، والخضراوات، ويعتبر الأرز الأبيض والحساء مع بعض انواع المخللالات من أشهر الوجبات باليابان.وعادة ما يقدم الأرز في وعاء مخروطي الشكل يطلق عليه اسم ( غوهان)، أما إذا قدم على النمط الغربي فيسمى (رايس)، وفي كثير من الأحيان يتم تقديم المعكرونة ( مين – روي) كبديل عن الأرز مع صلصة الصوبا بالإضافة إلى الخبز (بان) الذي يستخدم على نطاق واسع على المائدة اليابانية.
ومن أشهر الاطعمة اليابانية (سوكي ياكي) يتم تجهيزه بطهي شرائح رقيقة من لحم البقر مع أنواع مختلفة من الخضار والتوفو والمعكرونة، و (التيمبورا) التي تتكون من الجمبري والسمك والخصار ويقلى في الزيت بعد وضعه في خليط من البيض والماء والدقيق الابيض، بالإضافة إلى ( السوشي) عبارة عن قطع صغيرة من المأكولات البحرية النيئة كسمك التونة والحبار والقريدس توضع فوق الرز المخلل، و (الساشيمي) عبارة عن سمك مقطع إلى شرائح رقيقة تؤكل مع صلصة الصويا.
أما طبق (كايسيكي ريوري ). فيتكون بصورة رئيسية من الخضار والسمك مع الاعشاب البحرية والفطر حيث تكون التوابل اساساً لطعمها وتتميز بنكهتها المحسنة.
و (شابو شابو) عبارة عن شرائح رقيقة من لحم البقر يتم وضعها في قدر من الماء المغلي لفترة وجيزة، ثم غمسها في الصلصة قبل اكلها.
وهناك بعض الأطباق اليابانية التي ترتبط بالمناسبات الخاصة مثل بوتاموتشي أرز لزج مع أزوكي حلو ويقدم في الربيع، وكعكة الأرز الحلو على البخاروالتي تسمى (تشيماكي) وتقدم في مهرجان غيون.شأنها في ذلك شأن (الهامو) وهو نوع من السمك يقدم في ذات المهرجان، بالإضافة إلى العديد من الأطباق الأخرى مثل (سيكيهان) والذي يعني الرز الأحمر ويقدم في العديد من المناسبات الاحتفالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق